خرق «إسرائيلي» لاتفاق غزة.. غارات دامية على القطاع
في مشهد يعيد
التأكيد على نهج الاحتلال في التنصّل من التزاماته، أقدم الكيان الصهيوني على خرق
اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مستهدفاً الأحياء السكنية ومخيمات النازحين
بسلسلة غارات عنيفة خلّفت عشرات الشهداء والجرحى، بينهم نساء وأطفال.
ويأتي هذا
التصعيد «الإسرائيلي» في تحدٍّ صارخ للجهود الدولية الرامية إلى تثبيت الهدوء،
وتجاهل واضح للضمانات التي رافقت الاتفاق؛ ما يثير تساؤلات حول جدّية الاحتلال في
احترام أي تفاهمات سياسية أو إنسانية.
هذا التصعيد
الدموي تجسّد سريعاً في غارات متتالية شنّها جيش الاحتلال على مناطق مختلفة من
القطاع، حيث أفادت مصادر طبية باستشهاد 63 فلسطينياً، بينهم 24 طفلاً، جراء قصف
استهدف منازل وخيام نازحين في أنحاء متفرقة من غزة، مساء أمس الثلاثاء، عقب خرق
الاتفاق، بحسب وكالة «الأناضول».
وأصدر رئيس
الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو أوامره لجيشه بشن «هجمات قوية وفورية» على غزة،
في انتهاك صارخ لاتفاق وقف الحرب الموقع مؤخراً برعاية أمريكية.
وشنّ الاحتلال
عشرات الغارات على مناطق متفرقة في القطاع، بزعم مقتل جندي «إسرائيلي» برصاص قناص
في رفح؛ ما أسفر عن دمار واسع وسقوط ضحايا بين المدنيين.
تبرير أمريكي للتصعيد «الإسرائيلي»
وفي واشنطن، قال
الرئيس الأمريكي دونالد ترمب: إن لـ«إسرائيل» الحق في الرد، معتبراً أن حركة «حماس»
جزء صغير ضمن اتفاق الشرق الأوسط، مضيفاً: لن يهدد أي شيء وقف إطلاق النار في غزة،
لقد قتلوا جندياً «إسرائيلياً»، ولذلك ردّ «الإسرائيليون»، وكان ينبغي أن يردّوا.
من جانبها، نفت
حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أي علاقة لها بحادث إطلاق النار في رفح، مؤكدة
التزامها الكامل باتفاق وقف إطلاق النار.
وقالت، في بيان:
إن القصف الإجرامي الذي نفّذه جيش الاحتلال الفاشي على مناطق من قطاع غزة يمثل
انتهاكاً صارخاً للاتفاق الموقع في شرم الشيخ برعاية الرئيس الأمريكي ترمب.
وأضافت الحركة
أن هذا الهجوم الإرهابي امتداد لسلسلة الخروقات التي ارتكبها الاحتلال خلال الأيام
الماضية، من اعتداءات أسفرت عن شهداء وجرحى، واستمرار إغلاق معبر رفح، في محاولة
لإفشال الاتفاق.
ودعت «حماس»
الوسطاء والجهات الضامنة إلى التحرك الفوري للضغط على الاحتلال وكبح تصعيده الوحشي
ضد المدنيين في القطاع.
وأعلنت «كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، مساء أمس الثلاثاء، تأجيل تسليم جثة أسير «إسرائيلي» نتيجة خروقات الاحتلال.
وأوضحت الكتائب أن أي تصعيد صهيوني سيعرقل عمليات
البحث والحفر وانتشال الجثامين، مما سيؤدي إلى تأخير استعادة الاحتلال لجثث قتلاه.
توثيق الخروقات «الإسرائيلية» لاتفاق غزة
وفي السياق
ذاته، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة: إن الاحتلال ارتكب منذ بدء سريان وقف
النار أكثر من 125 خرقاً، أسفرت عن استشهاد 94 مدنياً وإصابة 344 آخرين، مشيراً
إلى تنفيذ 52 عملية إطلاق نار، و9 عمليات توغل داخل الأحياء السكنية، و55 عملية
قصف، و11 عملية نسف لمبانٍ مدنية، إضافة إلى اعتقال 21 مواطناً.
وطالب المكتب
الرئيس الأمريكي دونالد ترمب والدول الضامنة بتحمّل مسؤولياتهم، والضغط على
الاحتلال لإلزامه باحترام الاتفاق ووقف خروقاته فوراً.
كما دعا إلى فتح
المعابر بشكل كامل ودائم لتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية والعلاجية، وفتح معبر
رفح لتحويل الجرحى والمرضى للعلاج في الخارج، وإدخال مواد الإيواء قبل تفاقم
الكارثة الإنسانية التي تهدد حياة أكثر من 2.4 مليون إنسان في قطاع غزة مع دخول
فصل الشتاء.