كان والده من كبار علماء المسلمين بإندونيسيا، فكان لهذا أثره على تنشئته
القائد المجاهد محمد ناصر بن إدريس داتو سيتاريو، ولد في 16/7/1908م في بلدة “مانتجاو” بجزيرة سومطرة بإندونيسيا، حيث تربى في بيت صلاح وتقوى، فقد كان والده من كبار علماء المسلمين بإندونيسيا، فكان لهذا أثره على تنشئته النشأة الصالحة، فقد جمع بين الدراستين الدينية والحكومية، فنال الإجازة من كلية التربية في «باندونج»، كما نال الدكتوراه الفخرية من الجامعة الإسلامية في مدينة «جاكرتا»، عمل في حقل التدريس في عهد الاستعمار الهولندي في مدينة “باندونج”، وتدرج حتى شغل منصب وزير الإعلام لمدة أربع سنوات، وكان قد أنشأ حزب “ماشومي”، وهو اختصار لمجلس شورى مسلمي إندونيسيا.
وكان رئيساً للوزراء عام 1950م، ولم يكمل السنة في رئاسة الحكومة، ولقد كان لكلمته الرائعة في البرلمان الإندونيسي التي كانت بعنوان “اختاروا إحدى السبيلين.. الإسلام أو اللادينية” أبلغ الأثر في نفوس النواب، وجماهير الشعب الإندونيسي المسلم، وكان من منهاجه الدعوي أن أنشأ د. محمد ناصر وإخوانه “المجلس الأعلى الإندونيسي للدعوة الإسلامية” للاهتمام بتربية الجماهير، وتوجيه الشباب وإعداد الدعاة، وانتشرت فروعه في جميع أنحاء إندونيسيا، وفي عام 1967م تم اختياره كنائب لرئيس المؤتمر الإسلامي العالمي بباكستان، وكانت اهتماماته بالقضية الفلسطينية وخاصة أعقاب حرب عام 1967م، حيث قام مع بعض الدعاة العرب لمقابلة قادة الدولة لاستنهاض هممهم للدفاع عنها.
وكان يولي أمر الدعوة الإسلامية في إندونيسيا جل اهتمامه، ويواصل العمل في الليل والنهار ويجول في مختلف المناطق، ومن أقواله: «إن الإسلام ليس فقط دين يقتصر فيه عمل المسلم على العبادة بالمعنى الضيق، بل إن الإسلام هو طريق الحياة للفرد والمجتمع والدولة”، ومن بحوثه ومؤلفاته التي نشر بعضها باللغة العربية، مثل: “فقه الدعوة”، “اختاروا أحد السبيلين”، “المرأة المسلمة وحقوقها”، “الثورة الإندونيسية”.
وتوفي يرحمه الله في 15 شعبان 1413هـ، الموافق 5/2/1993م في مدينة جاكرتا، رحمة الله وأسكنه فسيح جناته.
المصدر: كتاب “أنوار رمضانية”