5 قواعد أساسية في سنة أولى زواج

يعد العام الأول في مسيرة الزواج عاملاً
رئيساً في تحقيق الاستقرار من عدمه، لما لها من خصوصية في وضع اللبنات الأولى
لأسلوب الحياة بين الزوجين، وطريقة التعامل بينهما، وأسلوب حل الخلافات والمشكلات
التي قد تطرأ بشكل يتوافق مع صحيح الدين.
ومن المؤكد أن الحياة الزوجية لا تسير
على وتيرة واحدة، ومن الطبيعي أن تعتريها بعض المشكلات والأزمات، لكن مقدار
التفاهم والتعاون بين الزوجين كفيل بتذليل تلك العقبات.
يحذر خبراء الأسرة والاجتماع من خطورة
تفخيخ العام الأول للزواج، بما يعصف بترتيب البيت من الداخل، ويهدم كيان الأسرة
الوليدة، وهي في بداية الطريق.
ومن الحكمة أخذ الحيطة والحذر لتلافي
ذلك، واعتبار العام الأول للزواج مقدمة لحياة سعيدة، ورحلة أمل ونجاح لأسرة مسلمة،
تقوم على تقوى الله، وتحيا بسُنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، الأمر الذي سيتحقق
من خلال ما يلي:
أولاً: إنشاء
دستور لإدارة الأسرة، والاتفاق على ضوابط وقواعد للحياة الزوجية، تتعلق بالقوامة،
والإنفاق، وتربية الأبناء، وكيفية تيسير أمور البيت، وهذا بالتفاهم والحوار بين
الطرفين.
ومن المفضل أن تكون تلك المحاور نقاطاً
للنقاش والدراسة خلال فترة الخطوبة، حتى لا يصطدم الطرفان ببعضهما بعضاً لاحقاً،
مع الاستعانة بأهل العلم والمشورة، والاطلاع على أحكام الشرع في ذلك، وهدي النبي
صلى الله عليه وسلم في إدارة حياته مع زوجاته.
ثانياً: وضع
ضوابط لإدارة ميزانية البيت ومَن المسؤول عنها، وأولويات الأسرة في عامها الأول،
وهل على الزوج مديونية مثلاً يجب سدادها نتيجة أعباء الزواج، وكيف يمكن تحقيق
الاعتدال في الإنفاق دون إسراف أو تبذير، مع الوضع في الاعتبار احتمال قدوم مولود
جديد للأسرة خلال شهور، وما سيترتب على ذلك من احتياجات، على أن يكون شعار
الطرفين، تحقيق قول الله عز وجل: (وَلَا
تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ
فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا) (الإسراء: 29).
ثالثاً:
تحديد قواعد التعامل مع الأهل، سواء أهل الزوج، أو أهل الزوجة، والإحسان إليهما،
والبر بالوالدين، سواء من ناحية الزوج، أو الزوجة، والحفاظ على صلة الرحم، شريطة
عدم التدخل في الشؤون الخاصة للزوجين، أو إفشاء أسرار البيت للأهل، أو السماح
بدخول غير المحارم إلى البيت في غياب الزوج، بدعوى الحرج من رفض الزيارة، مع
إمكانية تخصيص يوم أسبوعياً لإكرام أهل الزوج أو الزوجة، أو زيارتهما، بما يوطد
أواصر المودة بين العائلتين.
رابعاً: إدارة
الخلاف بين الزوجين، وفق الكتاب والسُّنة، وتجنب الغضب، والشجار، والعنف،
والالتزام بالحكمة والموعظة الحسنة عند الاختلاف، وإبداء النصيحة سراً لا جهراً
أمام العامة، وتقديم النصح في أحسن صورة، مع اليقين بأن الاختلافات ستظهر لا
محالة، لكن أي خلاف بين الزوجين هو شأن داخلي خاص، ليس من المفروض إعلانه أمام
الآخرين أو إشعارهم به، وليس من حق أحد التدخل فيه إلا برضا الطرفين، مع تجاوز ذلك
بالمعروف واللين وحسن الخلق.
وفي حال الغضب يجب كظم الغيظ والعفو
والتحكم في النفس، والتأسي بخلق الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال: «ليس الشديد
بِالصُّرَعَةِ، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب» (رواه البخاري)، وقوله صلى
الله عليه وسلم، لرجل قال له: أوصني، قال: «لا تغضب»، فردد مراراً، قال: «لا تغضب»
(رواه البخاري).
خامساً: مراعاة
مشاعر كل طرف، وتلبية احتياجاته العاطفية والجنسية، فالأصل أن الزواج سكن ومودة،
حب طاهر، وعفاف ضروري، قال تعالى: (هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ) (البقرة: 187)،
وقال سبحانه: (وَمِنْ
آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا
وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ
يَتَفَكَّرُونَ) (الروم: 21).
وقد أباح الله تعالى استمتاع كلٍّ من
الزوجين بالآخر بما يضمن لهما العفاف والكفاف، وجعل حقَّ المرأة في ذلك كحقِّ
الرجل؛ لأن ما يحتاجهُ الرجل من المرأةِ من علاقته بها، هو عين ما تحتاجه المرأة
من الرجل؛ قال تعالى: (وَلَهُنَّ
مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ) (البقرة: 228).
اقرأ أيضاً: