العنوان الانتخابات الأردنية فوز ساحق للإخوان المسلمين
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 21-نوفمبر-1989
مشاهدات 761
نشر في العدد 942
نشر في الصفحة 18

الثلاثاء 21-نوفمبر-1989
- 51% من الأصوات حصل عليها
مرشحا الحركة الإسلامية في الزرقاء بينما توزع خمسون مرشحًا آخرين
نسبة 49%!
- المرأة المسلمة ساهمت مساهمة كبيرة في إنجاح مرشحي الحركة
الإسلامية.
في الوقت الذي وصفت فيه الكثير من
الدوائر الغربية ما حصل في الانتخابات البرلمانية الأردنية بأنه يمثل «مفاجأة
غير متوقعة» مشيرة إلى النتائج الباهرة التي حققها التيار الإسلامي، فإن
المراقبين السياسيين المنصفين نظروا إلى ذلك على أنه يشكل تعبيرًا حقيقيًا وصادقًا
عن التوجه الفعلي للشعب الأردني، ولا يمكن أن يدخل في دائرة المفاجآت، إلا بالنسبة
للذين راهنوا طويلًا على مدى تأثير الشعارات البراقة، والمواقع السابقة، بعيدًا عن
إدراك عوامل النضج والوعي لدى الشعب الأردني.
قبيل عملية الاقتراع توجهت إلى مسؤول
في الحركة الإسلامية بسؤال عن عدد المرشحين الذين يتوقع فوزهم في الانتخابات ضمن
كتلة الحركة الإسلامية، التي تضم (٢٦) مرشحًا.. فأجابني بأن العدد
يتراوح بين (18-22) مرشحًا، إضافة إلى عدد آخر من المرشحين الإسلاميين. وقد
اعتبر تصريح ذلك المسؤول في- حينها- بأنه متفائل جدًا، إذ كانت المصادر
الرسمية والدوائر الغربية تميل إلى حصر العدد في حدود العشرة، بينما كان واضحًا أن
الانتخابات ستشهد منافسة شديدة، نظرًا لارتفاع عدد المرشحين، الذي بلغ ما يعادل
ثمانية مرشحين للمقعد الواحد.
وجاءت النتائج النهائية لتعلن
فوز (۲۲) مرشحًا من جماعة الإخوان المسلمين، إضافة إلى عشرة مرشحين إسلاميين،
كان التعاون بينهم وبين الجماعة وثيقًا أثناء الانتخابات وعندما طلبت من المسؤول
ذاته تفسيرًا لسر ذلك النجاح الكبير أجابني: إن ما حصل أمر طبيعي، لأن شعبنا مسلم
مؤمن، يرید إسلامه، ويحب إسلامه، والحركة الإسلامية في الأردن لها بعد تاريخي مجيد
يعرفه معظم الناس وإن تجاهله الأعداء، والجماهير تكن للإخوان المسلمين الحب
والتقدير لتاريخهم الطويل والمشرف في الأردن، وشخصيات مرشحي الإخوان معروفة بشكل
عام لدى الناس بأنها شخصيات نظيفة، شريفة، عفيفة اللسان، أمينة اليد، لذلك كان
الأمر متوقعًا.
وفي الخطاب الذي ألقاه العاهل
الأردني عقب الإعلان عن النتائج النهائية، أكد الملك حسين أن الأشخاص الذين وصلوا
إلى مجلس النواب كانوا صادقين، ومخلصين ونزيهين وهذا ما يفسر اختيار الشعب لهم،
وقد تمنى لهم النجاح في مسؤوليتهم الجديدة هذه.
الانتخابات..
والمؤشرات الجديدة:
أفرزت الانتخابات البرلمانية
الأردنية العديد من المؤشرات المهمة التي تشكل في مجموعها تغيرًا منهجيًا في
الرؤية السياسية والفكرية للمجتمع الأردني، ربما تؤدي إلى إعادة النظر من قبل
الكيان الحكومي، في الأسس التي تحكمت في المسار السياسي الأردني على مدى حقب عديدة،
ويرجع المراقبون هذا التحول الكبير إلى عدة عوامل في مقدمتها تنامى الوعي الثقافي
والعلمي لدى طبقات الشعب، والميل الواضح نحو الالتزام الديني، والدور التربوي
المحافظ والملتزم الذي لعبته المرأة الأردنية، إضافة إلى إخفاق السياسات
التقليدية، وانحسار الأفكار اليسارية المتطرفة التي أصيبت بالاختناق بسبب
انتكاساتها المتكررة على المستويين الإقليمي والدولي.
أما أبرز المعطيات التي تمخضت عنها
الانتخابات الحالية فقد تمثلت بالجوانب التالية:
- تراجع العشائرية:
1-
تراجع تأثير الإيحاء العشائري على الناخب الأردني بشكل
ملحوظ، وقد بدا واضحًا أن الكثيرين من الناخبين «المثقفين» في الأوساط
العشائرية كانوا يميلون إلى تقديم الأشخاص ذوي الكفاءة والقدرة والنزاهة، وسط
إدراكهم العميق لمقتضيات المرحلة الحرجة التي يمر بها الأردن، في وقت يعتزم فيه
العمل على إنقاذ اقتصاده، وإعادة تقويم سياساته محليًا وإقليميًا ودوليًا، وقد أدى
ذلك إلى عدم قدرة معظم العشائر على الاتفاق على مرشح واحد يمثل العشيرة، مما تسبب
بإخفاق الجميع، كما حصل لبعض العشائر البارزة في محافظة الكرك والزرقاء، أمام تقدم
واضح للاتجاه العلمي والفكري المنهجي.
- إخفاق اليسار:
2-
إخفاق معظم مرشحي الاتجاهات اليسارية سواء كانت
عرقية «قومية»، أو ماركسية «شيوعية»، وقد أصيب هؤلاء بإحباط ملحوظ مع
بدء النتائج الأولية بالظهور إذ تبين أن معظمهم قد وقع ضحية الغرور وسوء التقدير،
وعدم فهم الواقع الفعلي للمجتمع الأردني المحافظ فجاءت شعاراتهم باهتة وبعيدة عن
الواقع وكأنها تتحدث في مرحلة الخمسينيات من هذا القرن، وعلى الرغم من أن
المراقبين لم يكونوا يتوقعون لهذه الاتجاهات أن تحدث مفاجأة، إلا أنهم في الوقت
ذاته لم يتصوروا أنها ستسقط هذا السقوط المريع، فقد تراوح عدد المقاعد التي حصلت
عليها هذه الاتجاهات ما بين مقعدين اثنين أو ثلاثة مقاعد، من أصل خمسين مرشحًا
دخلوا الانتخابات، وأدى فشل الأمين العام للحزب الشيوعي الأردني يعقوب
زيادين -الذي دخل الانتخابات بصفته مسيحيًا!!- في الحصول على مقعد نيابي
في إحدى دوائر عمان إلى إحداث انتكاسة كبيرة داخل صفوف التيار الماركسي، ويتوقع أن
يؤدي ذلك إلى تفاقم الخلافات المستعرة بين قيادات الحزب الشيوعي، الذي تعرضت صفوفه
للانقسام، فقد رفض مرشح شيوعي من أعضاء الحزب سحب ترشيحه لصالح الأمين العام، فيما
أخفقت التيارات اليسارية العرقية «القومية» في الاتفاق على مرشحين وسط
من بين صفوفها، التي شهدت انقسامات حادة، ما بين محافظين وراديكاليين، وأدى تشكيل
تكتلات جانبية ضعيفة إلى ضياع أصوات الناخبين وتشتتها.
ولا
يستبعد المراقبون أن تتم الإطاحة بالأمين العام للحزب الشيوعي، إذا ما تم عقد
مؤتمر عام للحزب- حيث يصر السيد زيادين على رفض عقده- بسبب الأداء
الهزيل الذي اتسم به أثناء الانتخابات، وظهوره كقوة غير متماسكة، مما دفع تيارات
يسارية منافسة إلى استغلال ذلك للحط من مكانة الحزب.
ويذكر أن الأمين العام للحزب
الشيوعي، كان قد صرح في أيلول/ سبتمبر الماضي لصحيفة فايننشال تايمز
البريطانية لدى سؤاله عن دوافع دخوله الانتخابات قائلًا: «حتى تمنع الأصوليين
الإسلاميين من الوصول إلى مجلس النواب».
- فشل الوزراء
3- من النتائج المهمة التي
نتجت عن الانتخابات البرلمانية في الأردن ظهور بعض الوجوه الشابة لأول مرة على
حساب شخصيات تقليدية من مسؤولين حكوميين ونواب سابقين. فقد أسفرت تلك النتائج عن
إخفاق ثمانية وزراء سابقين في الحصول على ثقة الناخبين، إضافة إلى ثمانية نواب من
المجلس الماضي، ومجالس سابقة، إلى جانب فشل السيد عاكف الفايز رئيس مجلس النواب
السابق في الحصول على مقعد نيابي، في إحدى دوائر العاصمة ما اعتبر حدثًا هامًا وهو
يوحي بالكثير لدى دوائر المرافقين.
ومن المؤشرات اللافتة للنظر أن أيا
من الشخصيات التقليدية القليلة التي حظيت بمواقع لها، لم يأت نجاحها بارزًا،
باستثناء الدكتور عبدالله النسور وزير التربية السابق، الذي نشبت بينه وبين رئيس
الحكومة الأسبق زيد الرفاعي خلافات حادة وصلت إلى حد إقدام الرفاعي على رفع دعوى
قضائية لدى المحاكم الأردنية ضد الدكتور النسور، بسبب اتهامات قاسية وجهها له،
متهمًا إياه بالفساد واللصوصية، وقد سجلت هذه الاتهامات على شريط فيديو وتناقلتها
الأوساط الشعبية بحماس، مما أدى إلى رفع شعبية الدكتور النسور، في منطقته
الانتخابية في محافظة البلقاء «السلط».
- أرقام مذهلة:
4- المراقبون الأجانب الذين
تابعوا الانتخابات ميدانيًا كانوا ينظرون بذهول إلى النتائج التي يحققها المرشحون
الإسلاميون، ليس بسبب نجاحهم فحسب، بل بسبب نسبة الأصوات المرتفعة التي يحصلون
عليها، قياسًا على بقية المرشحين، وهو أمر له دلالاته البليغة ففي محافظة الزرقاء
مثلًا حصل مرشحا الحركة الإسلامية على نسبة 51٪ من الأصوات، بينما توزع خمسون
مرشحًا آخرین نسبة 49% من مجموع الأصوات.. وفي محافظة أربد حصل مرشحو
الحركة الأربعة على نسبة 87% من أصوات الناخبين، فيها توزعت نسبة 13% فقط
على خمسة وستين مرشحًا آخرين..
وقد دفعت
هذه النسب المرتفعة المراقبين لأخذها بعين الجدية، ومحاولة تعليلها بدقة، ويتفق
معظم هؤلاء على أن عدم اشتراك أي من المرشحين الإسلاميين في فضائح الفساد والرشوة
التي لوثت بعض الأسماء في مراحل سابقة، إلى جانب ما عرف عنهم من جدية وإخلاص وصدق
وأمانة، إضافة إلى الخدمات التي كانوا يقدمونها للمواطنين عبر مؤسسات اجتماعية
وخدمية عديدة. كل ذلك لعب دورًا مهما في حصول هؤلاء على ثقة الجماهير على مدى سنين
طويلة، إذ لا يمكن لمثل هذه الثقة أن تتحقق على مدى أسابيع قليلة من الدعاية
الانتخابية، كما حاول بعض المرشحين أن يفعلوا عبر شعارات براقة، أساءت لما حققه
الأردنيون من إنجازات لا يمكن إغفالها، إذا ما قيست بإمكانات البلد المحدودة.
يضاف إلى
ذلك التنظيم الدقيق الذي ظهرت به المهرجانات الانتخابية للحركة الإسلامية،
والجاذبية التي يتمتع بها مرشحوها، ففي الجمعة التي سبقت موعد الاقتراع، أقامت
الحركة مهرجانًا عرف بمهرجان اليوم الكبير، ضم مئة من المرشحين فقط، في قلب
العاصمة عمان، وقد حضر المهرجان أعداد غفيرة من المواطنين قدر عددهم
بحوالي (٢٥) ألف مواطن، كانوا جميعًا متفاعلين مع الأحاديث التي أدلى
بها المرشحون، وتميز هذا المهرجان بحضور صحفي عربي وأجنبي كبير إذ حضره
حوالي (۲۰) صحفيًا أجنبيًا يمثلون مختلف وسائل الإعلام العالمية،
وحوالي (٢٥) صحفيًا محليًا وعربيًا، إضافة إلى العديد من الكاميرات
التليفزيونية التي قامت بنقل وقائع المهرجان إلى معظم دول العالم.
- مساهمة المرأة المسلمة:
5- تميزت هذه الانتخابات
بمشاركة نسائية فعالة في عملية الاقتراع، وخاصة من قبل النساء الملتزمات، وهو ما
لوحظ في مناطق العاصمة الشعبية والمحافظات، وقد لفت الدور الذي قامت به المرأة في
الانتخابات نظر المراقبين، كونها تشارك لأول مرة، وساهمت المرأة المسلمة مساهمة
كبيرة في إنجاح مرشحي الحركة الإسلامية، وهو ما حظي بتقدير واهتمام بالغين، حيث
شوهدت الفتيات المسلمات وهن يرشدن الناخبات ويسهلن أمورهن على أبواب مراكز
الاقتراع، بينما قامت سيدات أخريات بتمثيل الحركة في مراقبة عملية الاقتراع وفرز
الأصوات، وقد أدى هذا الأداء الإيجابي الواسع للمرأة الصالح الحركة الإسلامية، إلى
ذهول الأصوات الشاذة التي حاولت استغلال موضوع «المرأة» ضد الحركة منذ
بدء عملية الدعاية الانتخابية.
6- بلغ عدد الناخبين
الفعليين (٥٥٥٣٩٧) ناخبًا وناخبة، وهي نسبة تعادل ٦٣٪ من عدد المواطنين
الذين حصلوا على بطاقات انتخابية وعددهم (٨٧٧٤٧٥) مواطنًا، وهذه النسبة
تتراجع إلى ٥٤% إذا ما قيست بأعداد الذين سجلوا أسماءهم للمشاركة في عملية الانتخاب،
والبالغ عددهم مليونًا و(٢٠٤٥٧) وأيضًا تعادل نسبة ٣٩٪ فقط من عدد الذين يحق
لهم الانتخاب، والبالغ عددهم مليونًا و(٤٠٩٥٢٠) مواطنًا، وهذا الرقم يشمل
أفراد القوات المسلحة الذين لا يحق لهم المشاركة بحكم القانون.
وعلى
الرغم من أن الأوساط الرسمية اعتبرت هذه النسبة معقولة ومرضية، إلا أن أوساط
المراقبين اعتبرته أداء ضعيفًا ينسجم مع إحجام المواطنين من أصل فلسطيني عن
المشاركة في العملية الانتخابية، إضافة إلى الدور السلبي الذي لعبته الصحافة في
بعض الأحيان، والتي شنت حملة عشوائية ضد المرشحين، متهمة إياهم بالفوقية
والطوباوية والمزايدة والنفاق والكذب إلى آخر هذه الاتهامات التي لم توفر مرشحًا
معينًا، مما أعطى الناخب تصورًا بأن عدم المشاركة أفضل.
- الفوز يحالف المرشحين
الإسلاميين:
استطاع المرشحون الإسلاميون أن يحظوا
بمعظم المقاعد التي أرادوها في مختلف الدوائر التي قرروا الدخول فيها، وخاصة في
العاصمة والمدن الرئيسة، ففي عمان فازت الحركة الإسلامية في خمس دوائر من أصل ست..
وحصل مرشحوها على المقاعد الأولى في هذه الدوائر، متقدمين بنسبة كبيرة من الأصوات.
ونجحت الحركة في عقد تحالفات ثنائية على مستوى الدوائر والمناطق، وقد لقيت هذه
الخطوة ترحيبًا جماهيريًا واسعًا، وأدت إلى نجاح مرشحي الحركة وحلفائها ومناصريها
من العلماء والشخصيات البارزة، كما حصل في دائرتي عمان الأولى والثانية. ودعمت
الحركة بعض المرشحين المسيحيين الذين خصصت لهم مقاعد بحكم القانون، وقد عرف هؤلاء
بالاعتدال وعدم التعصب.
ويذكر أن الصحفي فخري قعوار الذي
ترشح في الدائرة الثالثة في العاصمة، قد تمكن من إسقاط الأمين العام للحزب الشيوعي
من المنافسة على المقعد المسيحي المخصص لهذه الدائرة، بفضل الدعم الذي لقيه من
الحركة الإسلامية.
وقد أحرز مرشحو الحركة نجاحًا باهرًا
في محافظات أربد والزرقاء والطفيلة ومعان والكرك والبلقاء، والجدول التالي يوضح
أسماء الفائزين من التيار الإسلامي في الانتخابات:
الاسم |
الدائرة |
الأصوات |
الدكتور ماجد محمد خليفة |
عمان (1) |
98087 |
الأستاذ عبد العزيز جبر |
عمان (1) |
1118 |
الدكتور على الحوامدة |
عمان (٢) |
13765 |
الشيخ عبد المنعم أبو زنط |
عمان (٢) |
19343 |
الأستاذ حمزة عباس منصور |
عمان (٤) |
4260 |
الدكتور همام سعيد |
عمان (٥) |
9842 |
الدكتور محمد أبو فارس |
عمان (5) |
8601 |
الأستاذ داود قوجق |
عمان (5) |
8012 |
الهندي أحمد قطيش |
عمان (6) |
6534 |
الأستاذ عبد الحفيظ علاوي |
عمان (6) |
5903 |
الدكتور أحمد الكوفحي |
أربد |
32651 |
الأستاذ كامل العمري |
أربد |
19858 |
الشيخ عبد الرحيم عكور |
أربد |
22920 |
الدكتور يوسف خصاونة |
أربد |
19064 |
الشيخ ذيب أنيس |
الزرقاء |
25517 |
الدكتور محمد أحمد الحاج |
الزرقاء |
18095 |
الدكتور عبد الله العكايلة |
الطفيلة |
4587 |
المهندس فواد مصطفى خلفات |
الطفيلة |
4445 |
الأستاذ أحمد الكفاوين |
الكرك |
13184 |
الأستاذ يوسف العظم |
معان |
5841 |
الدكتور عبد اللطيف عربيات |
البلقاء |
15451 |
الأستاذ إبراهيم المسعود خريسات |
البلقاء |
13071 |
الدكتور على الفقير |
عمان (۱) |
13918 |
الشيخ يعقوب قرشي |
عمان (۲) |
5082 |
المهندس ليث شيلات |
عمان (٣) |
14740 |
الشيخ عاطف البطوشي |
الكرك |
10355 |
الشيخ عبد الباقي جمو |
الزرقاء |
14181 |
الأستاذ زياد أبو محفوظ |
الزرقاء |
15113 |
الشيخ محمد إبراهيم العلاونة |
أربد |
14159 |
- ما بعد الانتخابات!
من المؤكد أن الانتخابات البرلمانية
الأردنية، قد أحدثت وضعًا سياسيًا جديدًا في الأردن، ربما يدفع بالعاهل الأردني
إلى حل مجلس الوزراء، وتشكيل مجلس جديد يعتمد على أشخاص من ذوي السمعة والكفاءة،
وستشكل «الثقة» التي سيمنحها البرلمان لهذه الوزارة، مصدر المهم كبير لاختيار
هؤلاء الوزراء.
ويتوقع المراقبون أن يعاد تكليف رئيس
الوزراء الحالي زيد بن شاكر بتشكيل الوزارة الجديدة، نظرًا لما اتسم به من توازن
خلال الفترة الماضية، وإشرافه على انتخابات حرة نزيهة، وإن كان اسم كل من مضر
بدران وأحمد عبيدات وهما من رؤساء الوزراء السابقين يتردد بقوة داخل بعض الأوساط.
وحول مدى إمكانية دخول جماعة الإخوان
المسلمين والكتلة الكبرى المتجانسة في البرلمان في أي حكومة مرتقبة، اعتبر الملك
حسين أن ذلك أمر مبكر وسابق لأوانه، وإن بدا العاهل الأردني في المؤتمر الصحفي
الذي تلا إعلان النتائج، حريصًا على إشراك الجميع في صياغة نسيج المرحلة المقبلة.
ويرى أحد قادة الحركة الإسلامية أن
الإخوان المسلمين ربما يحبذون في المرحلة الحالية ممارسة دورهم السياسي في
البرلمان ويؤكد أن الأردن بحاجة اليوم إلى حكومة متخصصين، أكثر منها حكومة تمثل
قطاعًا سياسيًا معينًا.
ويظهر زعماء الحركة الإسلامية وعيًا
كبيرًا، وهم يقفون على أعتاب الدخول في مرحلة سياسية هامة، تمثل تحديًا جديدًا
للحركة، بعد أن وضعت الجماهير ثقتها في برنامج الحركة الإسلامية وطروحاتها.
- مشاركة إيجابية:
وقد أكد الأستاذ زياد أبو غنيمة لـ«المجتمع» أن
نواب الإخوان في البرلمان سينتهجون سياسة الانفتاح على الجميع، دون تمييز سواء
كانوا إسلاميين أو غير إسلاميين، وسيتعاونون على إنجاح مسيرة المجلس وسيعملون على
إبطال أي قرار يعود على الأردن والشعب الأردني بالضرر.
ويبدو واضحًا أن الإخوان المسلمين لا
يجيدون استخدام مصطلح «المعارضة» لوصف تحركهم السياسي القادم، ويرون في
دخولهم البرلمان مشاركة إيجابية لخدمة الوطن والشعب، ودعم القضايا المصيرية، ويشكك
قادة الحركة في محاولة الدوائر الغربية إشاعة نوع من عدم الاستقرار السياسي في
الأردن، والقيام بالتحريض على الحركة الإسلامية، وتصويرها بأنها تشكل الخطر الداهم
ضد النظام، والخط الديمقراطي الجديد، ومن المؤكد أن المشاركة الإسلامية الواسعة في
المسار السياسي المستقبلي للأردن سيكون لها آثارها الإيجابية على الصعيدين الداخلي
والخارجي، خاصة وأن الحركة أسهمت في صنع استقرار الأردن السياسي والاجتماعي، على
مدى سنوات طويلة، ورفضت الحركة الدخول في أية صراعات تضر بالبلد باعتباره يمثل خط
المواجهة الرئيس مع العدو الصهيوني.
ومع دخول الحركة الإسلامية إلى سدة
البرلمان الأردني بهذه الصورة الواسعة، فإن الجماهير التي منحتها ثقتها تنتظر منها
الكثير، ولا شك أن الأمر يتطلب وعيًا كبيرًا، وإدراكًا واسعًا للواقع ومتطلباته
المختلفة، بغية إيجاد حالة إيجابية تحقق مزيدًا من الدفع، يعود خيره للوطن
والمواطن.
هذا؛ ويتوقع أن يقوم الملك حسين
بدعوة مجلس النواب للانعقاد خلال أيام قليلة، حيث سيلقي خطابا هامًا يرسم من خلال
سياسة الأردن المستقبلية ونهجه التي سيسير عليه.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
عبدالعالـي حسانـي: «مجتمع السلم» تتبنى مشروع الوحدة بين أبناء الحركة الإسلامية كافة بالجزائر
نشر في العدد 2182
23
الثلاثاء 01-أغسطس-2023

