يرى خبراء أنّ مرور عشرة أعوام، على اغتيال مؤسس “حركة التحرير الوطني الفلسطيني” (فتح)، ياسر عرفات، أثّر بشكل واضح على الحركة سياسياً، وعلى بنيتها التنظيمية الداخلية.
يرى خبراء أنّ مرور عشرة أعوام، على اغتيال مؤسس “حركة التحرير الوطني الفلسطيني” (فتح)، ياسر عرفات، أثّر بشكل واضح على الحركة سياسياً، وعلى بنيتها التنظيمية الداخلية.
وتوفي عرفات في 11 نوفمبر 2004م، في أحد المستشفيات الفرنسية، التي وصلها بعد أن تدهور وضعه الصحيّ عقب حصار الجيش “الإسرائيلي” لمقرّ القيادة الفلسطينية (المقاطعة) في رام الله، بالضفة الغربية، لعدة شهور، والذي كان “عرفات” متواجداً به آنذاك.
ويقر القيادي في حركة “فتح”، يحيى رباح، (رئيس الهيئة القيادية العُليا لحركة “فتح” في قطاع غزة سابقاً)، بتراجع قوة ومكانة الحركة.
لكنه أرجع ذلك إلى تراجع الوضع الإقليمي بشكل عام في المنطقة العربية.
وقال لوكالة “الأناضول”: الثورة الفلسطينية المعاصرة التي أطلقها الراحل ياسر عرفات، كانت مستندة إلى ظهير عربي وإسلامي، لكن خلال السنوات العشر الماضية، بدأ ذلك الظهير بالتراجع بشكل كبير، مما أثر على برنامج حركة “فتح” السياسي والوطني.
وأكد رباح أن حركة “فتح” ما زالت متمسكة بـ”الثوابت الفلسطينية”، مشيراً إلى أن الرئيس محمود عباس، وزعيم حركة “فتح” الحالي، قرر التقدم بطلب رسمي إلى مجلس الأمن في الأمم المتحدة، للاعتراف بدولة فلسطينية، هذا الشهر.
وقلّل رباح، من شعبية القيادي المفصول من حركة “فتح” محمد دحلان، (الخصم السياسي للرئيس عباس)، مضيفاً: أستبعد تماماً أن يستحوذ دحلان، على أصوات أبناء الحركة في حال جرت انتخابات عامة للحركة، فأمامه مشكلات قانونية على المستوى الوطني.
وفي عام 2006م، خسرت حركة “فتح” في الانتخابات التشريعية، أمام خصمها السياسي، حركة “حماس”، التي فازت بأغلبية المقاعد، وتبع ذلك سيطرة حركة “حماس” على قطاع غزة، عسكرياً في صيف عام 2007م؛ الأمر الذي أضعف حركة “فتح”، وحصر نفوذها في الضفة الغربية فقط.
ويؤكد المحلل السياسي هاني حبيب، الكاتب بصحيفة “الأيام” الفلسطينية (تصدر من مدينة رام الله)، أن غياب الرئيس عرفات تسبب في تراجع مكانة حركة “فتح”.
وقال: القضية الفلسطينية بمجملها في تراجع كبير، الوضع الفلسطيني بات أكثر تأزماً وأكثر خطورة، وحركة “فتح” كونها جزءاً من الكل الفلسطيني تأثرت بالمشهد العام وشهدت تراجعاً على المستويين السياسي والوطني.
ويرجع حبيب تراجع حركة “فتح”، بالشكل الرئيس، إلى فقدان حركة “فتح” لـ”كاريزما عرفات” وشخصيته التي وصفها بـ”الحكيمة”.
وتابع: حركة “فتح” حالياً غير قادرة على تفهّم الوضع الفلسطيني الداخلي، كما أن قيادتها للحركة الوطنية تراجعت، أيضاً حركة “فتح” باتت غير قادرة على الالتزام بدستورها ونظامها الداخلي؛ مما أدى إلى تراجع شعبيتها على الساحة الفلسطينية.
وأضاف: الوضع الإقليمي المحيط بالفلسطينيين تراجع، ووجود منافس “إسرائيلي” يميني (متطرف)، كل تلك العوامل أدت إلى تراجع دور حركة “فتح”.
لكن د. هاني البسوس، محاضر العلوم السياسية بالجامعة الإسلامية بغزة، يرى أن حركة “فتح” ما تزال “متماسكة” رغم فشل مشروعها السياسي، القائم على المفاوضات مع “إسرائيل”.
وأوضح أن الحركة بعد أن كانت المسيطر الأول على الساحة الفلسطينية السياسية، أفقدها رحيل زعيمها عرفات، قبل عشر سنوات، سيطرتها، كما أدى إلى تراجعها، لتنافسها بقوة على المستوى السياسي الفلسطيني “حركة المقاومة الإسلامية” (حماس).
وتابع: فشل المفاوضات الفلسطينية – “الإسرائيلية”، وسلوك حركة فتح في التعامل مع الواقع الفلسطيني الداخلي، من أهم العوامل التي أدت إلى تقليص سيطرتها على الساحة الفلسطينية السياسية.
ويتوقع البسوس أن تنخفض شعبية حركة “فتح” تدريجياً، كما حصل مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بعدما تحولت إلى فصيل فلسطيني صغير، يقع في المستويات المتأخرة من التنظيمات السياسية التي لها تأثير على القضية الفلسطينية.
وأكمل: حركة “فتح”، بعدما كانت المسيطر على الساحة الفلسطينية السياسية وتقع في المرتبة الأولى من التنظيمات، بدأت حركة “حماس” في منافستها على لقب الحركة الأولى.