كاتبة المدونة: سارة فهد الشعلة (*)
لغة العرب ولغة القرآن تاريخ وهوية، بلغتنا إعجازٌ فريدٌ لا مثيل له في بقية اللغات فهي لغة يكمن بها الفن والإبداع، وقوة البيان وبلاغة المفردات والألفاظ.
منذ الجاهلية برع القدماء بالقصيدة العربية، بجزالة الألفاظ وإصابة الوصف، إلى أن جاء الإسلام وأصبحت لغة القرآن، والإعجاز الخالد.
من أدباء وعلماء اللغة المتفردين، أبو الأسود الدؤلي أول من وضع علم النحو، والفراهيدي واضع علم العروض، والجاحظ والأصمعي، والكثير ممن مهر وأحسن اللغة، هناك العديد من الشعراء الذين أجادوا بوصفهم وتغنوا بحسن ورعة العربية ومنها، قول الشاعر:
لغة حباها الله حرفًا خالدًا فتوضعت عبـقًا على الأكوان
وتلألأت بالضاد تشمخ عـزةً وتسيل شهدًا في فم الأزمان
اللغة العربية ليست فقط وسيلة تواصل بل هي هوية وثقافة يتجسد بها معنى الاعتزاز والتفاخر بثقافتنا وهويتنا العربية والإسلامية، الانسلاخ عنهما ليس دليلاً على التطور و التحضر، بل هو شتات وضياع، وخضوع لحركة الغرب لزحزحة الهوية العربية والإسلامية ليتمكنوا من السيطرة الفكرية والثقافية والدينية والعلمية، ونشر كل ما هو معادي لديننا ومبادئنا، والاستنقاص من لغتنا وجعلها لغة لا تواكب التطور والتقدم.
هذا التجرد من الهوية والامتثال للغرب والانغرار بهم، والإعجاب والتلميع لأفكارهم الرعناء وانفتاحهم وتاريخهم الزائف، ليس إلا ذلّ وهوان و انهزامية، يعكس تماماً ما كنا عليه من تاريخ شامخ وإرث ثقافي و حضاري وعلماء محنكين نبغوا بشتّى العلوم.
لن نخرج من الهاوية التي صرنا فيها إلا بالتمسك بهويتنا وإحياء تراثنا والاعتزاز به، وجعلها مبدأ أساسي ونشر الوعي بين أفراد المجتمع، والحرص على تعلم العربية، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: “اللغةُ العربيةُ من الدين، ومعرفتُها فرضٌ واجبٌ؛ فإن فهمَ الكتاب والسنة فرضٌ، ولا يُفهمُ إلا بفهم اللغةِ العربية، وما لا يتمُّ الواجبُ إلا به فهو واجبٌ”.
_____________
(*) طالبة بكلية التربية الأساسية.