تقرير عبري: «إسرائيل» تغرق في تسونامي العزلة الدولية

سيف باكير

21 مايو 2025

205

أوردت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، في تقرير مطول، أن «إسرائيل» تواجه موجة غير مسبوقة من العزلة والضغط الدولي، واصفة الوضع بأنه «الأسوأ في تاريخها من حيث مكانتها الدولية».

ونقلت الصحيفة عن مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الصهيونية قوله: نحن نواجه تسونامي حقيقيًا سيزداد سوءًا، العالم لم يعد معنا، لا نرى سوى الموت والدمار على الشاشات، ولا نملك أي خطة لليوم التالي، ولا حتى بصيص أمل.

وقالت الصحيفة: إن تداعيات الحرب المستمرة في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023م، دفعت عدداً من حلفاء «إسرائيل»، مثل بريطانيا وفرنسا وكندا، إلى اتخاذ خطوات تصعيدية، شملت التهديد بفرض عقوبات، وإلغاء محادثات تجارية، واستدعاء السفراء، في مؤشر على تآكل الدعم الدولي لـ«إسرائيل».

وأشارت «يديعوت» إلى أن بريطانيا أعلنت إلغاء المفاوضات حول اتفاقية التجارة الحرة المستقبلية مع الكيان الصهيوني، واستدعت سفيرتها في لندن تسيبي حوتوفلي للتوبيخ، كما فرضت عقوبات على عدد من المستوطنين في الضفة الغربية.

في الوقت ذاته، أعرب مسؤولون أمريكيون عن استيائهم مما وصفوه بـ«تعنت الحكومة الإسرائيلية»، متهمين «تل أبيب» بأنها الجهة الوحيدة التي لا تبدي مرونة تجاه التوصل إلى اتفاق شامل.

جنرال صهيوني: «السابع من أكتوبر» أعظم الإخفاقات في تاريخ «إسرائيل» |  Mugtama
جنرال صهيوني: «السابع من أكتوبر» أعظم الإخفاقات في تاريخ «إسرائيل» | Mugtama
إن الصور التي تأتي من قطاع غزة المدمر لا...
mugtama.com
×

أضرار اقتصادية متصاعدة

وحذرت الصحيفة من تداعيات اقتصادية قاسية قد تترتب على هذا التدهور في العلاقات، لا سيما مع بريطانيا، التي تُعد رابع أكبر شريك تجاري للكيان الصهيوني بحجم تبادل يبلغ نحو 9 مليارات جنيه إسترليني سنويًا.

ووصفت إلغاء الاتفاق التجاري المرتقب معها بأنه ضربة كبيرة لقطاع التكنولوجيا «الإسرائيلي»، كما لفتت إلى أن الاتحاد الأوروبي يدرس إلغاء اتفاقية الشراكة طويلة الأمد مع الكيان، وهو ما يُهدد بخسائر بمليارات الدولارات.

وفي تطور لافت، ذكرت الصحيفة أن هولندا بادرت إلى مناقشة إلغاء اتفاقية الشراكة الأوروبية مع الاحتلال «الإسرائيلي»، بدعم من 17 دولة أوروبية، بينما عارضتها 9 دول فقط.

ونقلت عن وزيرة خارجية الحكومة اليمينية في إيطاليا قولها: لا نريد أن نرى المزيد من معاناة الشعب الفلسطيني، ويجب أن نقول للحكومة «الإسرائيلية»: كفى.

وأكدت «يديعوت أحرونوت» أن المواقف الصارمة هذه لم تقتصر على الحكومات اليسارية، بل امتدت إلى حكومات يمينية تقليدية داعمة للكيان الصهيوني؛ ما يشير إلى تبدل عميق في المزاج السياسي الأوروبي تجاه «تل أبيب».

قلق من الموقف الأمريكي

وفيما يتعلق بالموقف الأمريكي، أبدت الصحيفة قلقاً خاصاً من الصمت اللافت الذي أبدته إدارة الرئيس دونالد ترمب تجاه التهديدات الأوروبية بفرض عقوبات، معتبرة أن واشنطن «لم تعد حليفاً مضموناً كما كانت في الماضي».

وتساءلت الصحيفة عما إذا كانت الولايات المتحدة ستواصل استخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن للدفاع عن الكيان الصهيوني إذا عُرضت قضية وقف الحرب، مشيرة إلى أن الخلافات المتزايدة بين نتنياهو، وترمب قد تؤدي إلى تبدل في الموقف الأمريكي.

اعتراف بالدولة الفلسطينية يلوح في الأفق

وفي سياق متصل، أوردت «يديعوت» أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يستعد للاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية خلال مؤتمر دولي سيعقد الشهر المقبل في نيويورك بالشراكة مع السعودية، وسط تقديرات بأن دولًا أخرى مثل بريطانيا وبلجيكا ولوكسمبورغ قد تنضم إلى هذه الخطوة.

وردًا على ذلك، نقلت الصحيفة العبرية أن «إسرائيل» تدرس اتخاذ إجراءات مضادة، من بينها إغلاق القنصلية الفرنسية في القدس وفرض السيادة على الضفة الغربية.

وأضافت الصحيفة أن حكومة الاحتلال «الإسرائيلي» رفضت المشاركة في المؤتمر الدولي حول حل الدولتين، معتبرة أن هذا الرفض يُعزز من عزلتها.

وكان الكيان الصهيوني قد استدعى سفراءه من النرويج وأيرلندا وإسبانيا في أعقاب اعتراف هذه الدول بالدولة الفلسطينية في مايو 2024م، وأغلق سفارته في دبلن بالكامل.

ونقلت «يديعوت» عن دبلوماسي غربي بارز قوله: إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية لم يعد هو القضية الجوهرية، بل محاولة لطرح بدائل تمنع استمرار الصراع لعقود قادمة، خصوصًا في ظل التدهور الحاصل في غزة، وفشل «إسرائيل» في تقديم أي حلول سياسية أو إنسانية.

وختمت الصحيفة تقريرها بالقول: إن العالم بدأ يدير ظهره لـ«إسرائيل»، في ظل مقاطعة ثقافية وعلمية وأكاديمية تتعمق بهدوء، دون قرارات رسمية، مدفوعة بتغير المزاج الشعبي في أوروبا وأمريكا الشمالية، وحذرت من أن أحدًا لن يرغب في أن يُربط اسمه بـ«إسرائيل»، ما لم تُغير سياساتها بشكل جذري.

مسؤولون صهاينة: حكومة نتنياهو تتفكك.. وترمب لم يعد حليفاً موثوقاً |  Mugtama
مسؤولون صهاينة: حكومة نتنياهو تتفكك.. وترمب لم يعد حليفاً موثوقاً | Mugtama
تشهد الساحة السياسية في الكيان الصهيوني حالة من ال...
mugtama.com
×

ردود «إسرائيلية» وتصعيد متبادل

في مواجهة هذا الضغط، صعّدت «إسرائيل» من لهجتها، وزير الخارجية جدعون ساعر هدد بردود صارمة، منها إغلاق القنصلية الفرنسية في القدس، والتحرك نحو فرض السيادة «الإسرائيلية» الكاملة على مناطق في الضفة الغربية.

وفي مؤتمر اليهود العالمي، قال ساعر: لن نقبل بإملاءات خارجية، فرنسا منعت مشاركتنا في معارض باريس، وهذه عقوبات بالفعل، نحن أمة حرة، ندافع عن وجودنا.

 

 



____________________

1- صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية: https://www.ynet.co.il/news/article/bylyteqzee.


الرابط المختصر :

تابعنا

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة