تفوق طلبة الثانوية بغزة.. قصص تتحدى الألم
في قلب غزة، حيث
الألم والخسائر تتراكم، تشرق قصص تفوق وإصرار، قصص شباب وشابات تحدوا أصعب الظروف
ليصنعوا لأنفسهم أملًا جديدًا.
بيسان.. نجاة وتفوق
بيسان، طالبة
الثانوية العامة، قدمت امتحاناتها وسط ظروف استثنائية، فقد فقدت والدها ووالدتها
وأشقائها الستة في مجزرة استهدفت منزلها بصواريخ الاحتلال، لتصبح الناجية الوحيدة،
خرجت من بين الركام بكسور وجروح، لكن وجع الجسد والفقد لم يكسر عزيمتها.
رغم النزوح
المتكرر والمجاعة التي عصفت بجسدها، كانت بيسان تصطحب كتبها أينما انتقلت، محاولة
بين صاروخ وآخر أن تلتقط أنفاسها وتواصل الدراسة، بقوة إيمانها بالله، تغلبت على
هذه الظروف الصعبة، وأكملت امتحاناتها كاملة، لتجني أخيرًا ثمرة صبرها بمعدل مرتفع
جدًا.
مَلَك.. الأمل رغم الفقد
أما مَلَك، فقد
واجهت سلسلة من الفقد المؤلم؛ استشهد شقيقها أحمد، وشقيقتاها؛ روان، وجنات، تلاها
استشهاد شقيقتها الثالثة وزوجها، ثم والدها، ومع كل هذه الخسائر، تمسكت مَلَك
بعلمها، حاملة قلمها أينما نزحت، لتنجح أخيرًا وتتفوق بمعدل امتياز 98% مع مرتبة
الشرف، مؤكدة أن الأمل لا يموت رغم الألم.
محمد.. ثبات في وجه القصف
محمد عاش تجربة
تقاطع فيها النزوح والقصف، والتنقل بين الخيم والملاجئ، وكان أمام خيارين؛
الاستمرار في تقديم الامتحان رغم الخطر أو الهروب، واختار محمد الاستمرار، فأنجز
امتحاناته، ليعيش فرحة النجاح مع والديه بعد صبر طويل.
حكايات غزة المستمرة
كل طالب وطالبة
في غزة يحملون قصصًا مختلفة، كثيرون منهم الناجي الوحيد من عائلته، يتغلبون على
ظروف الدراسة الذاتية، وغياب المقومات التعليمية، ليصنعوا ابتسامة أمل وسط الجراح.
غزة، رغم الألم
والخطر، ما زالت تنبض بالحياة، معلنة عن غد مشرق بإذن الله.