سفيرة السلام صفاء طه لـ«المجتمع»: قهرت الإعاقة وأحلم بالمدينة الفاضلة
نالت من قبل
مؤسسات دولية لقب «سفيرة السلام» حول العالم؛ لتصميمها على قهر الإعاقة وتحويل المحنة
إلى منحة، لتحقق ما لم يحققه الكثير من الأصحاء.
حققت بطولات
عالمية في لعبة «البوتشي» وفازت بالمركز الرابع عالمياً مع المنتخب المصري،
والمركز الثاني أفريقياً، كما حصلت على جوائز وأوسمة من الهند وروسيا والإمارات؛
لتفوقها في مجالات رياضية وثقافية رغم الإعاقة.
أصر والداها على
قيدها وحضورها بالمدارس العادية حتى لا تشعر بأي نقص، وقد حققت التفوق في مسيرتها
التعليمية التي كانت تؤديها على كرسي متحرك، وتكتب بفمها أو قدميها.
قامت بتأليف
كتاب «سفيرة السلام الصغيرة» ضمن سلسلة «من طفل لطفل» الصادرة عن المجلس القومي
المصري لثقافة الطفل.
إنها صفاء طه
عبداللطيف (20 عاماً)، الطالبة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، التي كانت ضيف
«المجتمع» في هذا الحوار:
- بداية،
لماذا ترفضين وصف ما وصلت إليه على أنه معجزة؟
- يوجد في مصر
من ذوي القدرات الخاصة أكثر من 10% من السكان، ولكنهم في حاجة لمن يكتشف مواهبهم
ويرعاها، ويتوقف نجاح كل واحد منهم على مدى إيمانه وتنفيذه لرباعية الهدف والتخطيط
والإرادة والإصرار، والحمد لله الذي عوضني بالعديد من المواهب والهوايات، أهمها:
الرسم والقراءة والشعر، كما أنني أتعامل مع الكمبيوتر قبل دخولي المدرسة بذقني
وشفتي.
وقد تعاونت
معلماتي مع أسرتي لاكتشاف مواهبي وقدراتي حتى حصلت على جوائز في الشعر والكتابة،
وأولها كتاب «قصتي» الذي طبعته وزارة الثقافة.
- حصلت
على وسام أصغر متطوعة رغم ظروفك، فكيف كان ذلك؟
- أشارك في
العمل التطوعي بالجمعيات الخيرية وأبرزها جمعية «رسالة»، وأسعى إلى مساعدة
الفقراء، بالإضافة للمشاركة المجتمعية لعرض قصتي التي أثرت إيجابياً في الشباب
والأطفال، فأنا أنطلق من قناعة وإيمان بأن الإعاقة ما هي إلا هبة من الله، شريطة
استغلال وتوظيف الحواس الأخرى.
أتعامل مع الكمبيوتر بذقني وشفتي.. وأسعى
لمساعدة الفقراء
- كيف
يواجه ذوو الهمم التحديات اليومية والحياتية؟
- الأمر يتطلب
توافر وعي شعبي عربي بكيفية التعامل الصحيح معنا، فنحن لسنا عالة، وإنما بشر ومبدعون
ولنا حقوق، أهمها: عدم التنمر علينا، أو النظر إلينا نظرة شفقة قاتلة، وإعطاؤنا
فرصة العيش بكرامة وإنسانية كاملة؛ لأن هناك من ينتقد مطالبنا في التعليم والعمل، وإتاحة
وسائل مواصلات ومبانٍ مجهزة ومريحة وكافية لكل أنواع الإعاقة، وأن تسلط وسائل
الإعلام والثقافة ومناهج التعليم الضوء على حقوقنا.
- إلى
ماذا تطمحين في المستقبل؟
- أحلم أن أكون
مذيعة وصحفية مثقفة ومتميزة، ولهذا أحرص منذ صغري على قراءة القصص والكتب العلمية،
وبدأت تحقيق حلمي بالالتحاق بكلية الإعلام جامعة القاهرة، وعندي قناة خاصة على «يوتيوب»،
وأكتب مقالات متنوعة، ولي آراء في كل قضايا المجتمع وما يتعلق بذوي الهمم، فأنا
صوت من لا صوت له.
لنا حقوق.. وأرفض التنمر علينا والنظر
إلينا بشفقة
- ما
الرسالة التي تبعثين بها للعالم؟
- أحلم بالمدينة
الفاضلة، وأحلم دائماً بأن يسود السلام العالم، وأن يأتي اليوم الذي نسمع فيها
نشرات الأخبار دون أن يكون فيها خبر واحد عن ضرر أو حرب أو كارثة تضر البشرية.
- ما
طبيعة الإعاقة التي تعانين منها؟
- أصبت بمرض
نادر جداً، تسبب في معاناتي من تيبس في القدمين واليدين واعوجاج في العمود الفقري،
لكن أسرتي لم تستسلم للأمر، وقررت أن تجعل مني مثالاً ناجحاً في تحدي الإعاقة، على
غرار أشهر متحدي إعاقة في العالم وهو الأسترالي نيكولاس فوجيسيك الذي ولد عام 1982م
ويعاني منذ ولادته بـ«متلازمة رباعي إميليا» وهو مرض نادر، ويفقد المريض به
الأطراف الأربعة اليدين والساقين منذ الولادة، ولكنه تفوق على الأصحاء؛ ما يؤكد أن
متحدي الإعاقة ذوو قدرات خارقة، فهذا من عدل الله وفضله.
اقرأ أيضاً: