; ماذا دار في محادثات سيملا؟ | مجلة المجتمع

العنوان ماذا دار في محادثات سيملا؟

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 11-يوليو-1972

مشاهدات 23

نشر في العدد 108

نشر في الصفحة 26

الثلاثاء 11-يوليو-1972

ماذا دار في محادثات سيملا؟

•  استقبل أعضاء حزب «جاناسنق» المعادي للمسلمين رئيسة وزراء الهند بالأعلام السوداء بعد عودتها من «سيملا» حيث وقعت اتفاقًا للسلام مع الرئيس بوتو اعتبره المتظاهرون تراجعًا خاسرًا لا يليق بمفاوض منتصر.

فماذا دار في سيملا، وماذا كان القوميون الهنود يتوقعون؟

لقد كان الكثيرون -بما فيهم الوفود المتباحثة- يعلقون أملًا باهتًا على تلك المحادثات، ذلك لأن أطماع الهند لا تشبع ولا تنتهي وباكستان لم يعد لديها ما تعطى.

ومع ذلك فقد وصل الطرفان إلى اتفاق «صحيح أنه لم يحسم الأجندة المطروحة» إلا أنه يعتبر هامًا بالنظر إلى المستقبل وإمكانية حسم المسائل المعلقة سلميًا، بغض النظر عن عدالة النتيجة. وفيما يظهر فإن نجاح الاتفاق يعود إلى أن القوى الكبرى تريد إنهاء التوتر في المنطقة عن طريق المساومات السياسية- لذلك فقد طار المندوب الأميركي إلى المنطقة فورا ليفحص النتيجة ويهندس على ضوئها المرحلة القادمة من التفاهم.

أما المحادثات نفسها فقد بدأت بصورة لا تدعو للتفاؤل، ووضح من اللحظة الأولى أن الهند تريد أن تساوم على إطلاق سراح أسرى الحرب الباكستانيين ومسألة سحب جيوشها من الأرض الباكستانية بحل نهائي لقضية كشمير التي تحتلها منذ أواخر الأربعينيات. وقال الجانب الهندي صراحة إنه لن يكون حديث حول إطلاق سراح الأسرى أو سحب الجيوش الهندية ما لم تنس الباكستان قرارات الأمم المتحدة الخاصة بمسألة كشمير وحق تقرير المصير للشعب الكشميري وتنسى خط وقف إطلاق النار بين البلدين في عام (١٩٤٩) م الذي اعترفت به الهند نفسها طيلة السنين الماضية. وتريد الهند أن تجعل من خط وقف إطلاق النار الحالي الذي جاء نتيجة للعدوان الأخير حدودًا نهائية بين البلدين.

وبررت الهند هذه المطالب بأن قضية كشمير كانت ولا تزال هي سبب الحروب بين البلدين وما لم تحل هذه المشكلة فلن يكون هنالك سلام دائم وبالتالي لا جدوى لأي مناقشات قبل حلها.

وأوضح الجانب الباكستاني أنهم جاءوا بقلب مفتوح ونية صادقة لإحلال السلام، وجاءوا في ظروف مؤلمة إذ أن نصف القُطر قد ضاع بسبب العدوان الهندي، وأن أجزاء كبيرة من باقي القُطر لا تزال تحت الاحتلال في كشمير وغرب الباكستان، وأن الجيوش لا تزال تواجه بعضها هناك وأن (٩٠) ألف من أسراهم في قبضة الهند، فكيف يكون حديث عن السلام ما لم يبن الطرفان حسن نية، وحرص بتصحيح هذه الأوضاع «انسحاب الجيوش وإطلاق سراح الأسرى» ونثبت للعالم أجمع أننا فعلًا نريد السلام .أما محاولة استثمار هذه الأوضاع للحصول على مكاسب جديدة فهذا يعني عكس ذلك، ويقفل الطريق نهائيًا في وجه الاتفاق وإحلال السلام. وأوضح الجانب الباكستاني أنه في سبيل إحلال السلام مستعد أن يقبل الخطوات التالية:

1 -استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

2- استئناف التعامل التجاري وفتح طرق المواصلات بين البلدين.

3- الاتفاق على شجب استعمال القوة في حل النزاعات والمشاكل.

4- وبمجرد أن تنسحب الجيوش من جميع المناطق المحتلة والحدود إلى حدود وقف إطلاق النار عام (١٩٤٨) م المعترف بها دوليًا في قرارات الأمم المتحدة فإن باكستان لا تمانع في جعل تلك الحدود حدود أمن وسلام بدلًا عن حدود «وقف إطلاق النار» بحيث تسمح للمواطنين في كشمير علي جانبي تلك الحدود أن يلاقوا بعضهم البعض ويتعاملون بصورة عادية .أما فيما يتعلق بحق تقرير المصير فقد أوضح الجانب الباكستاني أن الباكستان لم تمنحه للشعب الكشميري وليس لها الحق أو لأي طرف آخر أن يأخذه منهم، لأنه حقهم الأزلي وقد منحته لهم الأمم المتحدة واعترفت به شعوب العالم الممثلة فيها. وقد قبل هذا القرار بدون تحفظ من للبانديت نهرو نفسه. من هذا يبدو أن المحادثات قد اصطدمت بعقبة قاسية في بدايتها وأن أزمة ثقة قوية قد هددت بنسف أي أمل معلق عليها. لكن اهتمام العالم الخارجي بالمحادثات فيما يبدو حمل الطرفين على توقيع الاتفاق الأخير لتطويق الفشل الذي أصاب الأجندة الأساسية الأخرى. وربما شهدت الأيام القادمة ثمارًا أخرى لهذا الاتفاق الذي مهد الطريق لخطوات جديدة. 

الرابط المختصر :