العنوان بريد المجتمع (200)
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 14-مايو-1974
مشاهدات 21
نشر في العدد 200
نشر في الصفحة 48
الثلاثاء 14-مايو-1974
تحت عنوان «روايات إسلامية معاصرة» اطلعت أخيرًا على روايتين للأديب نجيب الكيلانى: «عمالقة الشمال» وهى تصور أحداث نيجيريا بعد مقتل الشهيد أحمد بللو والرواية الثانية «ليالى تركستان» وهي تصور أحداث الصراع والكفاح الذي قام به المسلمون فى تركستان الشرقية ضد الزحف الشيوعي الصيني والروسي.
ولقد وفق الأستاذ الكيلانى كثيرًا وذلك للأسباب التالية:
- أننا بحاجة إلى روايات تاريخية تتجمع فيها عناصر الموضوعية والدقة التاريخية وكذلك عناصر الرواية الفنية وذلك حتى تملأ الفراغ الذى نعانيه من هذه الناحية وحتى لا يقبل الشباب على روايات جرجي زيدان مع ما فيها من الخلط والدس.
و روايات نجيب الكيلاني هذه فيها كل عناصر الرواية التي ذكرنا.
- أن هذه الروايات تتحدث عن تاريخ معاصر يجهله كثير من المسلمين يجهلون زمانه ومكانهوبواعثه.
- أن المؤلف أجاد فى تصوير أحداث نيجيريا وفى تحليل نفسية المبشرين ووسائلهم الملتوية فأحدهم فى الغابات يحاول صرف الداعية المسلم «عثمان» بالتخويف و باللين ثم يهدده ثم يحرض أحد أتباعه من القبائل على قتله وأحدهم «هاينمان» يطرد الممرضة التي كانت نصرانية ثم أسلمت ويتهمها بالسرقة زورًا وبهتانًا.
كما أجاد المؤلف في رواية عمالقة الشمال في تحليل نفسية بعض المسلمين المنحرفين ومثاله شخصية « نور » فهو مادي تهمه نفسه معقد يحسد عثمان وإن كان الأخير يحسن إليه يتآمر مع الأعداء لمنافع أرضية بسيطة.
ولا ينس المؤلف الدور اليهودي والصليبى فى أحداث نيجيريا.
- استطاع المؤلف عن طريق شخصية عثمان أن يدل الدعاة على بعض زاد الطريق إلى الدعوة وهو الصبر والتعب والتقوى والاعتماد على الله دائمًا وأن الداعين ليس له من الأمر شئ.
- وفي رواية ليالي تركستان التى نحس بالبرد عندما نقرأ عنوانها فهى تصور تصويرًا دقيقًا الكفاح الدامي ضد الصين وروسيا تصويرًا للصبر والجهاد الذي لا يفتر و الأبطال الشجعان الذين تحدوا دولتين كبيرتين. ثم سقطوا شهداء يرحمهم الله. وفى الرواية نلاحظ وعي العلماء والزعماء حيث إنهم لم يفتروا بروسيا حين تعرض عليهم المساعدة. وكذلك أساليب الشيوعيين عندما يحتلون بلدًا ما: إفساد فى الأخلاق تشويه سمعة العلماء، شراء الضمائر. وبذلك نشهد تحول المجتمع شيئًا فشيئًا. وأما المسلمون الصابرون الذين لا يرضخون للأعداء فقد تركوا بلادهم وهم في شوق لها. لأن العيش تحت سيطرة الشيوعيين عيش مذل.
وأعتقد أن الرواية الأخرى التى لم أطلع عليها «عذراء جاكرتا» وهي تصور أحداث الإنقلاب الشيوعى الفاشل في إندونيسيا هذه الرواية قد لا تقل عن الروايتين اللتين تحدثنا عنهما فشكرًا للأديب الكبير على هذا الجهد القيم وإلى مزيد من تسجيل أحداث المسلمين المعاصرة التي يجهلها كثير من الناس.
وإني أدعو الشباب إلى قراءة هذه الروايات للإطلاع على تاريخنا المعاصر. والسلام عليكم.
يريد اسمه كاملًا
• الأخ فهد عبدالله السليمان الجلعود.
أرسل إلى المجتمع عاتبًا على عدم ذكر اسمه في بريد القراء كاملًا إذ ذكر مرة في البريد فهد عبد الله فقط ولم يكن ذلك منا إلا خوفًا من التصحيف لعدم تمكننا من قراءة الاسم قراءة سليمة
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل