العنوان ناس.. وقضايا.. وتعليقات
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 17-مارس-1970
مشاهدات 750
نشر في العدد 1
نشر في الصفحة 24

الثلاثاء 17-مارس-1970
من محاسن الصدف أن يواكب صدور العدد الأول من «المجتمع» بداية عام هجري جديد، ومثلما كانت الهجرة النبوية الشريفة إلى المدينة المنورة، التي احتضنت الدعوة الإسلامية وكانت معقلا ومنطلقا لأول دولة إسلامية قبل ۱۳۹۰ عاما، نتفاءل خيرا بميلاد هذه المجلة مع ميلاد العام الهجري الجديد، على أمل أن تكون بداية العودة كريمة إلى أحكام الإسلام وشريعة القرآن، في سائر ديار المسلمين أن شاء الله.
ومع تلازم صدور المجلة للعام الهجري، نعود إلى الذكرى الكريمة نستلهمها العبر والدروس في فترة حالكة من تاريخنا أحوج ما نكون فيها إلى استلهام المزيد من تلك المناسبات العزيزة. فماذا عسانا نجد؟
لقد شهدت الدعوة الإسلامية العديد من المناسبات والأحداث الهامة قبل الهجرة، عرفت ميلاد رسول الله، وشهدت نزول الوحي وتنزيل القرآن الحكيم، وقبل الهجرة إلى المدينة المنورة كانت هجرة الحبشة، كما كانت أيضا بيعة العقبة الأولى ثم الثانية، ولكن الهجرة إلى المدينـة المنورة وحدها استحقت التكريم واعتبرت بداية لتاريـخ المسلمين.
والأمر لا يحتاج إلى كبـير عناء لفهم الأسباب، فمع الهجرة النبوية بدأت شمس الإسلام تسطع على العالم أجمع من مدينة الرسول الكريم، ومع الهجرة ولدت دولة الإسلام، التي ما لبثت أن شملت أنحاء الجزيرة العربية وانطلقت بما لديها من طاقات عبر القارات، لتنشر الإسلام في أنحاء المعمورة خلال أقل من نصف قرن، رغم انعدام وسائل النقل والإعلام الحديثة.
واليوم ما أحوجنا إلى هجرة جديدة إلى الله ورسوله وكتابه الكريم لنعاود السـير في الخط التصاعدي الذي يكفل لنا العزة..
﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾ (المنافقون: 8).
من المسرح العالمي
بدأت وزارة الإرشاد والأنباء قبل فترة بإصدار سلسلة شهرية «من المسرح العالمي» قدمت ضمنها مسرحيات من الآداب اللاتينية والفرنسية والإنجليزية والصينية وغيرها.
وبين أيدينا العدد الأخير من السلسلة وهو مسرحية «الشيطانة البيضاء» للكاتب الإنجليزي «جون وبستر» وموضوعها يدور حول عشق «دوق برشيانو» لـ«فيتوريا كاميلو» ابنة أخي الكادينال «مونتسلو» يساعده على ذلك أخوها «فلامينو» فيكيد لها وتموت بالسم ويدق بيده عنق زوج «فيتوريا» وتعتقل في بيت «التائبات» ثم يفك «براشیانو» أسرها ويتزوجها.
ويطرد العاشقات من الكنيسة، وبعد ذلك يصرع «براشیانو» الذي فتك بـ «مارسيلو» وتصبح أخته وريثة «الدوق برشيانو» ويبطش بها «لوديقو» مع أخيها ثم يقضى عليهم بالموت.
ذلك هو ملخص القصة كما جاء في الكتاب نفسه، وفي العدد السابق مسرحيـة «التشكيلة أو عرض الأزياء» وتروي قصة خيانة «ستيلا» لزوجها «جيمس» مع جارهما «بيل»، في حين أن شخصيات مسرحية «البرج» عبارة عن طغاة قساة القلوب وطلاب جاه وثروة، ومشحونة بالوحشية كما يعرفها الكتاب أيضا!
ولست أدري ما هو الهدف الثقافي من مثل هذه «المختارات» بالذات وهل هي لتخريب أذواق وأخلاق الناس لتنفيرهم من «المسرح العالمي» الذي -والحق يقال- يتضمن الكثير من المسرحيات الإنسانية المتميزة بسمو العواطف ونبل المحتوى..
كل ما نطلبه من المسؤولين عن إصدار هذه السلسلة هو الدقة في اختيار المواضيع التي تتناسب مع بيئتنا وتقاليدنا لا التي تنضم بصورة عملية إلى معاول الهدم الكثيرة التي ما زالت تسعى لتهديم صرح حضارتنا وثقافتنا وشخصيتنا المتميزة.
الشركات المساهمة والفشل
ظاهرة عجيبة تتميز بها مؤسساتنا المحلية جلها.. إن لم نقل كلها، وهي الإخفاق في تحقيق الربح وعدم القدرة على المنافسة وتحقيق حد أدنى من النجاح، رغم كل التسهيلات الرسمية والدعم الحكومي والإمكانات الواسعة التي سخرت وتسخر لنا.
وتبدو هذه المشكلة شديدة الوضوح في شركاتنا المساهمة التي لم تبخل عليها الدولة بشتى ألوان المساعدة والدعم ولكن أيا منها لم يحقق إلا الخسارة والفشل.
تبحثون عن الجواب.. نحيلكم على مجالس الإدارات فعندها الخبر اليقين..
شارات المرور
إدارة المرور عملت بعض التعديلات في الفتحات والطرقات والدوارات، سعيا وراء تنظيم أفضل لحركة المرور في البلاد، غير أن المشكلة أن عملية زرع الإشارات هنا وهناك يبدو أنها تتم بصورة ارتجالية، بحيث يعوزها الدراسة المتأنية، مما يلجئ الإدارة إلى إيقاف الإشارات بعد فترة وتعديل أماكنها أو إلغائها نهائيا كما حصل في الإشارة التي وضعت قرب حديقة البلدية، الدنيا تجارب، هذا صحيح، ولكن التجارب في المعامل والمختبرات والدوائر لا في الشوارع وعلى حساب أرواح الناس.
توم جونز والميوعة
في بريطانيا التي صدرت لنا «توم جونز» وأضرابه لا يستسيغون هذا اللون من العبث الذي يسمونه «هبية» تارة.. و«خنفسة» تارة أخرى.. والعجيب أننا نتطوع.. بل ندفع بالعملة الصعبة ثمنا باهظا لتلك التوافه التي يسمونها حلقات «توم جونز» ويفرضونها على أذواق المشاهدين في بيوتهم دون خجل مؤسف جدا هذا الوضع الذي وصلنا إليه حتى وجد بين صفوفنا ومن أبنائنا من هو «غربي» الذوق والثقافة أكثر من أبناء الغرب أنفسهم.
سموم التلفزيون «الإسرائيلي»
قبل أن يبدأ التلفزيون «الإسرائيلي» إرساله تنادت بعض الأصوات المخلصة محذرة من الخطر الداهم الوشيك، ولكن الصرخات ذهبت في واد لا قرار له حتى أصبحت السموم «الإسرائيلية» تغطي مساحات واسعة من الأردن ولبنان وسوريا، ناهيك عن الأراضي المحتلة، محاولة النيل من معتقداتنا وتاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا.
واليوم نحذر من جديد خشية تفاقم الخطر واتساع مداه لا سيما وأننا نعيش في عصر الأقمار الصناعية.
والمجابهة التي ندعو إليها ليست على مستوى تفكير بعض «الإعلاميين» العرب الذين اقترحوا إنشاء محطة التشويش، فتلك هي وسيلة الضعفاء الذين لا حق لديهم يتسلحون به ضد الأباطيل.
نحن ندعو إلى مجابهة جذرية في مستوى الخطورة التي فرضها علينا العدو.. لنجابه الأكاذيب المتقنة الصنع، بحقائقنا الناصعة حتى ولو لم يكن في مقدورنا إجادة تقديمها.
مكافحة تلفزيون «إسرائيل» الذي أخذ يشد بعض المشاهدين العرب بما يقدمه لهم من بعض الحقائق التي يحرص البعض على إخفائها، لا بد أن تبدأ من هنا ..
ليكن شعار المكاشفة الإعلامية حقيقة واقعة ولنبدأ بتعرية واقعنا على حققته ليكتسي بالحقيقة المجردة أما سياسة النعامة ودفن الرؤوس في الرمال فلم تعد تجدي في عصر الأقمار الصناعية.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
