رحب عدد من الدعاة بعودة صلاة التراويح إلى المساجد المصرية هذا العام بعد منعها في العام الماضي، معتبرين ذلك خطوة طيبة بعودة الناس إلى مساجدهم وشعائرهم الدينية التي حرم منها العام الماضي، واصفين فرحة المصريين بها بأنه يعكس عمق التدين لهذا الشعب وتمسكه بهويته وثوابته الدينية.
ولكنهم في المقابل أكدوا لـ ” المجتمع “تحفظهم على الشروط التي وضعتها وزارة الأوقاف، سواء بتحديد وقت قصير للصلاة لا يتجاوز نصف الساعة أو إغلاق دورات المياه وغيره، في مقابل استمرار المقاهي والمطاعم لساعات طويلة والبحث عن حلول لمباريات كرة القدم، مطالبين بالتعامل مع المساجد وصلاة التراويح بنفس معايير التعامل مع المقاهي والمطاعم والمولات.
وكانت وزارة الأوقاف المصرية وافقت على عودة صلاة التراويح هذا العام بعد توقفها في رمضان الماضي، وتم استقبال هذا القرار بفرحة عارمة في أوساط المصريين ورغم تحديد وزارة الأوقاف عدة شروط لأداء الصلاة بالمساجد، من بينها ألا تتجاوز نصف الساعة إلا أنه كان هناك ترحيب كبير بالعودة وهو ما كشف مدي تعطش المصريين لمساجدهم وصلاة التراويح وتمسكهم بهويتهم الإسلامية.
مشاعر من الريبة
وفي سياق تعليقه يقول عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ الدكتور محمد الصغير مع قدوم رمضان الثاني في ظل الجائحة بادرت بعض الدول العربية والإسلامية بتشديد الإجراءات على المساجد ومنع صلاة التراويح، وبلغ ببعضها إلى منع صلاة الفجر والعشاء، وعندما انتقد أحد الخطباء هذا التضييق تم إيقافه.
في المقابل رحب د الصغير بعودة صلاة التراويح بشكل عام سواء بمصر أو باقي الدول الإسلامية وإن كان له تحفظ على الشروط التي اشترطتها وزارة الأوقاف المصرية لأداء المصلين لها.
مضيفا لـ “المجتمع” لا أستطيع أن أخفي مشاعر الريبة من تصرفات بعض المسؤولين تجاه قضية الصلاة والمساجد من حيث التعامل بمنتهى الحزم والصرامة مع رواد بيوت الله، والمرونة مع الحفلات الغنائية وحفلات التخرج التي يتجمع فيها الآلاف وتتلاصق فيها الأجساد، ومن جملة المفارقات أن دورات المياه في مراكز التسوق الكبرى مفتوحة إلا مكان الوضوء القريب من المصلى.
ويضيف: ومع أن الأنظمة العربية تقلد الغرب في الكبائر والصغائر إلا أنها لم تفعل ذلك في أمر الصلاة والمساجد، حيث يصلي المسلمون التراويح في أمريكا وأوروبا التي تفرض بعض دولها حظر التجول قبل منتصف الليل، ولا مراء أن التراويح نافلة وصلاتها في البيت جائزة حتى في الأوقات العادية، لكن الكلام عن إحياء الشعيرة وعمارة المساجد وشبهة التضييق على روادها أمر ضروري.
شروط متعسفة
من جانبه رحب الداعية والباحث الشرعي مصطفى إبراهيم بعودة صلاة التراويح للمساجد بعدما منعت رمضان الماضي بسبب انتشار وباء فيروس كورونا المستجد، داعياً الشعب المصري إلى تأدية تلك العبادة السنوية، وعدم التفريط في الوقت بمشاهدة التلفاز أو وسائل اللهو الأخرى.
ووصف إبراهيم في حديثه لـ” المجتمع” الشروط التي وضعت للصلاة بالمتعسفة بعض الشيء، مؤكداً أنه كان يكفي شروط ارتداء الأقنعة والتباعد الاجتماعي، فقط، دون إغلاق لدورات المياه ولا اقتصار وقت الصلاة على نصف ساعة فقط لأن الشعب المصري يعيش في أجواء مفتوحة في المواصلات والمولات والمحلات والشوارع والمقاهي التي تستقبل الرواد والأفراد للساعات الطوال، ولا يوجد تقييد على تلك الأماكن، وكذلك للكنائس بالنسبة للأقباط، فلماذا تقيد الأوضاع وتفرض الشروط المتعسفة في المساجد دون غيرها.
وحول فرحة المصريين بعودة صلاة القيام قال: إنها تجسيد لتدين الشعب المصري، الذي ينتظر تلك العبادة المحببة إلى قلبه من العام للعام، وتمتلئ فيها المساجد بالمصلين وتمتد الصفوف إلى الشوارع والطرقات، ويسارع الجميع في إقامة تلك الشعيرة، وتنتشر تسجيلات تلك العبادة لمشاهير القراء، ويتناقلها المصريون بفرحة عارمة وشوق يتجدد كل سنة.
ما لا يدرك كله لا يترك كله
أما الشيخ أبو عمر وهو من علماء الجمعية الشرعية والذي يؤم الناس في صلاة التراويح هذا العام فقد رحب بعودة صلاة التراويح هذا العام ويقول إن ما لا يدرك كله لا يترك كله وعلى هذا فإن عودة صلاة التراويح هذا هو شيء طيب وعودة لشعيرة تعين الناس على القرب إلى الله في هذا الشهر الكريم وتعكس فرحة الناس بها عمق التدين للشعب المصري وتمسكه بثوابته وهويته الدينية.
وحول الشروط التي وضعتها وزارة الأوقاف قال لـ ” المجتمع” بالتأكيد أي شروط بشأن العبادة والعلاقة مع الله تكون غير محببة ولكن الظرف الحالي في ظل جائحة كورونا فرضت علينا أجواء غير عادية وعليه يمكن تفهم بعض الشروط والتحفظ على البعض الآخر من قبيل إغلاق دورات المياه التي كان يمكن تنظيم دخولها.