خمسون مليوناً هذا العام.
خمسون مليوناً كل عام.
خمسون مليوناً من أجل الحرب الشاملة..
نعم ندفعها.. وندفع أكثر منها..
فقط حينما يكون صمود وردع وحرب شاملة.
ولكن حينما تتحول المزايدة النظرية إلى تنازل، والتنازل إلى استسلام واعتراف بـ «إسرائيل» وحدود «إسرائيل»، حينما يمر اليهود بـ «صك شرعي» من قناة السويس ومضايق تيران.
حين يحدث.. وقد حدث! فينبغي ألا ندفع فلساً واحداً، لا خمسين مليوناً.
لقد كنا ندفع من أجل القتال، من أجل الصمود، وها هي «إذاعة فلسطين» قد أغلقت.. لماذا؟!
وها هو صوت الحركة الفدائية قد خنقوه.. لمجرد أنه ذم «الورقة الأمريكية»..
ردوا هذه الأموال..
حولوها لآلاف البيوت لذوي الدخل المحدود..
اجعلوها باسم أبناء الكويت المسلمة الذين قتلوا على خط القتال..
ولا ندري من أجل أي شيء قتلوا؟!
عبِّدوا بها الطرقات، أنشئوا مستشفيات أو مصانع.
ادفعوها للفدائيين..
ادفعوها لهم.. ليقيموا بها إذاعة بدلاً من التي أغلقوها.
ادفعوها لهم.. ولتكن سلاحاً وعتاداً.
ادفعوا لأسر من قُتلوا أو شُردوا من فلسطين.
وأوقفوا دفعها.. فقد سقطت الأقنعة..
إننا لا نريد أن ندفعها «إتاوة».
إننا لا نريد أن ندفعها لمن لا يستحقها.
إن قضية فلسطين قضية عبر تاريخ بأكمله.
قضية إسلامية..
والمسلمون لن يسمحوا أن تضيع.
__________________________________________________
العدد (21)، عام 1970م، ص10.