ندّد فلسطينيون في قطاع غزة بمسيرة الأعلام الصهيونية المُقرر أن ينظّمها مستوطنون بمدينة القدس المحتلّة، مساء اليوم الأحد.
جاء ذلك خلال عدد من الوقفات الاحتجاجية التي نظّمتها فصائل فلسطينية، ومؤسسات حقوقية، في مناطق مختلفة من القطاع.
ورفع المشاركون في هذه الوقفات الأعلام الفلسطينية، إلى جانب لافتات كُتب على بعضها “مقدّساتنا الإسلامية والمسيحية خط أحمر”، و”الأقصى وما فيه مقدّسات إسلامية خالصة”.
كما عبّر المُشاركون عن غضبهم إزاء اقتحام عشرات المستوطنين، صباح اليوم، للمسجد الأقصى، ورفع بعضهم لعلم الكيان الصهيوني في المسجد.
وفي وقت سابق الأحد، قالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس: إن 1044 مستوطناً اقتحموا باحات الأقصى خلال فترة الاقتحامات الصباحية التي امتدت لنحو 4 ساعات.
ويأتي هذا الاقتحام قبل ساعات من تنظيم المستوطنين لمسيرة “الأعلام”، السنوية، احتفالاً باحتلال الشق الشرقي من القدس، التي من المقرر أن تمر من باب العامود والبلدة القديمة، وتنتهي بحائط البراق، الذي يسميه اليهود “حائط المبكى”، والملاصق للمسجد الأقصى.
ويخشى مراقبون أن تتسبب المسيرة باتساع رقعة التوتر في المدينة والأراضي الفلسطينية، حيث حذرت السلطة الوطنية الفلسطينية والفصائل في قطاع غزة من تداعياتها.
خيار الرد
من جهتها، نظّمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وقفة احتجاجية أمام منزل رئيس الحركة إسماعيل هنية، غربي مدينة غزة.
وحذّر إياد الدجني، رئيس الهيئة الإدارية لمنطقة غرب مدينة غزة، في “حماس”، من تداعيات المساس بالمسجد الأقصى.
وقال في كلمته: “الأقصى” والقدس عقيدة المسلمين جميعاً، ونحن خلف قيادة الشعب الفلسطيني، ونحن جاهزون للرد.
وأضاف أن خيار الرد متروك للمقاومة، فهي التي تُقدّر حجمه ووقته، كما أنها قادرة على إيقاع وجع الاحتلال.
ودعا إلى استمرار الاحتشاد في المسجد الأقصى، مضيفاً أن هذه الزحوف والجولة واحدة من الجولات التي تقرّب الفلسطينيين للنصر.
كما نظّم المجلس التشريعي بمدينة غزة وقفة نصرة للمسجد الأقصى ورفضاً لاقتحام المستوطنين له.
وأدان أحمد بحر، رئيس المجلس، في كلمته المخطط الصهيوني الخطير الذي يعتزم الاحتلال تمريره عبر مسيرة الأعلام.
وأضاف: المسجد الأقصى حق خالص للمسلمين، لن نفرط بع ولن نسمح بأي تلاعب أو تغيير يطاله.
وحذّر بحر الاحتلال من تجاوز الخطوط الحمراء، والمساس بالثوابت الدينية والوطنية وحقوق الشعب في الأقصى والقدس.
ودعا بحر الفلسطينيين في القدس والضفة الغربية والداخل المحتل إلى تكثيف تواجدهم على بوابات المسجد الأقصى، لمنع مسيرة الأعلام، مطالباً بتصعيد كافة أشكال المقاومة والاشتباك مع الاحتلال.
محاسبة الاحتلال
ونظّم تجمّع المؤسسات الحقوقية (حريّة)، وقفة احتجاجية، أمام مقر المنسق الأممي لعملية السلام بالشرق الأوسط (أونسكو)، بمدينة غزة.
وطالب ياسر الديراوي، المحامي في مركز حماية لحقوق الإنسان، المؤسسات الحقوقية الدولية، والمجتمع الدولي، بالضغط على “إسرائيل”، لوقف انتهاكاتها في الأقصى.
وقال في كلمته: “على المجتمع الدولي إدانة الانتهاكات التي ينفّذها المستوطنون، والضغط باتجاه محاسبة الاحتلال على جرائمه”.
كما دعا الدول العربية والإسلامية إلى التحرك الجاد، وتحمّل مسؤولياتها باتجاه المسجد، ووقف اعتداءات المستوطنين المُتكررة.
وفي السياق، قال شعيب أبو سنينة، عضو في مؤسسة القدس الدولية: إن “إسرائيل” بدأت بالتجهيز للمسيرة، بموجة اعتقالات، للاستفراد بالمسجد الأقصى.
واستنكر أبو سنينة إجراءات الاحتلال في القدس قائلاً: إنها “تتعارض مع القانون الدولي”.
ودعا إلى رفع الأعلام الفلسطينية فوق المنازل، وفي كل المناطق المُحتلة، للتأكيد على السيادة الفلسطينية على الأرض.