في مقابلة -من أجل الصالح العام ومقاومة الاختلال الاجتماعي والأخلاقي- ضمن وفد جمعية الإصلاح الاجتماعي مع سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر الأحمد الجابر، سمعته يقول: إنني متدين.. والحمد لله.
ويسر كل مواطن مسلم أن يسمع هذا الكلام من رجل في قمة المسؤولية في البلاد.
فعالمنا العربي الإسلامي قد عانى الكثير من المسؤولين غير المتدينين الذين أضلوا شعوبهم وأحلوا قومهم دار البوار.
فهذه الأمة لا تنهض إلا بالتدين الحق، وحين يحكمها رجال غير متدينين فإنها ستظل متخلفة منهارة، ذلك أن فاقد الشيء لا يعطيه، وأن المحروم لا يستطيع أن يجود بما ليس عنده.
ولنا كلمة حق نقولها:
إن تدين الحاكم ليس شخصياً؛ بمعنى أن التزامه بشعائر الدين وقيمه وعباداته ليس على نفسه فقط، ولكن من الضروري أن يتمكن ذلك من جميع أجهزة الدولة وتشريعاتها ورجالها وتربيتها وإعلامها، وينعكس على اختيار المعاونين في أجهزة الدولة؛ فلا نرى وزيراً لا يعرف طريقه إلى المسجد، ولا نرى مسؤولاً لا يتقي الله.
فإذا عرفنا أن الإسلام نظام شامل ينظم حياة الفرد -حاكماً أو محكوماً- كما ينظم الدولة ويقودها إلى كل خير؛ اتضحت أهمية الالتزام بهذا الدين على مستوى الدولة كلها التزاماً شاملاً.
إن أمتنا اليوم تخوض معركة شديدة البأس مع عدوها اليهودي على كل الجبهات.
ونقدر موقف الحكومة من هذه المعركة ومبادرتها بتقديم الدعم الحيوي لجبهات القتال الشقيقة.
على أن أعظم دعم يقدم لخدمة المعركة مع عدونا هو تعبئة البلاد تعبئة دينية عميقة وشاملة؛ تطهر وطننا من عوامل الانحلال والتفكك والانهيار الخلقي، وتغذّيه بعقيدة الإسلام وقيمة وشرائعه.
إننا مهما عمرنا في هذه الحياة، فإننا لن نخلد فيها؛ (وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ. كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) (الأنبياء:34-35).
وانطلاقاً من الإيمان بهذه الحقيقة الراسخة.. من الخير لأنفسنا أن نعمر حياتنا بالإسلام.. وأن نعمر آخرتنا بما نقدمه لأنفسنا وندخره ليوم نلقى فيه الله جل شأنه.
وخدمة الإسلام في تطبيق شعائره وشرائعه -على مستوى الدولة والفرد- أجلّ قربى يتقرّب بها الحاكم إلى ربه جل شأنه.
وأتذكر في هذه المناسبة عندما كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يخطب في المسلمين، وقف رجل من القوم وقال له: اتقِ الله يا عمر، فقال له أحد الحاضرين: أتقول لأمير المؤمنين: اتقِ الله! فقال له عمر: صه.. لا خير فيكم إن تقولوها.. ولا خير فينا إن لم نسمعها.
[1] العدد (172)، عام 1973م، ص8.