من هم الصليبيون أتباع «فرسان الهيكل» و«نادي الكفار» الذين يقتلون أهل غزة بالمساعدات؟

بعد انتشار صور اعتداء المرتزقة الأمريكيين العاملين في شركة توزيع المساعدات المشبوهة «مؤسسة غزة الإنسانية» على المُجوعين الفلسطينيين وإطلاق الرصاص عليهم، بدأت تتكشف حقائق أكثر حولهم وعن انتمائهم لمنظمات صليبية من «فرسان الهيكل» ودعمهم لفكرة «شعب الله المختار» (الإسرائيلي)، وتبعيتهم لأندية صليبية مشبوهة مثل «نادي الكفار للدراجات النارية»!

ومنذ بدء عمل هذه المؤسسة المشبوهة انتشرت عمليات قتل جماعي يومية للفلسطينيين، وتحولت منطقة توزيعهم المساعدات إلى «مصائد موت» وساحات للتدرب على قتل الجائعين.

وكشف موقع «زيتيو» المستقل، في تقرير نشر في 6 أغسطس 2025م، أن أحد قادة المرتزقة الأجانب الرئيسين، الذي يتولى مسؤولية توزيع المساعدات الغذائية على الفلسطينيين في غزة، عبر الشركة المشبوهة، يروج لفكرة أن «إسرائيل» هي «شعب الله المختار»، ويؤمن بالصليبيين و«فرسان الهيكل» ويضع وشومهم على جسده.

الموقع كشف أن هذا المرتزق جوني ملفورد، وهو أحد المتعاقدين المكلّفين من جانب «إسرائيل» وأمريكا بتوفير الحماية لعمليات «مؤسسة غزة الإنسانية» التي تقوم بإذلال الفلسطينيين بحجة توزيع المساعدات، يشغل منصبًا في نادي «إنفديلز بايكرز كلوب» (نادي الكفار للدراجات النارية)، وذلك حسب سجلات الشركة وشهادات مصدرين عملا كمتعاقدين مع المؤسسة، من بينهم أنتوني أغيلار، الجندي السابق في القوات الخاصة الأمريكية الذي خدم لمدة 25 عامًا.

ونادي «إنفديلز بايكرز كلوب» يشتهر بمعاداة المسلمين، ويؤكد على موقعه أنه يعادي التيارات الإسلامية، ونشر بيانات بيَّن فيها أنه يحارب الجهاد والتطرف الإسلامي، ويتباهى أعضاؤه، ومنهم ملفورد، المسؤول عن توزيع المساعدات، برسم أيقونات صليبية في وشومهم وملابسهم، وتُظهر صور ملفورد وشومًا بصُلبان مرتبطة بالحروب الصليبية، والحركات المسيحية اليمينية الحديثة، مثل «صليب القدس» و«درع فرسان الهيكل».

لماذا يسمون أنفسهم «الكفار»؟

وتشير وثائق إلى أن «نادي الكفار» تأسس عام 2006م، على يد مرتزق أمريكي في العراق يُعرف باسم سلينغشوت، وأعضاؤه من المرتزقة وقدامى المحاربين، حسب موقعه الإلكتروني، مؤكداً في منشور له على «فيسبوك» أنه لا يدعم ولا يتسامح مع الحركة الجهادية ومن يدعمونها، ويقول للأمريكيين: إذا كنتم تدعمون جهود الدولة في مكافحة التطرف الإسلامي، فادعموا «نادي الكفار» المحلي لديكم.

وفي عام 2015م، نظم فرع «نادي الكفار» في كولورادو حفل شواء لحم خنزير تحديًا لحرمة صيام رمضان، تضمن تشبيه الرجال المسلمين بأنهم متحرشو الأطفال!

ويظهر ملفورد، مع زملائه من بقية المرتزقة في صور عديدة وهم يرتدون سترات جلدية متطابقة عليها اسم النادي وصليب أحمر على الظهر، وفي إحدى الصور، تحمل سترة ملفورد رقعة مطرزة كُتب عليها «الكافر الأصلي»! ولكن لماذا يسمي أمريكيون أنفسهم «الكافر الأصلي»؟!

وفقاً لتقارير أمريكية، من يستخدمون عبارة «الكافر الأصلي» (Original Infidel أو Infidel) هم غالبًا أعضاء التيارات اليمينية المسيحية الإنجيلية المتطرفة، أو بعض الجنود السابقين في الجيش الأمريكي كنوع من الهوية الاستفزازية أو الساخرة.

والسبب يعود لعدة أمور؛ أولها: أنه بعد أحداث 11 سبتمبر 2001م، شاع في الإعلام العربي والإسلامي وصف الأمريكيين أو الغربيين بـ«الكفار»، فقام بعض الجنود الأمريكيين في العراق وأفغانستان بوصف أنفسهم بهذا اللقب «Infidel» بشكل ساخر أو متحدٍّ لمن يصفهم بذلك، فكتبوه على قمصانهم، وخوذاتهم أو حتى كوشم (Tattoos)؛ كرسالة «إذا أنتم تروننا كفارًا، فنحن الكافر الأصلي»!

ويرجع هذا إلى أنه في الثقافة الأمريكية، خصوصًا في الأوساط العسكرية أو المليشيات المسيحية، هناك ميل لتبنّي ألقاب سلبية أطلقها الخصوم وتحويلها إلى رمز قوة أو اعتزاز كنوع من ثقافة التحدي والهوية؛ لذا تتفاخر بعض المجموعات اليمينية المسيحية المتشددة في أمريكا بكونها كافرة بالنسبة للإسلام، وتستخدم المصطلح كرمز للعداء أو القطيعة مع المسلمين، وتضع الشعار على أعلام أو قمصان أو شارات بجانب رموز مثل الصليب أو العلم الأمريكي.

أي أنهم لا يقصدون الكافر بالمعنى الديني المسيحي، بل يستعملونه كردّ على وصف المسلمين أو خصوم أمريكا لهم بـ«الكفار»، فيتبنّون اللقب ويقلبونه إلى شعار هوية وفخر.

ويقول ماثيو غابرييل، أستاذ دراسات العصور الوسطى بجامعة فرجينيا للتكنولوجيا: إن رموزاً مثل «صليب القدس» و«درع فرسان الهيكل» كثيرًا ما تظهر لدى الجماعات المتطرفة، في سياق صراع وجودي متخيّل بين الإسلام والمسيحية، موضحاً أن هذه الرموز تعبّر عن خيال انتقامي مسيحي، حيث يتم تصوير الإسلام كعدو دائم للمسيحية، وتُستخدم كوسيلة للتماهي مع هوية الصليبي.

وقد أثارت هذه الرموز جدلًا واسعًا عندما ظهرت لدى شخصيات عامة، مثل وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، الذي وُجهت له أسئلة حول وشم «صليب القدس» خلال جلسات استماع بمجلس الشيوخ.

مع «الشعب المختار» و«الصهيونية الدينية»

أيضاً كشف تقرير نشره موقع «إنترسبت»، في 6 أغسطس 2025م، أن قائد المرتزقة الأمريكيين ملفورد يحمل وشماً لصليب يُستخدم عادة من قِبل اليمين المتطرف، وفي منشورات له على «فيسبوك»، عبر عن تأييده للصهيونية المسيحية، وشارك منشورات تصف «إسرائيل» بأنها «شعب الله المختار»، وأنه خدم مع مجموعات متطرفة دينيًا منها «الفرسان الذهبيون» التابع للجيش الأمريكي، ومجموعتا القوات الخاصة الثالثة والسابعة في العراق وأفغانستان.

ويقول العديد من هؤلاء المرتزقة الأمريكيين مثل أغيلار، وملفورد، والذين يعملون في غزة ضمن شركة «يو جي سوليوشنز»: إنهم اختاروا العمل هناك نكاية في المسلمين؛ وهو ما يفسر إطلاقهم النار أو رش الفلفل في عيون الأطفال وهم يقتربون لأخذ المساعدات.

ويقول جنود تركوا الخدمة: إن الرجل المسؤول عن الجهاز الأمني (المرتزقة) بأكمله في غزة لا يملك الخبرة الكافية للقيام بأعمال الإغاثة، ووصف متعاقدون آخرون عمل «مؤسسة غزة الإنسانية» بأنه فوضى عارمة.

ومنذ انطلاق عمليات التوزيع، وجد آلاف الفلسطينيين الجائعين، الذين قطعوا أميالًا مشيًا للوصول إلى مواقع المساعدات، أنفسهم محاصرين في ممرات ضيقة محاطة بالأسلاك الشائكة، وهناك، واجهوا قوات «إسرائيلية» ومتعاقدين أمريكيين يتعاملون مع الحشود اليائسة عبر استخدام رذاذ الفلفل والقنابل الصوتية والرصاص الحي؛ ما أدى إلى عمليات قتل جماعي يومية، وفقًا لما وصفه مرتزقة، من بينهم المرتزق أغيلار الذي روى للصحف أن أماكن المساعدات تحوّلت إلى «مصائد موت وساحات قتل».

الرابط المختصر :

تابعنا

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة