; رؤيَة حَدث في الشاميَة | مجلة المجتمع

العنوان رؤيَة حَدث في الشاميَة

الكاتب أحمد الفضالة

تاريخ النشر الثلاثاء 07-سبتمبر-1976

مشاهدات 27

نشر في 316

نشر في الصفحة 10

الثلاثاء 07-سبتمبر-1976

في إحدى مقابلات البرنامج الثاني بإذاعة الكويت مع أحد المسئولين في بلدية الكويت، عرض المسئول قائمة بأسماء المناطق مع عدد السيارات التي تقوم بجمع القمامة. 

وقد تناول ذلك مبينًا نظافة كل منطقة.. وقد كانت منطقتنا الشامية والشويخ من أوائل المناطق، ولكن الأمر لا يدوم على حال.

فجأة اختفت صناديق جمع القمامة من شوارع الشامية. وتلفت الناس إلى تغير الوضع.. ولكن لم يطل بهم التفكير فقد جاءهم بلاغ عاجل عممته شعبة البلدية في المنطقة بأنه يمنع إلقاء القاذورات في الشوارع.

لم يتعود أهل المنطقة أن يسايروا هذا الأسلوب لأن منطقتهم مشهود لها بالنظافة ولكن التصرف الذي اتخذ عاجلًا جعلهم يفكرون في الأمر لماذا ومن أقدم على هذا الفعل؟ 

كان القرار الذي تلقوه صارمًا.. فالقرار يقول.. إن جمعية الشامية التعاونية تبيع أكياسًا من النايلون ذات لون أزرق.. وعلى المواطنين في منطقتي الشامية والشويخ أن يتوجهوا إلى الجمعية لشراء هذه الأكياس.. وأن تجمع قمامة البيوت وتوضع في الأكياس وتوضع هذه الأكياس أمام أبواب المنازل. 

دهش الناس لهذا الخبر، وما الداعي لهذا التصرف.. فسرى همس خفي بادئ الأمر.. ثم ارتفع حتى صار خبرًا يروى. 

إن هذا الوضع أمر لا يليق.. وهل كل الناس تعير هذا القرار اهتمامًا.. ثم هل كل الناس يقومون بشراء الأكياس وتعبئتها ووضعها أمام باب المنزل.

بعض الأهالي.. بحكم الاضطرار.. اشتروا كميات من الأكياس وبدأوا العملية المطلوبة.. ولكن ما عندهم في بعض الأحيان لا يكفي لكيس أو اثنين فعادوا إلى التماس صناديق الخشب أو الكرتون وبدأت تظهر هذه الصور في الشوارع وبدأ وجه منطقة الشامية يتغير. 

أكثر من هذا.. تساءل الناس.. هل هذا القرار.. قرار وزاري معمم؟ أم أنه اتخذ بناء على اجتهاد شخصي. 

لو كان قرارًا صادراً من إدارة البلدية لنشرته الصحف أو لأذيع من محطة الإذاعة والتلفزيون. 

عاد الناس مرة أخرى إلى التفكير.. وبدأت أكوام القمامة تظهر في الشوارع.. وبدأ الذباب وأنواع الحشرات.. تفد إلى المنطقة.. وتحولت منطقة الشامية إلى وضع لا يسر وتغيرت صورة شوارعها النظيفة.. وتأفف الأهالي مما يحدث وجأروا بالشكوى، ولكن على نطاق محلي في داخل المنطقة ولمن يعرفونه من خارج منطقتهم.

ونسأل: نعم أن هذا حدث في الشامية.. ولو توجه أي مسئول فسوف يرى هذه المناظر في الشوارع وعند الأبواب.

وحتى عمال النظافة لا نراهم إلا لمامًا وإذا ما تم لنا أن نرى أحدًا منهم فإنا نراهم في الظل ينامون ويقصون لبعضهم القصص.. فقد وجدوا مكانًا مريحًا.. بلا عمل..

إننا نريد أن نسأل.. من وراء هذا القرار؟ 

وهل كلام الناس في موضعه عندما يقولون.. أن أحدهم قد استورد كمية من أكياس النايلون ولما لم تجد لها سوقًا خشي الكساد فلجأ إلى هذه الطريقة. ومن هم الذين يتعاملون معه إن كان ذلك حقا؟

إن في كل بيت من بيوت الكويت مكانًا خاصًا توضع فيه القمامة وهو لصق بجدار المنزل.. وهو مستودع خاص لذلك من ضمن تصميم المنزل فلماذا لا يكتفى بهذا.. 

نرجو أن نسمع توضيحًا أو شرحًا لهذه الملابسات.. ونريد أن نعرف من وراء هذه العملية.

إن وجه الكويت المشرق يتجلى في كل شيء.. والنظافة أمر مهم يجعل أهل الكويت يتميزون بهذه الصفة الحميدة.. فلا تكون تصرفات بعض من لا يقدرون المصلحة العامة خطة تجلب على المواطنين العنث والضيق.

الرابط المختصر :