أشارت 3 تقارير دولية إلى تنامي العنصرية والأعمال العدائية ضد المسلمين في 3 دول كبرى في أوروبا؛ هي: فرنسا وألمانيا والنمسا، حيث ذكرت جمعية “العمل المناهض للعنصرية والاستجابة المدنية” (زارا)، التي تسجل منذ أكثر من عقدين الاعتداءات العنصرية في البلاد، نشرت تقريرها لعام 2020 عن العنصرية في النمسا.
مسلمو فرنسا يجدون صعوبة في ممارسة شعائرهم الدينية
معاداة الإسلام بفرنسا
وأعلن رئيس المرصد الوطني ضد معاداة الإسلام بفرنسا عبدالله زكري أن البلاد شهدت اعتداءات متزايدة ضد المسلمين خلال عام 2020، وذكر أن معظم الهجمات وقعت في مناطق “رون ألب” و”باكا” و”إيل دو فرانس”، في العاصمة باريس.
وأصبح المسلمون في فرنسا يشعرون بالقلق من النظرة السلبية للفرنسيين تجاه الإسلام، وأصبحوا يجدون صعوبة في ممارسة شعائرهم الدينية، مقارنة بغيرهم من أتباع الديانات الأخرى.
900 اعتداء بألمانيا
وذكر تقرير لصحيفة “نويه أوسنبروكه تسايتونغ”، في عددها الصادر (الإثنين 8 فبراير 2021)، أن عدد الاعتداءات (الجسدية كما اللفظية) على المسلمين والمؤسسات الإسلامية مثل المساجد زاد في ألمانيا خلال عام 2020، على الرغم من القيود المفروضة على الحياة العامة بسبب جائحة كورونا، وسجلت السلطات ما لا يقل عن 901 حادثة مناهضة للمسلمين في عموم ألمانيا، بزيادة قدرها 2% تقريبًا مقارنة بعام 2019 (884 حادثاً).
السلطات الألمانية سجلت 77 حالة من اعتداءات وكتابات على الجدران وتدنيس للمساجد
وجاءت هذه البيانات ضمن رد وزارة الداخلية الألمانية على سؤال لفريق حزب اليسار المعارض في البرلمان (بوندستاغ)، ولم يستبعد الفريق البرلماني أن يرتفع هذا الرقم حين توفر البيانات النهائية لعام 2020، لكون التجربة أظهرت في الماضي أن الأسابيع بين فبراير ومارس تشهد استدراكاً في إيصال البيانات المتأخرة للوزارة.
وذكر تقرير الصحيفة أن 48 شخصاً أصيبوا في الاعتداءات، وهو رقم أعلى بكثير مما كان عليه الأمر في عام 2019 (34 شخصاً)، من بينهما شخصان لقيا حتفهما، وسجلت السلطات 77 حالة من اعتداءات وكتابات على الجدران وتدنيس للمساجد، في معظم الحالات، وكان الجناة من المتطرفين اليمينيين، وبذلك يتواصل اتجاه الزيادة المطردة في هذا النوع من الاعتداءات عام بعد عام؛ (824 عام 2018)، (884 عام 2019)، (901 عام 2020)، وفي عام 2017، عندما قامت السلطات بتقييم البيانات المتعلقة بجرائم “الإسلاموفوبيا” لأول مرة، سجلت ما لا يقل عن 950 جريمة.
حملة ممنهجة
البيانات المتعلقة بجرائم “الإسلاموفوبيا” لأول مرة سجلت ما لا يقل عن 950 جريمة
وإزاء هذه الحملة الممنهجة ضد الإسلام والمسلمين في أوروبا، قال شيخ الأزهر د. أحمد الطيب، الأسبوع الماضي: إنه “قلق من انتشار اليمين المتطرف بأوروبا وتصاعد أنشطته العدوانية ضد المسلمين”، جاء ذلك خلال استقبال الطيب السفير الألماني بالقاهرة سيريل جان نون، وفق بيان لمشيخة الأزهر.
وأعرب الطيب خلال اللقاء عن “القلق من انتشار اليمين المتطرف في أوروبا، وتصاعد أنشطته العدوانية والعدائية ضد المسلمين في كثير من الدول الغربية”.
وأكد أن “العالم اليوم في حاجة أكثر من أي وقت مضى إلى احترام التعددية وقبول الآخر”.
وأواخر العام الماضي، خرجت فعاليات غاضبة في دول إسلامية ضد وقائع مثل حرق نسخ من القرآن الكريم في السويد، وتمزيق أخرى في النرويج، ومواقف فرنسية رسمية تشجع الرسوم الكاريكاتيرية التي تسيء إلى الإسلام.