غياب شيخ الأقصى الشيخ الأسير رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية المحظورة في الداخل المحتل، وزجه في زنزانة منفردة، بعد إصدار محكمة “إسرائيلية” بسجنه أحد عشر شهراً، كان له أثر كبير على المسجد الأقصى وعائلات أسرى الداخل.
عائلات أسرى الداخل كانت تشعر من خلال الشيخ رائد صلاح بوجود نصير حقيقي يدافع عن أبنائهم داخل الأسر، فالشيخ الأسير رائد صلاح يرأس لجنة الحريات لأسرى الداخل، وبالنسبة للمسجد الأقصى يعتبر عنوانه الرئيس الذي يدافع عنه.
المحرر فراس العمري من الداخل المحتل ومدير مؤسسة يوسف الصديق لرعاية المحظورة تحدث لـ”المجتمع” عن تأثير فقدان غياب الشيخ عن عائلات الأسرى قائلاً: “الشيخ الأسير رائد صلاح، كان على رأس كل الفعاليات التي تقام من أجل عائلات الأسرى، وفي شهر رمضان بالتحديد كان الشيخ رائد صلاح يطوف على منازل عائلات أسرى الداخل وعددهم 90أسيراً بيتاً بيتاً، وفي هذا الشهر الفضيل من هذا العام افتقدت عائلات الأسرى طلة الشيخ رائد صلاح عليهم، ووجوده بينهم كان بمثابة الرافعة التي تشد من عزائمهم”.
وشرح المحرر فراس العمري عن قيام فريق العمل مع الشيخ رائد صلاح في لجنة الحريات المحظورة أيضاً، بإحياء فعالية الإطار الجماعي لعائلات الأسرى والشهداء في الداخل، والذي كان يشرف عليه الشيخ رائد صلاح، وبعد الحديث مع الشيخ رائد داخل معتقله تقرر أن يقام الإفطار الجماعي في السابع عشر من الشهر الجاري بمباركة الشيخ الأسير رائد صلاح، الذي أصر أن يكون هذا الإفطار مميزاً هذا العام رداً على صلف الاحتلال وإجراءاته القمعية ضد الأسرى.
عائلة الأسير أحمد أبو جابر من كفر قاسم، والذي أمضى ابنها الثلاثين عاماً داخل الأسر منذ عام 1986م تقول لـ”المجتمع”: “الشيخ رائد صلاح يعتبر السفير المناسب لنا، فهو يمثل نبض عائلات الأسرى، ووجوده في الخارج كان له الأثر الكبير على نفوسنا، والأسرى يفتقدونه ففي كل زيارة يتحدث الأسير أحمد أبو جابر عن تأثير الشيخ رائد صلاح المفقود بغيابه.
بسمة الشيخ رائد صلاح التي لا تفارق محياه، طبعت على قلوب عائلات الأسرى، والكل يفتقد هذه البسمة ذات التأثير السحري على عائلات افتقدت أبنائها أكثر من ثلاثة عقود، فهناك أكثر من عشرين عائلة فلسطينية في الداخل المحتل أمضى أبناؤها في الأسر أكثر من عشرين عاماً.
الحاجة رقية والدة الشيخ رائد صلاح، لم يتوقف لسانها عن الدعاء لابنها بالإفراج حتى يواصل مسيرة الدفاع عن الأسرى والمسرى، وتقول: ابني الأسير الشيخ رائد صلاح، أنذر نفسه ومن معه من المخلصين من أجل الدفاع عن الأسرى والمسرى المسجد الأقصى، لذلك هو في داخل الزنزانة، والسجن لن يطول وسيتحرر رغماً عن الاحتلال وأذنابه.
يعود المحرر فراس العمري للحديث عن شخصية الشيخ رائد صلاح بالنسبة لملف الأسرى والمسرى قائلاً: الكل يعرف تأثير الشيخ رائد صلاح، ولكننا كفريق عمل على تماس مباشر معه، نعلم أكثر من غيرنا عن قوة هذا التأثير، فالشيخ الأسير له قدرة على نقل رسالة عائلات الأسرى، وما يحدق بهم من أخطار، ومصلحة السجون تهاب الفعاليات التي يشارك بها الشيخ رائد صلاح، وضباط المخابرات يشعرون الآن بنوع من الراحة، لأن الشيخ رائد صلاح داخل الأسر، ويخشون يوم إفراجه، ونحن نعيد الآن ترميم ما تم هدمه وبالتشاور مع شيخ الأقصى وهو داخل المعتقل من خلال الزيارات للأهل والمحامي.