أدى تعرض مواقع حكومية صهيونية لهجمات سيبرانية، وصفت بأنها الأكبر، إلى منع الوصول إلى عدد من المواقع الإلكترونية، بما فيها الحكومية لفترة وجيزة.
وأعلنت “الهيئة الوطنية الإسرائيلية للأمن السيبراني”، أمس الإثنين، أنه “تم رصد هجوم حجب الخدمة (DDoS) على مزود الاتصالات، واستمر بحدود ساعة قبل أن تعود جميع المواقع إلى العمل“.
هجوم واسع النطاق
واعتبر الخبير في أمن المعلومات بلال عمرو، أن “الهجوم ليس معقدا، لكنه كان واسع النطاق ضد كيان الاحتلال، وطال جميع المواقع الحكومية“.
وقال عمرو لـ”قدس برس”، إن “هذا الهجوم ليس الأول، ولن يكون الأخير، بسبب تصرفات كيان الاحتلال والتي تستهدف عدة دول، وخاصة إيران في هجمات إلكترونية على منشآتها النووية“.
واستبعد ما صرحت به “الهيئة الوطنية للأمن السيبراني الإسرائيلية” من عدم حدوث اختراق، وأن هجمات حجب الموقع تستخدم للتمويه لعمل اختراق في مواقع أخرى للحصول على البيانات وتسريبها وإحداث ثغرات أمنية.
وأكد أن “هذا ما حدث فعليا عام 2021، عندما حصل قراصنة إيرانيون على ملفات طبية مشفرة ومعلومات حساسة من مواقع لوزراء إسرائيليين، وجرى تسريب معلومات عنهم وعن ضباط في الجيش“.
وأشار إلى عدم وجود مواقع محصنة 100%، و”هذا ما تحدث به تقرير لمراقبة الدولة، وذكر فيه أن الكيان غير مجهز بشكل كاف لحرب سيبرانية كثيفة وقوية“.
وحول الأضرار التي حصلت من هذا الهجوم، قال عمرو إن “دولة الاحتلال تحتاج لمزيد من الوقت لتقييم الأضرار التي حصلت وحجم الاختراقات والثغرات، وهل حصل تسريب المعلومات أمنية أو حساسة تخص هذه الوزارات“.
آخذة بالتصاعد
بدوره، قال المتابع للشأن العبري ياسر مناع إن “الحرب الحديثة في العالم هي الحرب السيبرانية، وهي مواجهة لا تحدها حدود، وليس لها زمان معين، وآخذة بالتصاعد، لا سيما في ظلِّ تطور البرمجيات والأدوات الاختراقية“.
وأضاف مناع لـ”قدس برس” أن “إسرائيل ترى في نفسها الأكثر تقدماً من حيث التصنيع والاعتماد على التكنولوجيا، وبذلك هي الخاسر الأكبر في أي حرب من هذا النوع؛ أي هجوم يؤدي إلى شل مؤسساتها الحيوية، بل قد يؤدي إلى تعطيل في عمل الجيش الذي يعتمد على التكنولوجيا في عمله وتحركاته” على حد تقديره.
ويعتقد مناع أن “هجوم السايبر أمس على مواقع حكومية إسرائيلية، وقصف معسكر إسرائيلي سري في أربيل العراق قبل يومين يأتيان في سياق الرد الإيراني على القصف الإسرائيلي في سوريا، ومحاولات التخريب داخل إيران“.
وتوقع أن يرد الاحتلال على هذه الهجمات السيبرانية بذات الطريقة على موقع حيوية في إيران، خاصة المنشآت النووية ومحطات المياه والكهرباء.
يذكر أن هاريل منشاري، رئيس معهد حولون للتكنولوجيا (HIT)، أحد مؤسسي جهاز أمن الشبكات والمعلومات في “شاباك” (جهاز الأمن العام)، قال إن “حسابات على الشبكات الاجتماعية المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني تبنت الهجوم“.
وهجمات “DDoS” تقوم على إرسال أوامر عديدة إلى الخوادم، ما يؤدي في النهاية إلى انهيار المواقع المستهدفة.