; ذكرى إحراق «الأقصى».. ومخططات الصهاينة المستمرة | مجلة المجتمع

العنوان ذكرى إحراق «الأقصى».. ومخططات الصهاينة المستمرة

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر السبت 01-سبتمبر-2018

مشاهدات 22

نشر في العدد 2123

نشر في الصفحة 5

السبت 01-سبتمبر-2018

الافتتاحية 
ذكرى إحراق «الأقصى».. ومخططات الصهاينة المستمرة
مرت علينا الذكرى الأليمة لحرق المسجد الأقصى المبارك (يوم 21 أغسطس)، في شبه تعتيم كامل من قبل الإعلام العربي، وصمت مريب من قبل معظم الحكومات العربية والإسلامية إلا من رحم ربي.
ففي يوم 8 جمادى الآخرة 1389هـ/ 21 أغسطس 1969م، اقتحم متطرف أسترالي الجنسية يدعى «دينيس مايكل روهان» المسجد الأقصى من باب الغوانمة، وأشعل النار في المصلى القبلي بالمسجد الأقصى، وشبّ الحريق في الجناح الشرقي للمصلى، وأتت النيران على واجهات المسجد الأقصى وسقفه وسجاده وزخارفه النادرة، وأتلفت كل محتوياته من المصاحف والأثاث، وتضرر البناء بشكل كبير، مما تطلب سنوات لترميمه وإعادة زخارفه كما كانت.
والتهمت النيران منبر المسجد التاريخي الذي أحضره صلاح الدين الأيوبي من مدينة حلب، وذلك عندما استعاد المسلمون بيت المقدس عام 1187م, وتوغلاً في الإيذاء؛ قام الاحتلال بقطع الماء عن المصلى القبلي ومحيطه، وتباطأ في إرسال سيارات الإطفاء، فهرع الفلسطينيون إلى إخماد النيران بملابسهم، وبالمياه القليلة الموجودة في آبار المسجد الأقصى.
وجاء ذلك في إطار سلسلة من الإجراءات التي قام بها الاحتلال الصهيوني منذ عام 1948م، بهدف طمس الهوية الحضارية الإسلامية لمدينة القدس، فالصهاينة منذ دنست أقدامهم أرض فلسطين، وهم يعلنون بكل وقاحة وغرور تفاصيل مخططهم في تدمير الأقصى وتهويد القدس وإقامة الهيكل المزعوم؛ فقد أعلن «ديفيد بن جوريون»، أول رئيس وزراء لحكومة الكيان الصهيوني، أكثر من مرة قائلاً: «لا قيمة لـ«إسرائيل» بدون القدس، ولا قيمة للقدس بدون الهيكل». 
ومنذ احتلاله عام 1967م وحتى اليوم، والاعتداءات على المسجد الأقصى لم تتوقف، وأبرزها ما يلي: - الحريق الشهير الذي أُضرم فيه عام 1969م.
- قيام عصابة ما يسمى بـ«أمناء الهيكل» في 15/10/1989م بوضع حجر أساس لما يسمى بـ«الهيكل».
- شق شبكة من الأنفاق تحت أساسات المسجد الأقصى يمكن من خلالها -وفق آراء الخبراء- نسف المسجد بمتفجرات اهتزازية خارجية في أي وقت.
وأمام هذه الاعتداءات المستمرة، يقف الشعب الفلسطيني الأعزل بالقدس وحيداً في مواجهة إجرام العدوان، بعد أن تخلى عنهم الجميع، وبات همّ المؤسسات الوسيطة بث الفتن وكيل الاتهامات وتعميق الخلاف والصراع بين السلطة وحركة «حماس» وجميع قوى المقاومة.
ولئن كانت معظم الحكومات والأنظمة العربية والإسلامية قد تخلوا عن القدس والمسجد الأقصى، فإن للمسجد رباً يحميه، وستبقى الجماهير المؤمنة المجاهدة تدافع عنه بأجسادها حتى آخر قطرة من دمائها، وحتى يتم قهر ودحر الصهاينة بإذن الله تعالى.

الرابط المختصر :