6 أسباب جعلت «إسرائيل» منبوذة في أوروبا

على الرغم من الدعم السياسي والدبلوماسي
الذي تحظى به «إسرائيل» في بعض الأوساط الأوروبية، فإن قطاعات واسعة من المجتمع
الأوروبي باتت تنظر إليها بعين النقد والرفض، هذه النظرة لم تولد فجأة، بل جاءت
نتيجة تراكم سياسات الاحتلال، والانتهاكات ضد المدنيين الفلسطينيين، والصور
الإعلامية الصادمة، بالإضافة إلى تحولات جيوسياسية واجتماعية عززت من قوة الصوت
المؤيد لفلسطين.
6 أسباب وراء تنامي النفور الأوروبي من «إسرائيل»
في هذا السياق، تتضح 6 أسباب رئيسة جعلت «إسرائيل» تواجه نفوراً متزايداً في أوروبا، مع التأكيد أن هذا النقد موجه للسياسات والممارسات الصهيونية وليس لليهود كديانة أو ثقافة.
1- الاحتلال المستمر وسياسات القمع:
منذ عام 1967م، يواصل الاحتلال «الإسرائيلي»
التوسع في الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك بناء المستوطنات غير القانونية، وفرض
الحصار على غزة، وارتكاب انتهاكات موثقة ضد المدنيين، مثل الإعدامات الميدانية
وهدم المنازل.
هذه السياسات كرّست لدى الرأي الأوروبي
العام صورة «إسرائيل» كدولة استعمارية، وانعكست سلباً على صورتها الدولية.
2- الحروب على غزة والصور الإعلامية المؤثرة:
كل حرب صهيونية في غزة تنتج مشاهد
مأساوية لضحايا مدنيين، خصوصاً الأطفال، وهو ما يثير تعاطفاً شعبياً أوروبياً
عميقاً.
ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، لم
يعد المواطن الأوروبي يعتمد على الإعلام التقليدي وحده، بل صار يشاهد الوقائع
مباشرة، ويشكك في الرواية الرسمية «الإسرائيلية»؛ ما زاد من نفور الرأي العام
الأوروبي منها.
3- التناقض مع القيم الأوروبية:
أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية أسست
مشروعها على مبادئ حقوق الإنسان، ورفض الاحتلال، ومناهضة التمييز؛ لذلك، يُنظر إلى
ممارسات «إسرائيل» في فلسطين على أنها مخالفة صارخة لهذه القيم؛ ما يخلق فجوة
كبيرة بين خطاب الدولة «الإسرائيلي» وموقف الشعوب الأوروبية، ويزيد من شعور الرفض
الشعبي والسياسي.
4- دور الحركات الطلابية:
الجامعات الأوروبية تحولت إلى مراكز
حيوية للنشاط السياسي والاجتماعي، خاصة في دعم حركة المقاطعة (BDS) وحركات الشباب، التي تتخذ من فلسطين رمزاً للنضال ضد الاستعمار
والعنصرية.
هذه الحركات أدت دوراً بارزاً في توسيع
دائرة الوعي الأوروبي حول الانتهاكات «الإسرائيلية»، وجعلت الانتقاد متاحاً على
نطاق أوسع وأكثر جرأة.
5- التمييز بين اليهودية والصهيونية:
أحد العوامل الجوهرية في تعزيز النقد
الأوروبي هو التمييز الواضح بين اليهودية كدين وثقافة والصهيونية كمشروع سياسي
استعماري.
هذا الوعي سمح للمواطن الأوروبي بانتقاد
السياسات «الإسرائيلية» دون الخوف من تهمة «معاداة السامية»؛ ما جعل النقاش أكثر
انفتاحاً وشرعية.
6- التحولات الجيوسياسية والديموغرافية:
التغيرات الديموغرافية في أوروبا، بما في
ذلك الحضور العربي والإسلامي الكبير، بالإضافة إلى التحديات المرتبطة باللجوء
والهجرة، ساهمت في تقوية الصوت المؤيد لفلسطين. كما أن الاعتماد الجزئي على الطاقة
العربية والإسلامية جعل الدول الأوروبية أكثر حرصاً على موازنة مواقفها تجاه «إسرائيل»،
بما يعكس مصالحها السياسية والاقتصادية.