اللغة مؤثرة.. والألفاظ والأساليب لها إيقاعها..
لابد أن تعلم أن اللغة التي تخاطب بها من حولك لا تروح هباءً.. فالكلمة الحلوة قد تكسب بها قلباً، وتبني بها إنساناً.. وإن أسأت واستعملت “الكلمة” السيئة فقد تخسر قلباً، وتهدم علاقة ود واحترام!
لذا عد نبينا الكريم – عليه الصلاة والسلام – الكلمة الطيبة ضمن الصدقات.. وفي الكلمة السلبية وتأثيرها يقول الشاعر:
جراحات السنان لها التئام ولا يلتام ما جرح اللسان!
حياتنا الأسرية يشوبها التوتر أحياناً، والجفاف العاطفي حيناً.. ينقصها التعبير السليم، والجملة المفيدة الصادقة والأسلوب الأمثل..
بين الزوجين كلمة إيجابية تزرع الود، وتلطف الأجواء المشحونة.. وكلمة سلبية قد تهدم أسرة، وتشتت شملها وتقضي على وحدتها إلى الأبد!
هنا مواقف لزوجين مع زوجتيهما.. تأمل، قارن، استنتج..
ذهبت مع زوجها إلى البحر؛ كي يعيشا وقتاً ممتعاً.. فقالت له: البحر جميل.. قال لها: ليس أجمل من وقوفك بجانبي!
الموقف المقابل لزوج آخر: ذهبت مع زوجها إلى البحر؛ كي يعيشا وقتاً ممتعاً.. فقالت له: البحر جميل.. قال لها: “وطي صوتك يا مزعجة؛ مو شايفة العالم ورانا”!
* * * *
قالت له وهي متعبة: أتهديني وردة ذابلة؟ فأجابها: ليست ذابلة؛ ولكنها انحنت لجمالك!
وفي الموقف المقابل، قالت له وهي متعبة: أتهديني وردة ذابلة؟ فأجابها: “أحمدي ربك أني عبرتك وجبت لك شيء”!
* * * *
سألته: هل تريد أن تقع في الحب مع فتاة غيري؟ ابتسم وقال: الفتاة التالية التي سوف أحبها بعدك، ستكونين أنت أمها!
وفي الموقف المقابل، سألته: هل تريد أن تقع في الحب مع فتاة غيري؟ ابتسم وقال: الشرع حلل أربعاً!
* * * *
جاءته باكية تقول: احترق أصبعي من النار! أمسك يدها وقبل أصبعها وقال: كفكفي دموعك، ولا تلومي النار يا حلوتي فقد أرادت أن تتذوق طعم أصبعك!
وفي المقابل: جاءته باكية تقول: احترق أصبعي من النار! قال لها: “تستاهلي.. ليه ما انتبهتي، وهذي نار الدنيا فما بالك بنار الآخرة”!
* * * *
بالممحاة تستطيع محو الكلمة الجارحة.. لكنك ستعجز عن محو أثرها من قلب كسرته.. فالكلمات الجارحة مثل دقك للمسمار في الخشب، اعتذارك عنها كمن ينزع المسمار من الخشبة، لكن أثر المسامير سيظل ظاهراً ومحفوراً في الخشبة ولن تختفي منها آثار مساميرك!
في الأخير..
ثق أن تدربك على اتخاذ الأسلوب الأحسن والأفضل في مخاطبة الآخرين؛ دليل على وعيك، وعلوك وارتفاعك، وسمو إنسانيتك!