العنوان اضطهاد مسلمي تنزانيا وقبل أن تخرب مالطة
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 17-مارس-1970
مشاهدات 758
نشر في العدد 1
نشر في الصفحة 6

الثلاثاء 17-مارس-1970
* اضطهاد المسلمين في تنزانيا
تنزانيا، بلاد تقع في شرق إفريقيا وهي عبارة عن اتحاد يضم تنجانيقا وزنجبار وأكثرية سكانها من المسلمين، ويحكمها جوليوس نيريري، الحاكم المسيحي الكاثوليكي المتعصب، ذو الميول الشيوعية.
وبالرغم من وجود عدد ضئيل من المسلمين في الحكومة، ذرا للرماد في العيون تفيد التقارير الواردة أن الحكومة التنزانية قد بدأت تشن حملة كبت واضطهاد للمسلمين ومؤسساتهم الثقافية. إن من واجب سفراء الدول الإسلامية في تنزانيا أن يهبوا إلى تقديم تقارير لحكوماتهم حتى تبحث هذه المسألة في اجتماع وزراء خارجية الدول الإسلامية المزمع عقده في هذه الأيام.
* الطلاب المسلمون في منطقة جنوب الباسفيك:
يسرنا أن نعلم أن الاتحاد الأسترالي لجمعيات الطلبة المسلمين يخطط الآن لإنشاء اتحاد الجمعيات الطلبة المسلمين في جنوب المحيط الهادي والباسفيك، وقد وجهت دعوة إلى ممثلين من فيجي ونيوزيلندا لحضور مؤتمر للجمعيات الإسلامية في أستراليا.
ويهدف الاتحاد إلى مطالبة الحكومات في البلاد المعنية للسماح للمسلمين بإقامة الصلاة في ميقاتها، وتقديم وجبات طعام إسلامية في الكليات الجامعية وتقديم مساعدة لإنشاء منظمات خيرية إسلامية وتقديم الإسلام لغير المسلمين في البلاد الثلاثة ويخطط الطلاب لإزالة الشبهات العالقة بالإسلام في المنطقة نتيجة الجهل كما قرر تعيين مفتي للمسلمين.
● في المؤتمر الخامس للعلماء المسلمين الذي انعقد في القاهرة اتخذ المؤتمرون قرارات هامة للغاية نالت فيها قضية فلسطين الأهمية الأولى وقد طالب العلماء فيه بإنشاء صندوق الجهاد من أجل المعركة.. وقالوا إن هذه الكارثة لا حل لها سوى الجهاد.. وتقرر تكون منظمات القيادات الثلاث العسكرية والمالية والروحية في كل بلد إسلامي.. ودعا المؤتمر إلى إرسال المتطوعين من الطيارين والفنيين إلى جبهات القتال.. وإلى دعم الجبهتين الشرقية والغربية في مواجهة العدو الإسرائيلي واعترف بالثورة الفلسطينية والعمل الفدائي.
* ازدياد الجرائم في الولايات المتحدة:
ازدادت جرائم العنف في الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة ١٢% في العام الماضي عنها في عام ١٩٦٨. ويقول النائب العام جون ميتشل في بيان له أصدره مؤخرا بأن عدد الجرائم التي ارتكبت بسبب المخدرات زاد بنسبة 73 % منذ عام ١٩٦٠م.
وأضاف قائلا: إن منع المخدرات في الولايات المتحدة يعتبر أحد العوامل الهامة لوقف انتشار الجرائم. كما أن التشكيك في الأديان ومهاجمتها قد غدا من أساليب هذا العصر.
* المسلمون في مالابار - جنوب الهند:
يعيش في جنوب الهند عدد كبير من المسلمين وهم يتمتعون بعزة وشوكة ومنعة؛ فلا يجرؤ أحد على المساس بهم رغم إظهاره للشعائر الإسلامية، ولهم مؤسساتهم التعليمية وهم في هذا يختلفون عن حال بقية المسلمين في شبه القارة الهندية حيث يتعرضون للاضطهاد والتنكيل تحت سمع الحكومة المحلية والمركزية وبصرها. وليست اضطرابات ومذابح أحمد أباد عنا ببعيد.
· باكستان على مفترق الطرق:
تعيش باكستان الشقيقة مرحلة حرجة من تاريخها فقد سمحت الحكومة الحالية بإجراء انتخابات عامة في شهر يوليو القادم، وانطلقت الأحزاب السياسية في شن حملات دعاية لبرامجها المختلفة.
ومن أهم المشكلات التي تأخذ مكان الصدارة في هذه البرامج المشكلة الاقتصادية، والمحافظة على وحدة جناحي باكستان، والجدير بالذكر أن الاتجاهات اليسارية والاشتراكية والشيوعية ترتكب أعمال عنف شديدة لمقاومة الحياة الديمقراطية الموشكة؛ فقد اكتشفت أنها هي الخاسرة في هذه المعركة، وفي طليعة الأحزاب المكتسحة في مضمار التأبيد الشعبي الجماعة الإسلامية بقيادة الأستاذ أبو الأعلى المودودي.
والسؤال هو: هل ستتاح لباكستان فرصة إقامة حياة برلمانية حرة؟
قبل أن تخرب مالطة
مذكرة قدمتها العراق للجامعة العربية عن الوضع في جزيرة مالطة وخطر الزحف الإسرائيلي على الجزيرة، ومن أهم ما جاء بها أن مالطة بوضعها الاستراتيجي تمثل خطرا على العرب بصفة عامة وعرب شمال أفريقيا بصفة خاصة وهذا ما حفز اليهود للاهتمام بالجزيرة الصغيرة والتي لا يزيد سكانها عن ٤٠٠ ألف شخص فحشدت لها كفاءات دبلوماسية ودفعت إليها برؤوس أموال لاستغلال مواردها الطبيعية البسيطة والاستفادة من حركة السياح وهي تمثل أكبر مصدر دخل للجزيرة.
وقبل أن «تخرب مالطة» نرجو أن تتحرك الدبلوماسية العربية، وأجهزتها المختلفة حتى لا نمكن "إسرائيل" من إقامة ثكنة عسكرية في الجزيرة الصغيرة.
دراسَة موضوعية عن القضيّة الكرديّة
بدايَة المشكلة
انتهت مرحلة مريرة من الصراع الدامي بين الأكراد والعرب في العراق وذلك بسبب شعور الأكراد الملح بأنهم قومية كردية مستقلة عن قومية أخرى ولم ينشأ عندهم هذا الشعور إلا في أوائل هذا القرن حين سيطرت على الدول الروح القومية بينما كان الأكراد إخوة للعرب تحت شعار ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ (الحجرات:10)
و «لا فرق لعربي على عجمي إلا بالتقوى».
وهذه نبذة عن بلاد كردستان التي يعيش فيها الأكراد وعن نشأة المشكلة الكردية في العراق.
أصل الأكراد
اختلف الباحثون في أصل الأكراد فالمؤرخون من العرب يجعلونهم من أصل عربي كما قال شاعرهم:
لعمرك ما الأكراد أبناء فارس ويقولون: أن الأكراد ما هم إلا عرب في الأصل انفصلوا عنهم مع الغساسنة في حادثة انهيار سد مأرب، واعتصموا بالجبال والوهاد حيث اختلطوا ببعض الأعاجم فنسوا لغتهم.
أما المؤرخون من الكرد فيدعون أنهم من العنصر الثوراني وأما من العنصر الآري. وأما لجنة الاستفتاء الأممية فتقول إن البحث في منشأ الأكراد لا يزال غامضا، وأن الآراء لا تزال متضاربة في أصلهم ومنشأ لغتهم، وهي تظن أنهم يمتُّون إلى عنصر أجنبي، فيما مضى وقد تغلبت عليهم الآريا بعد أن استولى الماذيون والفرس على بلادهم.
أكراد العراق:
يقطن کرد العراق مدنا وقرى تبتدئ من الحدود الإيرانية العراقية على خط مستقيم يمتد من جبل حمرين حتى جبل سنجار، حيث يتصل بالحدود العراقية التركية السورية ويؤلفون فيه أهم أقلية قومية، وهم في الأصل أربعة أقسام:
الكرمانج، والكورانج، ولكلهور، واللور، وقد صانهم احتفاظهم بمعاقلهم الجبلية من غزوات العالم الخارجي، ومن مؤثراته، فكان ذلك من الأسباب التي جعلت لهم مزايا، خاصة أنهم أقوياء ذوو بأس شديد، يتعصبون لأصلهم تعصبا شديدا، وينقادون لرؤسائهم ومشايخهم انقيادا تاما، ويتمسكون بأهداب الدين الحنيف تمسكا قويا.
أكبر أقلية عنصرية في العراق يبلغ عدد أكراد العراق مليون و100 ألف من مجموع السكان ويقطنون عموما شمال العراق يتركزون في لواء السليمانية وينتشرون في أربيل وكركوك وشمال الموصل.
وهم مسلمون سنيون وأكثرهم أميون فقراء.. ويتمتع الشيوخ والعلماء ومشايخ الطرق الصوفية بسلطات واسعة هناك..
دسائس الإنجليز
وقد بدأ الإنجليز، محاولتهم للتفرقة بين الأكراد والعرب في العراق منذ بدء حكمهم هناك، وكانت أول محاولة في هذا السبيل، هي حرمان الأكراد من الاشتراك في الاستفتاء الذي نظمه الإنجليز، لتولية الملك فيصل الأول عرش العراق..
وقال الإنجليز في تبرير ذلك، إن الأكراد في سبيل إنشاء دولة كردية مستقلة..
وفي سنة 1918 أقام الإنجليز حكومة كردية في السليمانية وكان على رأسها ضابط إنجليزي، جمع حوله طائفة من الأكراد ثم تولى رئاستها أحد مشايخ الطرق الصوفية اسمه الشيخ محمود ...
وبعد ذلك نجحت حكومة بغداد في إقناع الإنجليز بضرورة تصفية الدولة الكردية، وتم لها ذلك، واعتقل الشيخ محمود ...
وبعد ذلك اشتركت السليمانية في انتخابات الجمعية التأسيسية سنة 1924 ومن ذلك التاريخ لم تخل وزارة عراقية من وزيرين كرديين على الأقل.
ثم بدأت الاضطرابات في المنطقة الكردية مرة أخرى سنة 1942.
ثورة البرزاني:
نظم الملا محمود البرزاني والملا مصطفى البرزاني ثورة على حكومة بغداد، ولكن القوات العراقية نجحت في القضاء على الثورة ونفى زعماؤها إلى إيران.
وبعد فترة ترك الملا مصطفى البرفاني وأتباعه إيران ولجأوا إلى الاتحاد السوفيتي وظل هناك حتى سبتمبر 1958.. وكان الملا مصطفى قد أصبح يتمتع بمكانة مرموقة في الاتحاد السوفيتي وأنعم عليه برتبة جنرال، وكان يطلق على أتباعه «جيش كردستان».. وكان الملا مصطفى يعامل على أنه «حاكم كردستان».
عبد الكريم قاسم والأكراد:
وعفا عبد الكريم قاسم عن الملا مصطفى البرزاني واستقبله استقبالا حافلا وشعبيا ورسميا، وأسكنه قصرا لنوري السعيد ثم عاد فانقلب عليه وعاد البرزاني فأشعل الثورة ضده، وهكذا ظلت ثورة الأكراد بين الاشتعال والهدوء على مدى الحكومات المتعاقبة.
التوصل إلى حل:
وأخيرا وبعد أن رأى حكام العراق بأنه لا بد من الاعتراف بالقومية الكردية وباللغة الكردية والكيان الكردي ما دام التنادي بالقوميات هو الأساس التي تبنى عليه فلسفة التجمعات الدولية.. وأخيرا أجيبت مطالب الأكراد وأعطي لهم حكم ذاتي لا مركزي واعتبرت لغتهم لغة رسمية في بلادهم وثانوية في بقية بلاد العراق، وكان البيان الذي أعلنته حكومة العراق. واستقبله زعماء الأكراد بالارتياح واعتبروا مشكلتهم قد حلت وألقت حكومة العراق عن كاهلها مشكلة ممضه رأوا بالانتهاء منها فرصة للتفرغ لأعداء البلاد الحقيقيين، وهذه أهم البنود التي تم الاتفاق عليها بين حكومة العراق وممثلي الأكراد:
1- الاعتراف بالوجود الشرعي للقومية الكردية.
2- إنشاء جامعة كردية في السليمانية وإنشاء مجمع علمي كردي وإقرار جميع الحقوق الثقافية واللغوية للقومية الكردية.
3- اعتبار عيد النيروز الكردي عيدا وطنيا في الجمهورية العراقية.
4- إقرار اللامركزية في الإدارة المحلية واستحداث محافظة للأكراد.
5- تكون اللغة الكردية لغة رسمية مع اللغة العربية في المناطق التي غالبية سكانها أكراد وتكون اللغة الكردية لغة التعليم في هذه المناطق، وتدرس اللغة العربية في المدارس التي تدرس باللغة الكردية. كما تدرس اللغة الكردية في بقية أنحاء العراق كلغة ثانية في حدود القانون.
6- مشاركة الأكراد في الحكم وحقهم في تقلد الوظائف العامة بما فيها الوزارات وقيادات الجيش مع مراعاة الكفاءة ونسبة السكان.
هذا وقد عدل الدستور المؤقت بحيث يكون أحد نواب رئيس الجمهورية كرديا.
والسؤال القائم الآن هل يمكن أن يكون هذا الحل نهاية للمشكلة الكردية؟؟
الجواب.. أن أي تجمع لا يكون على غير أساس من العقيدة الأصيلة، سوف تثبت الأيام عدم قدرته على الثبات والبقاء.. ونحن سنظل نطالب بأن تكون قاعدة تجمعنا الإسلام، والإسلام وحده هو الكفيل بصهر القوميات والعصبيات ورفع راية الفكر الحر الأمين على مصالح الإنسانية.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكلامنعوا المساعدات العربية عن سَفاح المسلمين.. اضطهاد المسلمين في زنجبار المسلمة
نشر في العدد 248
18
الثلاثاء 06-مايو-1975

نافذة على مسلمي أفريقيا: مسلمو تنزانيا.. أغلبية مهمَّشة تسعى لنيل حقوقها
نشر في العدد 2151
19
الجمعة 01-يناير-2021

