تسارعت حدة التوتر بين السودان وإثيوبيا في غضون إعادة انتشار الجيش السوداني على حدوده الشرقية واستعادة بعض المناطق التي كانت تسيطر عليها المليشيات الإثيوبية منذ عشرات السنين، وجاءت إعادة الانتشار بعد توجيهات سياسية من الحكومة السودانية للقوات المسلحة بإعادة الانتشار في تلك المناطق واستعادتها إلى الأراضي السودانية.
وبدا الجيش السوداني في إعادة الانتشار بعد الحرب التي شنتها حكومة آبي احمد، رئيس الوزراء الإثيوبي، على جبهة تحرير التجراي التي نشطت في الآونة الأخيرة، وشنت هجمات متتالية على قواعد الجيش الإثيوبي؛ مما خلق موجة نزوح كبيرة على الأراضي السودانية في حدوده الشرقية.
التواجد الإثيوبي في منطقة الفشقة الكبرى
يتمركز التواجد الإثيوبي قبل إعادة انتشار الجيش السوداني في معسكر العلاو الذي يقع جنوب شرق معسكر القوات المسلحة السودانية بالعلاو بحوالي كيلومتر واحد، وداخل الأراضي السودانية بحوالي 24 كيلومتراً.
وفي تومات اللكدي، تقع شرق محطة اللكدي بحوالي 3 كيلومترات داخل الأراضي السودانية على الطريق المسفلت الرابط بين اللكدي ومدينة الحمرة الإثيوبية ويبعد من الحدود الدولية 5 كيلومترات داخل الأراضي السودانية.
كشف عضو مجلس السيادة الانتقالي الناطق الرسمي باسم المجلس محمد الفكي سليمان أن منطقة الفشقة ليست من المناطق المتنازع عليها، وقال: إنها منطقة سودانية 100%، مشيراً إلى أن الخرائط والوثائق السودانية والإثيوبية تؤكد ذلك.
وقال: إن التعديات الإثيوبية بدأت بملابسات سياسية من النظام البائد، وتم إخلاء عدد من المناطق آنذاك، موضحاً أن التواجد الإثيوبي في منطقتي الفشقة الكبرى والصغرى في 17 نقطة، وإن التواجد الإثيوبي في منطقة الفشقة الكبرى في 7 نقاط تمثل معسكر العلاو، ومعسكر هلكا عصارة، يقع 22 كيلومتراً داخل الأراضي السودانية، ومعسكر تسفاي كحساي، يقع 6 كيلومترات داخل الأراضي السودانية، ومعسكر يطلق عليه معسكر قوات الشرطة الفدرالية الإثيوبية، يقع 5 كيلومترات داخل الأراضي السودانية، ومعسكر الجمارك وتنفتح فيه قوة من الجمارك الإثيوبية ويقع 5.5 داخل الأراضي السودانية.
وقال: إن التواجد الإثيوبي في منطقة الفشقة الصغرى في 10 نقاط تمثل معسكر جبل طيارة، يقع جنوب منطقة الأنفال حوالي 5 كيلومترات داخل الأراضي السودانية، ومعسكر موقع شرق قرية جميزة، يقع على بعد كيلومتر واحد شرق النهر، ومعسكر موقع شرق بركة نورين، يبعد من النهر حوالي كيلومتر شرق النهر، و16 كيلومتراً داخل الأراضي السودانية، ومعسكر مشروع الإثيوبي سلمون، يقع على بعد 500 متر شرق ودكولي داخل الأراضي السودانية، بينما يقع ودكولي على بعد 7.5 كيلومتر داخل الأراضي السودانية، ومعسكر خور حمر، يقع كيلومتر داخل الأراضي السودانية، ومعسكر خور حمر يقع كيلومترين داخل الأراضي السودانية، ومعسكر تلدا، يقع 7 كيلومترات داخل الأراضي السودانية، ومعسكر نهاية الردمية يؤدي إلى موقع الأسرة، يقع 10 كيلومترات داخل الأراضي السودانية، ومعسكر جبل أبو طيور، يقع 11 كيلومتراً كلم داخل الحدود السودانية.
إعلان الحرب على إثيوبيا
عضو مجلس السيادة الانتقالي، الناطق الرسمي باسم المجلس الأستاذ محمد الفكي، شدد على أن السودان لم يعلن الحرب على إثيوبيا، ولا يسعى لإشعالها مع الجيران.
وأضاف أن خيار السودان لحل الخلافات مع الجارة إثيوبيا هو الحوار بالطرق السلمية لحل الخلافات، خاصة وأن قرار تمدد القوات المسلحة السودانية في أراضيها لم يكن قراراً للسلطات العسكرية، إنما كان قراراً سياسياً لمجلس الأمن والدفاع الذي يضم أجهزة سياسية ودبلوماسية وازنة، إضافة إلى أجهزة عسكرية وأمنية؛ مما يعني أن قرار تمدد الجيش في أراضيه كان قراراً سياسياً بامتياز، وأوضح أن المطلوب على الأرض هو إظهار العلامات والفواصل الحدودية لإظهار حقيقة أن الجيش السوداني يوجد داخل أراضيه المعترف بها دولياً.
قال محمد الفكي، عضو مجلس السيادة الانتقالي: إن السودان لم يعلن الحرب ضد إثيوبيا، ولم يُصدر قراراً بذلك، مؤكداً أننا لسنا دعاة حرب.
وأضاف، في مؤتمر صحفي بـ”وكالة السودان للأنباء”، مساء أمس الجمعة: إن ما يحدث في الحدود الشرقية هو إعادة انتشار للجيش السوداني داخل الحدود السودانية.
الحرب الإعلامية والصمت السوداني
إثيوبيا وعبر سفارتها في الخرطوم شنت حرباً إعلامية على الخرطوم، حيث طالب السفير الإثيوبي بالخرطوم الجيش السوداني بالانسحاب من المناطق التي استولى عليها، وقام الطيران الإثيوبي بمناورات عسكرية داخل الأراضي في محاولات استفزازية للجيش السوداني الذي التزم البقاء داخل أراضيه.
أكد عضو مجلس السيادة أن قرار استعادة الأراضي السودانية قرار سياسي وليس عسكرياً.
وقال: وجهت لنا انتقادات لصمتنا الإعلامي؛ لأننا نرى أن ذلك يصب في صالح التصعيد الإعلامي بين البلدين، ولكن هناك خطابات غير متزنة من الإثيوبيين اضطرتنا لذلك.
ونشرت سفارة إثيوبيا في السودان، الجمعة، توضيحاً حول بيان منسوب إليها عن أوضاع الإثيوبيين في الخرطوم والقضارف.
وقالت في البيان: علمت سفارة جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية بإشعار مزيف يتم تداوله على منصات التواصل الاجتماعي بخصوص معاملة الإثيوبيين الذين يعيشون في ولايتي القضارف والخرطوم.
وأضافت: تود السفارة التأكيد على أن الإشعار لم يتم إصداره من قبل السفارة.
وأفادت السفارة بأنها تعتقد أيضاً أن مثل هذه الإجراءات غير المبررة يتم تنفيذها من قبل عناصر ترغب في خلق الفتنة ونقلها بين شعبي وحكومتي إثيوبيا والسودان.
واختتمت البيان بالقول: تود السفارة أن تنصح الإثيوبيين الذين يعيشون في السودان بتوخي الحذر من محاولات التضليل المماثلة واتباع وسائل التواصل الاجتماعي الرسمية للسفارة للحصول على بيانات دقيقة ورسمية فقط.
وانتشر، في الساعات الماضية، بيان نسب للسفارة الإثيوبية وتضمن أن اعتداءات همجية طالت أفراد الجالية الإثيوبية بالخرطوم والقضارف من قبل مجموعات منظمة تستهدف النساء والأطفال في وضح النهار.
وقال المتحدث باسم المجلس السيادي السوداني محمد الفكي سليمان: إن الطريق الوحيد لحل القضية الحدودية هو استمرار اجتماعات اللجان الفنية المشتركة (بين الخرطوم وأديس أبابا) حول إظهار علامات الحدود مع إثيوبيا.
وأضاف: نحن نتقاسم مع اللاجئين الإثيوبيين ما لدينا رغم الإمكانيات الشحيحة، مطالباً المجتمع الدولي والمنظمات المعنية بالقيام بمهامهم وتقديم الدعم لهؤلاء اللاجئين.
ونوه إلى أنه لا توجد أي اعتداءات على الإثيوبيين المقيمين بالخرطوم، مشيراً إلى أن هناك جهات (لم يسمها) تعمل على تأجيج الأوضاع، دون مزيد من التفاصيل.