تمسك آمنة محمد ببعض الصور الصغيرة باكية، دموعها تنساب بغزارة على هذه الصور، حسرة وشوقاً وألماً يفطر القلب، فهذه الصور هي كل ما تبقى لديها هي وطفليها من عائلتها.
تعيش آمنة في تركيا مع اثنين من أطفالها، في حين أن أطفالها الثلاثة الآخرين وزوجها وأمها وشقيقها لا تعرف عن مصيرهم شيئاً في داخل معسكرات الصين التي تقيد فيها الملايين من مسلمي تركستان الشرقية.
جاءت آمنة إلى تركيا هي وزوجها واثنان من أطفالهما هرباً من جحيم المعاناة داخل تركستان تحت الاحتلال الصيني، واضطر زوجها للعودة في عام 2016 للمجيء بأطفالهما الثلاثة الآخرين لأنهما اضطرا لتركهم لدى العائلة لعدم امتلاكهم وثائق سفر، لكنه كان ضحية الاعتقال في بداية عام 2017، ولا تعرف عنه شيئاً حتى الآن.
تضاعفت المأساة باعتقال أمها المسنة لمجرد أنها زارت تركيا فحُكم عليها بالسجن 10 سنوات، لم يتوقف الأمر هنا، فأخوها المريض المصاب بالشلل في إحدى يديه الذي جاء إلى تركيا للعلاج وخضع لعملية معقدة ولم يكن قد تعافى، فوجئت آمنة باتصال من والدها يخبرها بتعرضه للتهديد بالاعتقال من قبل الصين إذا لم يرجع ابنه من تركيا، فعاد أخوها رغم إعاقته لكنه لم يسلم وتم اقتياده إلى معسكرات الصين.
أطفالها الثلاثة الآخرون كغيرهم من آلاف الأطفال التركستانيين تم جرهم إلى معسكرات الصين الخاصة بالأطفال ولا تعرف عنهم شيئاً.
تختتم آمنة وتقول: حرمني الصينيون من صغاري وحرموهم من حضن أبيهم في وقت هم في أمسّ الحاجة لحنان الأم ورعاية الأب، وتتساءل: هل يعرف العالم ظلماً أشد مرارة مما نتعرض له في تركستان الشرقية؟ هل يُعقل أن يرتكب هؤلاء الأطفال جريمة؟!
قصة آمنة من بين آلاف حكايات المعاناة التي يعيشها مسلمو تركستان الشرقية، تم عرضها ضمن فعاليات المؤتمر العالمي لنصرة قضية تركستان الشرقية الذي انطلقت فعالياته أمس اليوم الجمعة في إسطنبول وتستمر خلال الفترة من 10 – 12 يونيو الجاري بمشاركة العديد من العلماء والرموز العربية والإسلامية للتعريف بما تتعرض له تركستان الشرقية هذا البلد المسلم تحت قبضة الاحتلال الصيني.