إمام المصلين بالأزهر الشريف لـ«المجتمع»: هذا سر تفوقي

فاجأ
الطالب محمد أحمد حسن، أحد أصحاب البصيرة، الجميع، بإمامة المصلين في الجامع
الأزهر، رمضان الماضي، وعاد ثانيا ليفاجئهم أيضا بالحصول على شهادة الثانوية
الأزهرية بمجموع 468 درجة بالقسم الأدبي بنسبة 86%.
الطالب
الذي فقد البصر، درس بمعهد أبو قير الثانوي الأزهري بمحافظة الإسكندرية، شمالي
مصر، تلقى تدريبه في إدارة شؤون القرآن بالأزهر الشريف، حتى توّجت جهوده بالفوز
بمسابقة شيخ الأزهر لحفظ القرآن الكريم لعام 2023م، ليؤكد للعالم أجمع تميزه في
الحفظ والتلاوة، ويقدم للناس صوتا عذبا نديا خاشعا يصدح في رحاب الأزهر وهو يتلو
آي الذكر الحكيم.
واصل
ابن الـ17 عاما، تحديه للظلام، محققًا إنجازًا جديدًا بحصوله على المركز الأول في
فئة أصحاب الهمم بمسابقة «تحدي القراءة العربي» بدبي للعام 2024، متفوقًا على أكثر
من 39 ألف مشارك من مختلف الدول العربية، ليصبح نموذجًا مشرفًا للمراهقين والشباب
في الإرادة والعزيمة والنجاح.
التقاه في شهر مايو الماضي، الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رفقة والدته وأشقائه، معربا عن تقديره وامتنانه لهذه الأم المثالية التي قدمت أنموذجًا في التضحية والتفاني والثقة في الله، وربَّت أولادها على حُبِّ كتاب الله والتفقه في معانيه.
يكشف
"محمد" وهو من مواليد طهطا – سوهاج (جنوبي مصر)، عن سر تفوقه ونبوغه،
مؤكدا أن السر يكمن بعد توفيق الله تعالى في النظام وترتيب الوقت، وأنه يعتزم
الالتحاق بقسم العقيدة في كلية أصول الدين، وأن هدفه الأسمى أن يكون نهاية طريقه
العلمي محاضرا في قاعات الجامعة؛ والذي بدأ بإمامته للمصلين في الجامع الأزهر.
ويثمّن
الطالب النابه والأول على مستوى محافظة الإسكندرية في المرحلتين الابتدائية
والإعدادية الأزهرية، دور والديه وما قدماه له من دعم، إضافة إلى معلميه وما قاموا
به من توجيه ودعم مستمر، وأن الأمور كلها تعود بعد توفيق الله تعالى إلى النظام
والترتيب والمواظبة والصبر والمثابرة فكل ذلك مفتاح النجاح والفلاح لمن يريد تحقيق
هدفه.
«المجتمع»
تحاورت مع إمام المصلين بالجامع الأزهر، فإلى نص الحوار..
*فاجأت الجميع بإمامة التراويح في الأزهر.. هل كنت تتوقع مفاجأة
الثانوية الأزهرية بهذا المجموع؟
لم
أتفاجأ بهذا المجموع بما تم من مدارسة وجد واجتهاد طيلة العام الدراسي، وما عانيته
من التحصيل على مدار العام، وعموما النتيجة مرضية لي.
*كيف تلقت أسرتك نتيجتك في الثانوية.. وهل كانت تطمح في درجة أعلى؟
أسرتي
ككل الأسر عمّها السرور بالنتيجة كما عمها السرور من قبل بإمامتي للمصلين في
الجامع الأزهر، وإن كانت تطمح لمجموع أكبر من ذلك.
حصلت
على الثانوية الأزهرية بنسبة 86% مع مراجعة 6 أجزاء يوميا
*كيف تمكنت من الحصول على هذا المجموع.. وما هي التحديات التي
واجهتك؟
تمكنت
بالحصول على هذا المجموع بعد فضل الله تعالى بالصبر والمثابرة والجد، ولكن لا ننسى
أهمية تنظيم الوقت في المذاكرة، فالنظام والترتيب والمداومة عليه هو رأس وأساس كل
نجاح.
*ما هي الكلية التي تعتزم الالتحاق بها.. ولماذا؟
أطمح
في الالتحاق بكلية أصول الدين بقسم العقيدة والفلسفة، وأرجو من الله أن يوفقني لأن
أكون معيدا في هذا القسم ومحاضرا في الكلية، فهذا ما أتمناه وأرجوه من الله؛ لأنه
من المهم لأهل الدعوة إلى الله عامة وللأزهريين خاصة أن يعتنوا بالعلوم معقولها
ومنقولها، لذا أجد نفسي أتوق وأعشق هذا القسم، مع التحفيز لي من أساتذتي الكبار
الذين أعتز برأيهم.
يومي يبدأ بعد صلاة الفجر بمراجعة القرآن والمتون
*من صاحب الفضل عليك في المرحلة الثانوية؟
الفضل
بعد الله تعالى يعود لما قدمه لي والداي، ثم للمشايخ والمعلمين الذين قدموا لي
الدعم وساندوني في الحقيقة خطوة بخطوة، لأنه من لا يشكر الناس لا يشكر الله.
*كيف كنت تقضي وتنظم يومك الدراسي في التحصيل العلمي؟
كان
وقتي وبرنامجي اليومي يبدأ من بعد صلاة الفجر، يليه مراجعة وردي اليومي من القرآن
والذي يبلغ 5 أجزاء يوميا، يليه مراجعة القرآن بالروايات حيث يكون لي ختمة لكل
رواية بمعدل جزء يوميا، يلي مراجعة القرآن مراجعة المتون التي أحفظها حتى لا
أنساها ومنها الشاطبية وغيرها، ثم في النهاية يتم التفرغ لمراجعة المواد الدراسية،
وهكذا كل يوم، حتى منّ الله عليّ بهذا المجموع.
*هل أثّرت المسابقات والظهور الإعلامي على مجموعك؟
نعم،
هذا صحيح، فهو أمر طبيعي، وهناك أمور تطغى على أمور في ضغوط الأمور الحياتية
ومستجداتها، فلذلك المجموع كان بالنسبة لي مرضيا جدا لأنه في الحقيقة كان التركيز
في المذاكرة لمدة شهرين فقط، بسبب انشغالي بالمشاركة في العديد من المسابقات
الدولية، إضافة إلى إمامتي في الجامع الأزهر الذي أخذ مني وقتا وجهدا طويلا
ومكثفا.
سألتحق بكلية أصول الدين.. وأمنيتي العلمية محاضرا بجامعة الأزهر
*ما هي رسالتك التي تريد أن توصلها لطلاب الأزهر وغيرهم من ذوي الهمم؟
حقيقة
ما أريد أن أقوله بلا مجاملة لأصحاب الهمم أنكم في نعمة عظيمة، وذلك بالرضا وتوظيف
ذلك بالصبر والجد والمثابرة، فسوف تحققون ما تأملون لأنه بدون الصبر والمثابرة لا
تتم الأمور.
*كيف وفقت بين تحديات المرحلة الثانوية ومدارستك للقرآن؟
لا
هدف لي فوق مراجعة القرآن يوميا مع المتون العلمية الخاصة بعلم القراءات، ويرجع
الأمر في التوفيق بينهما بعد توفيق الله تعالى إلى تنظيم الوقت والاستمرارية
والمواظبة عليه.
*أخيرا.. ما هي خطتك في السنوات القادمة لأجل الارتقاء والتحصيل
العلمي؟
أتمنى،
إن شاء الله تعالى، كما وقفت في محراب الأزهر إماما للمصلين أن أقف في قاعاته
محاضرا، وسأبذل كل جهدي لأجل تحقيق ذلك في السنوات القادمة، وهي خطتي المحددة،
التي لن أحيد عنها بإذن الله تعالى.