قال ابن إسحاق: كان عظماء المستهزئين، كما حدثني يزيد بن رومان، عن عروة بن الزبير، خمسة نفر، وكانوا ذوي أسنان وشرف في قومهم، الأسود بن المطلب أبو زمعة دعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «اللهم أعم بصره وأثكله ولده»، والأسود بن عبد يغوث، والوليد بن المغيرة، والعاص بن وائل، والحارث بن الطلاطلة.
وذكر أن الله تعالى أنـزل فيهم: ﴿فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ {94} إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ {95} الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللّهِ إِلـهاً آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾ (الحجر)، وذكر أن جبريل أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يطوفون بالبيت، فقام وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنبه، فمر به الأسود بن المطلب فرمى في وجهه بورقة خضراء فعمي.
ومَرَّ به الأسود بن عبد يغوث فأشار إلى بطنه فاستسقى بطنه فمات حَبَناً.
ومَرَّ به الوليد بن المغيرة فأشار إلى أثر جرح بأسفل كعبه كان أصابه قبل ذلك بسنين من مروره برجل يريش نبلاً له من خزاعة فتعلق سهم بإزارة فخدشه خدشاً يسيراً فانتقض بعد ذلك فمات.
ومَرَّ به العاص بن وائل فأشار إلى أخمص رجله فخرج على حمار له يريد الطائف فربض به على شِبْرقة فدخلت في أخمص رجله شوكة فقتلته.
ومَرَّ به الحارث بن الطلاطلة فأشار إلى رأسه فامتخض قيحاً فقتله.
وقد رواه ابن جرير في «تفسيره» وأبو نعيم في «دلائل النبوة» من طريق ابن إسحاق.