; مسلمو‭ ‬بوركينا‭ ‬فاسو‭.. ‬أغلبية‭ ‬تعاني‭ ‬الفقر‭ ‬والإهمال.. | مجلة المجتمع

العنوان مسلمو‭ ‬بوركينا‭ ‬فاسو‭.. ‬أغلبية‭ ‬تعاني‭ ‬الفقر‭ ‬والإهمال..

الكاتب د. أشرف عيد

تاريخ النشر الثلاثاء 01-نوفمبر-2022

مشاهدات 16

نشر في العدد 2173

نشر في الصفحة 35

الثلاثاء 01-نوفمبر-2022

 

تقع دولة بوركينا فاسو في وسط غرب أفريقيا، وهي دولة حبيسة ليس لها حدود ساحلية، وتحيط بها النيجر شرقاً، ومالي شمالاً وشرقاً، وغانا وتوجو وبنين وكوت ديفوارساحل العاج) جنوباً، وتبلغ مساحتها 274 ألف كم2، وعدد سكانها 18 مليون نسمة عام 2021م، ودخلها الإسلام منذ القرن الأول الهجري، ونسبة المسلمين بها %70 من السكان؛ أي ما يقرب من 13 مليون مسلم، و%15 مسيحيون، و%15 معتقدات أخرى، ودستورها علماني، والفرنسية اللغة الرسمية.

خضعت بوركينا فاسو للاحتلال الفرنسي عام 1885م الذي بذل جهوداً كبيرة في سبيل التضييق على المسلمين وتشريدهم من بلادهم ومنعهم من حقوقهم حتى نالت استقلالها عام 1960م بعد أن جعلتها فرنسا مرتبطة بها اقتصادياً وسياسياً من خلال منظمة الفرانكفونية.

كانت الكتاتيب في بوركينا فاسو في نهاية القرن الماضي الوسيلة الأولى في التعليم الإسلامي قبل انتشار المدارس، فيتعلم فيها الطالب حفظ القرآن الكريم ومبادئ القراءة والكتابة ثم يتجه إلى دراسة الفقه على المذهب المالكي، ودراسة صحيحي البخاري ومسلم والسيرة النبوية لابن هشام، ويدرس في اللغة العربية «أشعار الشعراء الستة الجاهليين»، و«المقامات الحريرية»، ودواوين بعض الشعراء، و«شرح ابن عقيل» في النحو، وغير ذلك.

وانتشرت حديثاً المدارس الإسلامية في البلاد، ويقدر عددها بأكثر من 500 مدرسة ابتدائية وإعدادية وثانوية، ويتم تدريب المدرسين على طرق التدريس الحديثة، وكان الهدف الرئيس لهذه المدارس هو تدريس المواد الإسلامية واللغة العربية فقط، ثم تطورت لتضم في مناهجها العلوم الإنسانية والطبيعية كالأحياء والرياضيات والجغرافيا والتاريخ؛ حتى يجد طلابها فرصاً للعمل بعد التخرج، وشجع ذلك الكثيرين لمواصلة دراساتهم الجامعية باللغة العربية التي تعد في المرتبة الثانية بعد الفرنسية.

ونظراً لأن غالبية السكان مسلمون، فإن اهتمامهم باللغة العربية والثقافة الإسلامية كبير، وكان لعودة الطلاب المبتعثين لدراسة اللغة العربية والعلوم الشرعية في البلاد العربية الذين تعلموا في السعودية والأزهر بمصر وتونس والجزائر والمغرب أثر كبير في تطوير مناهج التعليم الإسلامي ووضع أسس الدعوة في البلاد.

وتضم بوركينا فاسو أكثر من 22 جمعية إسلامية، منها: الجمعية الإسلامية، وجمعية أهل السُّنة المحمدية، والجمعية التيجانية، ورابطة مثقفي العربية، ومن الهيئات الإسلامية بها: مكتب لجنة مسلمي أفريقيا، مكتب منظمة الدعوة الإسلامية العالمية (السودان)، لجنة الدعوة الإسلامية.

وتتركز الأنشطة الدعوية في بث برنامج عن الإسلام في الإذاعة والتلفاز، وتقوم الجمعيات الإسلامية بدور كبير في تنظيم الدورات التدريبية للدعاة، والخطابة والوعظ والفتوى والتدريس.

من المشكلات التي تواجه التعليم الإسلامي في البلاد قلة المدارس والإنفاق عليها، إضافة إلى أن خريجي هذه المدارس لا يجدون عملاً؛ فالحكومة التي تدعمها فرنسا لا تعترف بشهادات تلك المدارس، بينما تساق المناصب للدارسين باللغة الفرنسية.

ويعاني مسلمو بوركينا فاسو من الفقر والبطالة، والأمراض المتوطنة كالملايا وذبابة «تسي تسي» القاتلة، وازداد النشاط التنصيري الذي أدى إلى تراجع أعداد المسلمين من %90 من السكان إلى %70، ويعانون من الهيمنة العلمانية على مؤسسات الدولة، وضعف الثقافة الإسلامية، فما زالوا يعانون من ضعف الوعي الديني وعدم الإلمام بتعاليم الإسلام، وتدفعهم الظروف القاسية إلى العمل في مصانع المسْكرات وبيوت الدعارة وأندية القمار؛ لتوفير قوت يومهم.>

المصادر

1 - غنمي عمرو سعيد: مشكلة المناهج التعليمية في أفريقيا الغربية الفرنسية، التعليم العربي في بوركينا فاسو، مالي، النيجر نموذجاً، جامعة أفريقيا العالمية، الخرطوم، يناير 2006م.

2 - كبوري عمر: الدعوة وأحوال الدعاة في غرب أفريقيا- بوركينا فاسو نموذجاً، المؤتمر العلمي السادس لطلاب وطالبات المملكة العربية السعودية، 1436هـ/ 2015م.

3 - محمد كواندا: نشأة الكتاتيب في بوركينا فاسو، مجلة روميلي للبحوث الإسلامية، جامعة يلدريم بايزيد، تركيا، العدد 4، أكتوبر 2019م.

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل