العنوان “كورونا”.. والجمعيات الخيرية
الكاتب سعد النشوان
تاريخ النشر الأربعاء 01-أبريل-2020
مشاهدات 16
نشر في العدد 2142
نشر في الصفحة 36
الأربعاء 01-أبريل-2020
عندما تحل الأزمات في الأمم لا تجد إلا الرجال والنساء الذين لو وُزنوا بميزان الذهب والألماس لكانوا أثقل منهم بالبذل والعطاء، ويختفي كل إمعة وتافه، وهذا ما لمسناه خلال الأيام القليلة الماضية من تفانٍ من أبناء وبنات الكويت؛ الكويتيين والبدون والمقيمين الذين واصلوا الليل بالنهار ووسط خطر الوباء الداهم، فإخواننا البدون لم يفكروا بالمناصب ولا بالرواتب التي لم يستلموها منذ عدة أشهر لتعسف الجهاز المركزي، ولا بالرسوم الصحية على المقيمين، وإذا سألت أحدهم عن تفانيه بالعمل يرد عليك بكلمة واحدة: «إنها الكويت».
كما أن العمل الذي قامت به الجمعيات الخيرية في الكويت لهو عمل جبار ومبهر الذي تتوج بشكر من سمو أمير البلاد، حفظه الله ورعاه، لهم في الاجتماع الاستثنائي لمجلس الوزراء.
إن للجمعيات الخيرية جهوداً عدة لمواجهة فيروس «كورونا»، منها:
الدعم اللوجستي لفحص أكثر من 50 ألف مقيم في أرض المعارض، والقيام بزيارة محجر الخيران وتقديم كل ما يحتاجه المحجرون في الحجر المؤسسي من وسائل الراحة، وتوزيع السلال الغذائية والمياه لمن انقطع بهم العمل من العمالة الوافدة، وكذلك قامت الجمعيات الخيرية بتأسيس المكتبات الإلكترونية؛ لإشغال وقت الفراغ لأفراد الأسر الجالسين بالمنازل، وقدمت الجمعيات الخيرية الاستشارات النفسية للتخفيف من آثار الحظر الجزئي، وكذلك إعداد حملات خيرية لمساعدة كل محتاج أثناء هذا الوباء.
من ينكر دور العمل الخيري بكل أطيافه فهو لا يرى إلا بعين واحدة؛ وهي عين الحقد العمياء.
ونقول لمن ينكر دور العمل الخيري في مواجهة فيروس «كورونا»: اتقِ الله، وخَف ممن خلقك، فالافتراء أثناء الأزمات ليس من خلق الأخيار.
والعمل الخيري يكفيه الوسام الذي قلدهم به قائد العمل الإنساني سمو أمير البلاد والثناء عليهم.