خبير تربوي لـ«المجتمع»: هذا طوق النجاة لطلابنا من إخفاقات التعليم

مع قرب بدء العام الدراسي الجديد، يشعر البعض بالإحباط، خاصة بعد متابعة نتائج الثانوية العامة في عدد من البلدان العربية، التي باتت كابوساً ورحلة لا تنتهي من العذاب، خاصة مع تعرض البعض للإخفاق، واللجوء إلى الانتحار، أو الدخول إلى دوامة المرض النفسي.

«المجتمع» تحاورت مع د. عادل عبدالمعطي الأبيض، رئيس قسم علم النفس التعليمي والإحصاء التربوي بكلية التربية جامعة الأزهر، في محاولة لوضع روشتة نفسية وإيمانية وتربوية لتجاوز ذلك.

  • بداية، ما رسالتكم لطلاب الثانوية العامة وكيف يتجاوزون أزمة النتائج؟

- على كل طالب أن ينهض ويتجاوز أزمة النتائج، وأن يدرك أن الثانوية العامة ما هي إلا مرحلة من مراحل الحياة، وليست كل الحياة، حتى لا نكون نحن وأبناؤنا رهينة لهذه النتيجة، فنحن نسمع عن نهاية نفسية صادمة تؤدي والعياذ بالله إلى الانتحار بسبب النتيجة، وهذا لا يتوافق مع شريعتنا، وللأسف يتكرر غالباً كل عام، فكم من أزمة تقابلنا ونتغلب عليها! لكن الغريب أننا نستسلم استسلاماً نهائياً لنتيجة الثانوية وكأن الحياة توقفت عندها.

  • ارتبطت الثانوية العامة في أذهان الجميع بأنها المحطة الأخيرة لرسم مستقبل الطالب، كيف نحل هذه الإشكالية؟

- الثانوية ليست المحطة الأخيرة لرسم مستقبل الطالب، بل هي بداية لكل طالب، ولا بد من ترك الفرصة له لاختيار ما يناسبه في المستقبل، مع ضرورة تقدير قدرات الطالب، فنحن نعيش كل السنين الدراسية مع أبنائنا، ودائماً يكون التحفيز هو العامل الأساسي، فهناك بدائل وخيارات في الرغبات يمكن توظيفها بدلاً من اختزال المشهد كله في خيار واحد وكلية واحدة تنعكس سلباً على مستقبل الطالب ويكون رهن إشارتها، فالطالب هو صانع المستقبل، وليس الثانوية العامة هي صانعة مستقبله.

الطالب هو صانع المستقبل وليس شهادة الثانوية العامة

  • كيف تقيمون نظام الثانوية في دول المنطقة، السعودية نموذجاً؟

- النظام التعليمي في السعودية مرن يمنح الطلاب حرية اختيار مسار تخصصي في المرحلة الثانوية، ابتداءً من الصف الثاني الثانوي، كما أنه يعزز من جاهزيتهم للتعليم الجامعي أو التقني، ويؤهلهم مبكرًا لسوق العمل أو التخصصات الأكاديمية الدقيقة.

فعلى سبيل المثال، المسار العام في المملكة يوفر أساساً أكاديمياً عاماً يناسب الطلاب الذين لم يحدّدوا توجههم المستقبلي بطريقة نهائية، إضافة إلى تأهيله الطالب للتخصص لاحقًا في معظم التخصصات الجامعية النظرية.

  • وماذا عن مستوى ومسار التعليم الكويتي؟

- من خلال متابعتي، تتبنى وزارة التعليم الكويتية تحديث المناهج لتتناسب مع المعايير العالمية وتلبي احتياجات سوق العمل، إضافة إلى أن الكويت تتيح التعليم مجانياً لمواطنيها من مرحلة التعليم الابتدائي وحتى التعليم العالي؛ ما يعزز مبدأ تكافؤ الفرص بين الطلاب.

أما عن مرحلة التعليم الثانوي، فإن المدارس الثانوية تعتمد مسارين رئيسين؛ الأدبي والعلمي، وهذا يساعد الطلاب على تحديد تخصصاتهم المستقبلية بدون عناء.

  • ما تقييمكم لنظام الثانوية العامة بشكله الحالي في مصر؟

- نظام الثانوية العامة الحالي به تطور كبير من خلال تخفيض عدد المواد التي يدرسها الطالب، بحيث يكون لديه قدرة على التركيز وهضم المواد جيداً ومحاولة التطور مع متغيرات الأسئلة؛ ما يحفظ له قدراً من النجاح المحقق.

لكن كثرة تغيير أشكال الأنظمة التعليمية بالثانوية العامة يؤثر على التعليم، ولا بد من استمرار نظام موحد على جميع الطلاب، فعلى الرغم من مميزات نظام البكالوريا في حالة تطبيقه، فإنه إذا تم تغييره لاحقاً فهذا سيكون له بالغ الأثر السلبي على المزاج التعليمي في مصر. 

كثرة تغيير أشكال الأنظمة التعليمية يؤثر على جودة التعليم

  • هل يكون تطبيق نظام «البكالوريا» مناسباً للنهوض بالتعليم المصري؟

- نعم، نظام «البكالوريا» مناسب لوجود مسارات محددة للطالب، فالنظام يتضمن 4 مواد، منها 3 مواد أساسية، وهي: اللغة العربية والتاريخ المصري واللغة الأجنبية الأولى، بالإضافة لمادة تخصص يختارها الطلب وفق المسار الذي يحدده، فالنظام الجديد يوفر مسارات تعليمية متنوعة للطلاب بعد أن كان التعليم مقتصرًا على الشعبتين العلمي والأدبي فقط.

  • بماذا تنصح الأسر عند التعامل مع أبنائها في المراحل الدراسية المختلفة؟

- يجب القضاء على القلق والتوتر، وهذا من خلال تجنب الضغط على الطلاب إعلامياً وأسرياً، ومن خلال الأصدقاء واعتبارها الثانوية العامة مثلاً سنة فارقة في حياة الطالب، فالإعلام له دور في تضخيم هذه السنة على الرغم أنها سنة دراسية كباقي السنين، ما ولّد حالة من الضغط النفسي الذي ينعكس سلباً على الطلاب وعلى أولياء الأمور، وكأن هذه السنة هي الضربة القاضية التي تجهز على حياة الطالب. 

كذلك من المهم الدعم النفسي من قبل الوالدين من خلال الرفق بالأبناء، ومعرفة أن هناك فروقاً فردية بينهم، والوقوف بجوارهم أياً كانت درجاتهم، وترك الفرصة لهم لاختيار الكلية المناسبة، وغرس الإيمان في نفوسهم، وتوظيف النتيجة مع قدراتهم لبدء مرحلة جديدة.


اقرأ أيضاً:

رسالة إلى طلاب الثانوية العامة

التخصص الدراسي والتناصح الاجتماعي.. القيمة المفقودة!


تابعنا

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة