الذكاء موهبة ونعمة من الله، وربما حالة وراثية، لكن العلم الحديث أثبت أنه يمكن تنمية الذكاء، ورفع معدلاته، حال السعي إلى المعرفة، والحصول على دورات متخصصة، وتطوير القدرات المتاحة، بحيث يمكن للشخص أن يكون ذكياً في مجال أو تخصص ما.
وتفيد دراسات حديثة بأن بعض المعرفة والسعي المستمر إلى العلم يمكن أن يمنح الشخص معدلات أعلى من الذكاء، ويحفز لديه القدرة على اتخاذ قرارات أفضل، وأن الذكاء يعد مؤشراً أكثر دقة للتنبؤ بالنجاح المهني في المستقبل من الخلفية الاجتماعية والاقتصادية.
وتنصح تلك الدراسات باتباع خطوات وأساليب من شأنها رفع معدل ذكاء الإنسان، ومنحه قدرات أفضل تساعده على اتخاذ القرارات المناسبة، يمكن إيجازها فيما يلي:
1- تحديد المشكلة بدقة، والبحث عن التفاصيل الصغيرة؛ وهو ما يحدث الفارق بين إنسان وآخر، فقد لوحظ أن صاحب نظرية النسبية العالِم أينشتاين يقضي 55 دقيقة لتحديد مشكلة بدقة قبل حلها؛ لأن تشخيص المشكلة جزء رئيس في منظومة الحل والمعالجة، وعامل فاصل بين قدرات شخص وآخر.
2- التخطيط الجيد وتحديد الأولويات واستقراء الخيارات المتاحة، تتحسن لدى المرء القدرة على التفكير والتحليل، واتخاذ القرارات المناسبة، ومن المهم تخصيص يومٍ كاملٍ للتخطيط، ووضع جدول لحياتك، وكذلك التخطيط لحل مشكلة ما، أو طريقة اجتياز عقبة تواجهك.
3- دراسة التجارب السابقة، ومراجعة أخطاء الماضي، والتعلم من أخطاء الآخرين، والاستعانة في ذلك بكتب التاريخ والأفلام الوثائقية، وهو ما يجنب المرء تكرار الأخطاء ذاتها، ويرفع من قدراته الذهنية في استقراء الواقع، واستنباط النتائج.
في هذا السياق، يمكن للإنسان وضع قائمة بالأخطاء التي ارتكبها سابقاً، وأخطاء الآخرين، وأسباب الوقوع فيها، وكيف سيتجنب الوقوع في تلك الأخطاء.
4- التفكير خارج الصندوق، وعدم الاستسلام للحلول التقليدية، وانطباعات الآخرين، بل من المهم أن تكون مبدعاً، ذا خيال خصب، ومن الممكن أن تصبح ذكياً حال تجاوز الروتين والبيروقراطية والمغالطات والتحيزات التي تؤثر على تفكيرك، بمعنى آخر يجب أن تحرر عقلك وفكرك من أي قيود، وقتها ستجد حلولاً أكثر إبداعاً وعبقرية.
5- الفهم والإدراك؛ والعمق في دراسة أمر ما، واستخراج المعلومات على نحو أفضل، وتوظيفها بشكل جيد، مثلاً من يقرؤون، ويلخصون الكتب التي قرؤوها هم أفضل بلا شك ممن قرأ فقط، ومن حدد الدروس المستفادة من الكتاب، وسعى إلى تطبيقها، بالتأكيد سيكون أفضل ممن تجاهل ذلك، هنا الفهم بعمق يحقق للمرء استفادة قصوى تنمي إدراكه، وترفع من قدراته، وتجعله أكثر تنافسية؛ وأكثر ذكاء.