– في الأمسية التي أقامتها الرحمة العالمية التابعة لجمعية الإصلاح الاجتماعي للاحتفاء بالسفراء.. الصبيح: ما تقومُ به الرحمةُ العالمية فرعٌ لدوحة الخير الكويتية
– أبو بكر: الكويت جسدت نموذجاً متميزاً للعمل الإنساني.. والعمل الخيري هو الدبلوماسية الشعبية
– العقيلي: الرحمة العالمية وشقيقاتها الجمعيات الخيرية مثَّلت وجهاً ناصعاً من أوجهِ الخيرِ لدولةِ الكويت
– العقيلي: شركاء النجاح ساهموا في إيصال رسالة الرحمة العالمية القائمة على بناء الإنسان
– الرومي: جمعية الإصلاح الاجتماعي بذلت منذ تأسيسها جهوداً كبيرة في طريق مشروع الإصلاح والنهضة الحضارية
– الرومي: الرحمة العالمية استطاعت على مدار أكثر من ثلاثة وثلاثين عاماً أن تخطو خطى ثابتة نحو بناء الإنسان
أكَّد ناصر صبيح براك الصبيح، مساعد وزير الخارجية لشؤون المتابعة والتنسيق أنَّ الكويت أولت العملَ الخيريَّ كلَّ دعمٍ ورعاية، وباتت مؤسساتُنا الكويتية الحكومية والأهلية تحتلُ موقعَ الريادة في خريطةِ العملِ الإنساني، حتى استحقت الكويتُ بجدارةٍ أن تكون مركزَ الإنسانيةِ في العالم.
جاء ذلك خلال الأمسية التي أقامتها الرحمة العالمية التابعة لجمعية الإصلاح الاجتماعي في فندق شيراتون، بحضور رئيس مجلس إدارة جمعية الإصلاح الاجتماعي العم حمود حمد الرومي، ورئيس المجلس الإداري للرحمة العالمية الشيخ د. جاسم محمد مهلهل الياسين، والأمين العام للرحمة العالمية يحيى سليمان العقيلي، وجمع غفير من سفراء الدول التي تعمل بها الرحمة العالمية، وذلك للتعريف بأنشطة الرحمة العالمية.
وأضاف الصبيح: لقد كان لتوجيهات سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الدور الأكبر في تطويرِ مسيرةِ العملِ الخيري والإنساني، حتى نالَ وباستحقاقٍ لقبَ قائد العمل الإنساني بشهادة أكبرِ منظمةٍ دولية، وكان ذلك كله دافعاً للحكومة الكويتية لمؤازرة العملِ الخيري داخلَ الكويتِ وخارجها، وتفاعلت الكويت تبعاً لذلك مع متطلبات العملِ الإغاثي للدولِ التي أصابتها النكباتُ والكوارث، وقد عملت وزارةُ الخارجية في هذا الإطار على الإشراف على الجهد الخيري، تعبيراً عن اهتمامِ الوزارةِ بالعديدِ من القضايا الإنسانية في العالم، وذلك بمساندة العمل الخيري الكويتي الحكومي والأهلي، لدورها التنموي الرائد في جميعِ مجالات التعليم والتنمية، وإتاحة فرص العمل ومعالجة الفقر، كما تحرص الوزارةُ دائماً على تلبية دعوات الجمعيات الخيرية للمشاركةِ في افتتاح العديدِ من المشروعات الخيرية الكويتية في أنحاءٍ مختلفة من العالم.
تلبية الواجب الإنساني
وأوضح الصبيح أنَّ العملَ الخيري الكويتي أصبحَ جسراً للتواصل بين الكويت والشعوبِ التي تتعرض لأوضاعٍ إنسانيةٍ مؤلمة، فلقد جسَّدت الكويتُ نموذجاً متميزاً للعمل الإنساني الخيري، فلم تتوانَ في تلبيةِ نداءِ الواجبِ الإنساني في كلِّ نازلةٍ تقعُ بالشعوبِ الإسلامية، فلقد ساهمت الكويتُ في التخفيفِ من معاناةِ الشعوبِ التي تشهد أزمات كبيرة من خلال تقديم المساعدات في أكثر من بلد، ومنها استضافة الكويت للمؤتمرات الثلاثة للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سورية.
وبين الصبيح أنَّ المساعدات لم تقتصر على تلك المؤتمرات الثلاثة، بل انطلقت حملاتُ الإغاثة مع بداية الأزمة السورية عام 2011م، كما سارعت الكويت إلى إغاثة بنجلاديش التي تعرضت إلى إعصار “سيدر” في نوفمبر 2007م والذي خلَّفَ آلافَ القتلى والجرحى، حيث تبرعت الكويت وبتوجيهات من سمو أمير البلاد بمبلغ 10 ملايين دولار بصفة عاجلة لإغاثة المنكوبين في ذلك البلد، وعندما تعرضت اليابان إلى زلزال عنيف في مارس 2011 وجه سمو الأمير التبرع لها بخمسة ملايين برميل من النفط الخام؛ أي ما يعادل نحو 500 مليون دولار، وفي يوليو 2011م قررت الكويتُ إرسالَ مساعدات إغاثية إلى الصومال بقيمة 10 ملايين دولار، للمساعدةِ في التخفيفِ من آثارِ الجفافِ والمجاعة الذي تعرضت لها، كما ساهمت عام 2012 بمبلغ 250 ألف دولار لدعم ضحايا زلزال «فان» في تركيا من خلال صندوقِ الأممِ المتحدة للطفولة (يونيسيف) لدعمِ الجهودِ الإنسانيةِ التي يقدمُها الصندوق لضحايا الزلزال.
تكامل الأدوار
وتابع الصبيح: مع بداية عام 2014م أعلنت الكويتُ تبرعَها بمبلغ 10 ملايين دولار لمساعدة الشعب الفلبيني المتضرر من إعصار «هايان»، والذي ألحق دماراً واسعاً في الفلبين، وعند تفاقم أزمة فيروس (إيبولا) وانتشاره عالمياً، قررت الكويتُ في أغسطس 2014م التبرعَ بمبلغِ 5 ملايين دولار لتمكين منظمةِ الصحة العالمية من التعامل مع أزمة انتشار الفيروس.
وقال الصبيح: إنَّ ما قامت وتقومُ به الرحمةُ العالمية التابعةُ لجمعية الإصلاح الاجتماعي من جهدٍ خيري نبيل هو فرعٌ لدوحة الخير الكويتية، وغصنٌ رطيب لتلك الشجرة الوافرة الظلال، وما مؤسسة الرحمة العالمية إلا وجهٌ بارزٌ لهذا العمل الخيري المبارك، تشارك فيه إخوتها من الجمعيات الخيرية الكويتية، والذي جعلَ الكويتَ رائدةً في العمل الخيري على المستوى الدولي، وأبْرَزَ دورَها المشرفَ على مستوى الجهات الخيرية الحكومية والأهلية، في منظومةٍ تكامليةٍ جعلتها محطَ أنظارِ الدول في العالم، وموطنَ الاستفادة من رصيد خبراتها في هذا الميدان المبارك، وإنَّ هذا التكامل في الأدوارِ هو ما نسعى لتدعيمه وترسيخه بدورٍ داعم ومساند من الخارجية والتي ستظل داعمة لهذا العمل الخيري المبارك.
المنظومة الإلكترونية
وأردف الصبيح قائلاً: لقد أنشأت وزارة الخارجية المنظومةَ الإلكترونية الخاصةَ بالعملِ الإنساني الخيري الكويتي، والتي تقوم على ربطِ كافةِ الجهاتِ الكويتية المانحة والإنسانية والخيرية الحكومية والأهلية بشبكةٍ إلكترونية مع وزارة الخارجية والبعثات الدبلوماسية الكويتية والجهات الأجنبية المتلقية لهذه التبرعات، ويأتي هذا العمل في إطارِ جهود وزارة الخارجية الرامية لتعزيز ريادة دولة الكويت دولياً، بما ينسجمُ مع مكانتها كمركزٍ إنساني عالمي، ويتوافق مع إستراتيجيتها الرامية إلى تحصين العمل الخيري الكويتي والقائمين عليه.
وتقدم الصبيح في ختام كلمته بالشكر والتقدير للرحمة العالمية وجمعية الإصلاح الاجتماعي ومن خلالهم لكل المجتمع الخيري على ما يقومون به من دورٍ تنموي في جميع مجالات العمل الخيري.
العمل الخيري قيمة إنسانية سامية
ومن ناحيته، توجه عميد السلك الدبلوماسي العربي بالكويت سعادة سفير الصومال عبدالقادر أمين شيخ أبو بكر بالشكر إلى الرحمةِ العالميةِ لدعوتها الكريمة هذه للتعرف على أنشطتها الخيرية، وهذه بادرةٌ طيبةٌ أن نتعرف عن كثب على ما تقوم بها الجمعيات الخيرية الكويتية، والتي انتشرت برامجها الإنسانية في أقطار المعمورة، فالعمل الخيري قيمةٌ إنسانية سامية، وسلوكٌ حضاريٌ حي، لا يمكنه النمو إلا في المجتمعات التي تنعم بمستويات متقدمة من الثقافة والوعي والمسؤولية، فهو يؤدي دوراً مهماً وإيجابياً في تطوير المجتمعات وتنميتها، كما أنَّه يؤدي دوراً مؤثراً في العلاقات بين الشعوب، ولا نبالغ إذا لقبنا العمل الخيري بالدبلوماسية الشعبية، كما أنَّ للعمل الخيري دور ملموس في بناء الإنسان وتنمية المجتمعات ومعالجة مشكلتها الاجتماعية والاقتصادية.
وأكَّد عميد السلك الدبلوماسي أنَّ الكويت جسدت نموذجاً متميزاً للعمل الإنساني الخيري، حيث لم تتوانَ عن تلبيةِ نداءِ الواجب الإنساني عندما يُنادى به، كما أنَّ الآثارَ التنمويةَ للمشروعات الخيريةِ الكويتية لا تخفى على أحد، فالمؤسساتُ التعليميةُ والطبيةُ ومشروعاتُ المياهَ، والمشروعاتُ التي تستهدف علاج الفقر بتوفير فرص الإنتاج والكسب المشروع، وغيرها من المشروعاتِ التنموية واضحة للعيان، كما أنَّ العملَ الإغاثيَ الكويتيِ تبوأ موقعَ الريادةِ في تقديمِ العونِ والإغاثةِ وقتَ الأزمات والكوارث، وهي دائماً سباقةً في نجدةِ المحتاجين، دون التمييز بين دين أو عرق أو لون، مما جعلها مركزاً دولياً للعمل الإنساني، واستحق أميرها سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لقب قائد العمل الإنساني، كما منحت منظمة الأسرة العربية سمَوه جائزةَ العالم العربي الأولى للدعم الإنساني والترابط المجتمعي، تقديراً لجهوده في هذا المضمار، والذي يعد مبعث فخر واعتزاز لكلِّ أهل الكويت.
أعمال الرحمة العالمية الرائدة
وبيَّن عميد السلك الدبلوماسي أنَّ هذا النهجَ الإنسانيَ ليس بجديدٍ على الكويتِ وشعبها، فقد عُرفت بهذا النهجِ منذ نشأتها، وتوارثته الأجيالُ عن الآباءِ والأجداد، وإنَّ ما تقومُ به مؤسساتُ الكويت الخيرية، الحكومية والأهلية، وفي مقدمتها الرحمة العالمية التابعة لجمعية الإصلاح الاجتماعي من أعمالٍ إغاثية وتنموية من خلال المشروعات التنموية التي تقوم بها، وأعمالٍ رائدةٍ تجلت في إقامةِ البرامجِ الصحية والتعليمية في مختلف مناطق عملها، لهو محل تقديرٍ وشكر، ولا يفوتني هنا أن أؤكد ما نلمسه من التزام المؤسسات الخيرية بالقوانين المحلية للدول ومواثيق العمل الخيري، وتنسيقها مع الأجهزة الحكومية، انطلاقاً من الشفافية والمهنية التي تتبعها تلك المؤسسات، كل ذلك ساهم في نجاح الكويت في أداء رسالتها الخيرية، وتبوئها لذلك الموقع الريادي في ميادينِ العمل الإنساني.
وتوجه عميد السلك الدبلوماسي في ختام كلمته بالشكر والتقدير للرحمة العالمية وجمعية الإصلاح الاجتماعي والحكومية الكويتية على ما يقومون به من دورٍ تنموي في جميع مجالات العمل الخيري، والشكر موصول إلى السادة السفراء.
33 عاماً من العطاء
ومن جانبه، قال الأمين العام للرحمة العالمية يحيى سليمان العقيلي: نتقدم إليكم جميعاً بجزيل الشكر ووافر التقدير على إجابتكم دعوتنا لحفلنا هذا للتعريف بالنشاط الخيري لمؤسسة الرحمة العالمية والتي تخطت العام الثالث والثلاثين من عمرها، يوم ولدت أولَ نواةٍ للعملِ الخيري الخارجي المؤسسي في جمعيةِ الإصلاحِ الاجتماعي،
وتابع العقيلي: اليوم وفي ذكرى مرور عام على تقليد سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لقب قائد العمل الإنساني، وتسمية دولة الكويت مركزاً دولياً للعمل الإنساني، فإنَّ حفلنا هذا اليوم يستظل بظلال وارفة لهذه المكانة المرموقة التي بلغها العمل الخيري الكويتي قائداً وحكومة وشعباً، لينطلق بعدها بآفاق رحبة من العمل الخيري الواسع في ميادينه، والمتنوع في عطاءاته، والفاعل في أنشطته والإنساني في آثاره، وقد أكدَّ صاحبُ السمو أميرُ البلاِد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في كلمته أثناء تكريمه قائداً للإنسانية ذلك حينما قال: “سطَّرتْ الجمعياتُ الخيريةُ الكويتيةُ واللجانُ الشعبيةُ لجمعِ التبرعات صفحاتٍ من الدعمِ المتواصلِ في دعمِ مشاريعَ إنسانيةٍ عديدة في قارتي آسيا وأفريقيا بمبادراتٍ شعبيةٍ أصبحتْ الآن أحد العناوين البارزةِ لأيادي الخيرِ التي يتميزُ بها أبناء الشعب الكويتي ولله الحمد”.
العمل الخيري المؤسسي
وأكّد العقيلي أنَّ الرحمة العالمية في جمعية الإصلاح الاجتماعي وشقيقاتها الجمعيات الخيرية الكويتية مثَّلت وجهاً ناصعاً من أوجهِ الخيرِ لدولةِ الكويت، ويداً ممدودةً بالعطاءِ والنماءِ طالتْ شعوباً ومجتمعاتٍ في مشارقِ الأرضِ ومغاربِها، مترجمةً عطاءً خيرياً كريماً لمْ يزلْ مُنْذُ القدمِ سمةً بارزةً من سمات هذا البلدِ المعطاءِ لدولتِنا الحبيبة، والتي تربتْ أجيالُها المتعاقبةُ على حبِّ الخيرِ وعملِه، فَوَرَّثَهُ السابقونَ من الآباءِ والأجدادِ للاحقينَ من الأبناء والأحفاد، حتى غدا عادةً راسخةً وسلوكاً أصيلاً وطبيعة متجذرةً في نفوسِ أهلِ الكويت.
وأوضح العقيلي أنَّ العمل الخيري المؤسسيّ بدأ خطواته المباركة الأولى في الرحمة العالمية عام 1982م ليبدأَ العاملون في سفراء الخيرِ مسيرتَهم الميمونةَ في بقاعِ العالم على المستوى الإغاثي، حيث النكباتِ والكوارثِ، وعلى المستوى الخيري التنموي في المشروعاتِ التي استهدفتْ بناءَ الإنسان، لِتُتَوِّجَ مؤخراً تحت ذلك الاسمِ المعبرِ عن رسالتنا الخيرية “الرحمةُ العالميةُ”؛ فهي رحمةُ بإغاثةِ ملهوفٍ، وكفالةِ يتيمٍ، ورعايةِ أسرٍ متعففةٍ، وتعليمِ جاهلٍ، وعلاجِ مريضٍ، وإعانةِ فقيرٍ ليكسبَ بيدِه، وبناءِ مساجدَ يرتادُها العابدون، وحفرِ آبارٍ تروي الإنسانَ والأرضَ، وغيرِها من مشروعاتٍ خيريةٍ، تمتدُ في العالمِ ما وسعها الامتدادُ والتمددُ، حيثُ وصلتْ أنشطتُها لأكثرَ من أربعينَ دولةٍ.
الجمعية الأكثر شفافية
وأضاف العقيلي: مُنْذُ أنْ تأسستْ الرحمةُ العالميةُ أخذتْ على عاتقِها العمل وفق أطر العملَ المؤسسي من حيثُ اللوائحَ والهياكلِ والآليات، كما حددت رسالتها ببناء الإنسان وتنمية المجتمعات، ورسخت قيماً سامية لمن يعمل معها من الأمانة والصدق والإتقان والتعاون، كما وضعت قواعد لعملها الخيري بشقيه التنموي والإغاثي أولها المهنية في العمل، والشفافية في تعاملاتها الإدارية والمالية، والمهنية في أدائها، والإنسانية في نشاطها، فلا تفرق في إغاثتها حسب الدين ولا العرق ولا الجنسية، والمشروعية في أعمالها وفق الأطر القانونية للدول التي تعمل بها، في تعاون بناءٍ، وتواصلٍ فاعلٍ مع الجهات الحكومية في بلادنا، وعلى الأخص وزارتي الخارجية والشؤون، وبحضورٍ فاعلٍ لسفراءِ الكويت لافتتاح مشروعاتنا.
وأردف العقيلي قائلاً: لقد حازتِ الرحمةُ العالميةُ على العديدِ من الجوائزِ وتوجتها جائزةُ المؤسسةِ الخيريةِ الأولى في العالمِ العربي للشفافيةِ من مجلةِ “فوربس” الأمريكية، كما تبوأت الرحمة العالمية المرتبة الأولى للعام الثالث على التوالي في قيمة التعهدات لإغاثة الشعب السوري بين المؤسسات الخيرية.
وتقدم العقيلي بالشكرِ والعرفانِ لشركاء النجاح في مسيرتنا الخيريةِ وعلى رأسهم حضرةِ صاحبِ السمو أميرِ البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح على دعمه المتواصلِ للعملِ الخيري، ووزارتي الخارجية والشؤون لمساندتهم ودعمهم، وللمتبرعين الكرام الذين شرفونا بثقتهم الغالية، وللشعب الكويتي الكريم لدعمه المتواصل للعمل الخيري، كما توجه بالشكر إلى الدولِ التي تعملُ فيها الرحمة العالمية لتعاونها المتميز معنا، وما تقدمهُ من تسهيلاتٍ مقدرة مثل الإعفاءاتِ الجمركيةِ وتوفير الأراضي والتراخيص اللازمة، والمشاركة على أعلى المستويات في افتتاح مشاريعنا الخيرية
مشروع الإصلاح والنهضة الحضارية
وقال رئيس جمعية الإصلاح الاجتماعي حمود الرومي، على هامش الأمسية التي أقامتها الرحمة العالمية للسفراء: إنَّ جمعية الإصلاح الاجتماعي ماضية في أداء رسالتها تجاه المجتمعات التي تعرف لمؤسستنا مكانتها وقدرها، لكونها صرحاً كبيراً بناه رجال صالحون بررة من رجالات الكويت، وهم يتطلعون إلى نشر الفضيلة، والإسهام في تنمية المجتمع، ونشر الخير والمعروف، مشيراً إلى أنَّ الجمعية منذ تأسيسها عام 1383هـ/ 1963م وهي تسير بخطى ثابتة، وقد شهدت اتساعاً كبيراً في أنشطتها داخل البلاد وخارجها، وفق رؤية ورسالة الجمعية الساعية لتحقيق أهدافها من خلال العمل المؤسسي القائم على التخطيط والاختصاصات لنظم العمل المؤسسي.
وبيَّن الرومي أنَّ جمعية الإصلاح الاجتماعي بذلت منذ تأسيسها جهوداً كبيرة في طريق مشروع الإصلاح والنهضة الحضارية، وحقَّقت نتائج طيبة وإنجازات عظيمة وثماراً يانعة في كل المجالات التربوية والشرعية والدعوية والثقافية والاجتماعية والخيرية والإعلامية والاقتصادية، معتمدة في تحقيق ذلك كله على الوسائل المشروعة للدعوة والإصلاح، متبعة بذلك كتاب الله وسُنة نبيه عليه الصلاة والسلام.
وأوضح الرومي أنَّ جمعية الإصلاح الاجتماعي عبر الرحمة العالمية استطاعت على مدار أكثر من 33 عاماً أن تخطو خطى ثابتة نحو بناء الإنسان، ورفع المعاناة عن شعوب الأمة الإسلامية، وخاصة الأقليات الإسلامية، وتحقيق التنمية المجتمعية، والمساهمة في تأهيل الإنسان في مناطق عملها، وهي الرسالة السامية للإسلام كحضارة للخير، حيث كان هدفها في المجتمعات التي تعمل بها أن تقوم على تمكين الفئات المهمشة والضعيفة والفقيرة وفقاً لرؤية إسلامية قيمية حضارية.
وأشار الرومي إلى أنَّ الكويت عبر تاريخها اهتمت بالعمل الخيري في الداخل والخارج، فأطعمت الجائع، وأغاثت الملهوف، ومدَّت يدها بجميع أشكال العون والمساعدة، وتلك أياديها البيضاء وخيرها العميم الذي تدفق في مختلف الأقطار الشقيقة والصديقة ليخفف آثار الفقر، ويردم هوة التخلف.
وأكَّد الرومي أنَّ تتويج صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه في الأمم المتحدة، وحصوله على لقب القائد الإنساني، وتسمية الكويت مركزاً إنسانياً عالمياً، إنما يأتي تتويجاً للعمل الخيري، وإشادة بأميرنا راعي مسيرة الخير والعمل الإنساني، وصاحب المواقف الإنسانية النبيلة، وهذا التكريم وسام شرف للعمل الخيري الكويتي، وتتويج لمسيرة الخير الكويتية التي بدأت منذ عشرات السنين، وساهمت في الإغاثة الإنسانية وتخفيف المعاناة عن العديد من شعوب العالم، وتتويجاً لمبادرات سموه حفظه الله ورعاه تجاه إغاثة الشعوب المنكوبة، وامتداد أيادي سموه البيضاء بالعطاء ومساندة الفقراء والمساكين والأيتام، بما يعكس الوجه الحضاري والإنساني لوطننا الحبيب الكويت.