من «الوهم المتبدد» إلى «طوفان الأقصى».. من هو محمد السنوار؟
يُعد القائد
محمد إبراهيم حسن السنوار من أبرز الشخصيات العسكرية التي صاغت المشهد الأمني
والميداني في قطاع غزة، ومن قيادات الصف الأول في هيئة أركان «كتائب الشهيد عز
الدين القسام».
لقب بـ«رجل الظل»
و«العائد من الموت»؛ نظراً لدوره المركزي في التخطيط الإستراتيجي وعمليات التمويه
التي أربكت أجهزة استخبارات الاحتلال «الإسرائيلي».
اشتهر السنوار،
شقيق القائد الشهيد يحيى السنوار، بكونه أحد العقول المدبرة لعملية «الوهم المتبدد»
عام 2006م، التي أفضت إلى صفقة تبادل الأسرى (شاليط)، وكأحد المهندسين الرئيسين
لعملية «طوفان الأقصى»، في 7 أكتوبر 2023م.
بعد مسيرة حافلة
بالجهاد والمقاومة، ارتقى محمد السنوار شهيداً، ليُختتم بذلك سجل قائدٍ جمع بين
الحنكة العسكرية والقدرة على البقاء بعيداً عن الأضواء لعقود.
النشأة والمسيرة الجهادية
وُلِدَ محمد
السنوار عام 1975م في مخيم خان يونس للاجئين، لعائلة هُجّرت قسراً من المجدل إثر
نكبة عام 1948م، انخرط في العمل المقاوم منذ نعومة أظفاره، فانضم إلى صفوف حركة «حماس»
في بدايتها، ليصبح لاحقاً من الركائز الأساسية لـ«كتائب القسام» عام 1991م.
عكست مسيرته
المبكرة صلابة إرادته، إذ تخللتها فترات اعتقال طويلة في السجون «الإسرائيلية»
وسجون السلطة الفلسطينية، قبل أن يتمكن من الفرار قبيل اندلاع «انتفاضة الأقصى»
عام 2000م.
يُعرف محمد
السنوار بـ«رجل الظل» وبمكانته القيادية في هيئة أركان «القسام»، وتوليه قيادة
لواء خان يونس لسنوات، سطع نجمه كأحد العقول الرئيسة المخططة لعمليات المقاومة،
وأبرزها التخطيط والإشراف المباشر على عملية «الوهم المتبدد» عام 2006م التي أسفرت
عن أسر الجندي «الإسرائيلي» جلعاد شاليط، وصولاً لصفقة التبادل عام 2011م التي
أُفرج بموجبها عن شقيقه يحيى السنوار ومئات الأسرى.
ولُقّب بـ«العائد
من الموت» بعد أن نجح في تضليل الاحتلال عام 2014م الذي أعلن اغتياله ونشر صوراً
مزيفة، واستمر في دوره القيادي المؤثر، حتى بات يعرف من قبل «إسرائيل» بأنه أحد العقول
المدبرة لـ«طوفان الأقصى»، ومن أهم الشخصيات المطلوبة على قائمة الاغتيالات.
بعد استشهاد
شقيقه يحيى السنوار، في أكتوبر 2024م، تولى محمد دوراً قيادياً أكبر في صفوف
المقاومة لإعادة ترميم وبناء قدراتها، وفقاً لتقارير استخباراتية «إسرائيلية»؛ ما
أكسبه أهمية متزايدة حتى بين قادة الظل.
إعلان استشهاد محمد السنوار
وبعد أشهر من
الغموض حول مصيره، أعلنت «كتائب القسام»، في 28 سبتمبر 2025م، عن ارتقائه شهيداً،
وقد جاء تأكيد النبأ من خلال مقطع فيديو نشرته، لهجوم على موقع للاحتلال في خان
يونس، جنوبي قطاع غزة، في أغسطس الماضي.
وقد أشارت مصادر
«إسرائيلية» إلى اغتياله في غارة جوية على محيط المستشفى الأوروبي في خان يونس، في
13 مايو 2025م، لكن إعلان «القسام» الرسمي جاء لاحقاً، ليعلن عن فقدان قائدٍ آخر
ممن قادوا مسيرة المقاومة.
يمثل استشهاد
السنوار دليلاً إضافياً على تقديم الحركة لقادتها في الصفوف الأمامية، وتأكيداً
على أن مسيرة الجهاد والتضحية مستمرة بلا توقف في سبيل التحرير.