; هذه المظاهرات إلى متى؟ | مجلة المجتمع

العنوان هذه المظاهرات إلى متى؟

الكاتب حمود حطاب

تاريخ النشر الثلاثاء 04-نوفمبر-1975

مشاهدات 56

نشر في العدد 273

نشر في الصفحة 48

الثلاثاء 04-نوفمبر-1975

هذه المظاهرات إلى متى؟

يوم من أيام الله في الكويت هو يوم الأحد ليس فيه جديد ولا غريب باعتبار التسمية، اللهم إلا اتخاذ النصارى له يومًا للعبادة. في هذا اليوم تشاهد في بعض مناطق الكويت- خاصة في شارع فهد السالم وخلف بناية المالية- جموعًا محتشدة لا هدف لها.. مسيحيات وقد ظهرن بأبهى زينة ينتظرن حلول موعد الصلاة في الكنيسة، والذي شغل بالي ولفت نظري ليس هو هذا التجمع في حد ذاته، وإنما ما ينطوي خلف هذا التجمع الخطير وهو: بأمرٍ مِنْ مَن التفّت هذه الجموع؟ 

لا يخفى على القراء الهدف الأساسي من وراء إبراز هذه الجموع في الشوارع الحساسة الهامة في الكويت، وهو أن «انتبهوا يا مسلمي الكويت إننا كثرة في بلادكم ما جئنا لمجرد الخدمة في المنازل إنما نحن أصحاب مبدأ وفكرة وإن لنا حقوقًا في هذه الأرض».

والشيء العجيب في هذا الأمر أن سلطات الدولة لا تمنع مثل هذه التحديات، التي أوجدت الألم والحسرة في نفوس المؤمنين من الشعب المسلم، والتي باتت تتضايق مما تراه من أساليب التحدي النصراني في بلادنا.

بلاد الغرب تباع فيها الكنائس وأرض الكويت تصبح مسرحًا ل التحدي النصراني الضال. قال لي الشيخ حسين الحبشي رئيس المجلس الأعلى للدعوة الإسلامية في إندونيسيا إن أحد الباكستانيين الثقات حدثه عن اثنين من الباكستانيين قاما بشراء كنيسة في مانشستر وحولاها إلى مسجد للمسلمين، وكذلك حدثه عن رغبتهما في شراء كنيسة أخرى في فرنسا لنفس الغرض. 

علامَ تدل هذه الظاهرة؟ ظاهرة بيع المعابد والكنائس؟ إنها لا تدل إلا على إفلاس الدعوة النصرانية بين أهلها القدماء.

وتدل كذلك على يأس المبشرين هناك من إقناع العقل الغربي بصلاحية التعاليم المسيحية المغلوطة، ولكن ما ذنب بلاد رسول الله-صلى الله عليه وسلم- بلاد المصحف الشريف؟

ما ذنب العرب وقد نزل عليهم القرآن الكريم لينصرفوا عنه إلى تعاليم لا توافق العقل والقلب؟ تعاليم تدعي أن الثلاثة تكون واحدًا وأن الواحد في ثلاثة؟!

ثم ما ذنب الكويت البلد المسلم لكي تلقي عليه الصليبية ثقلها؟

إن أجراس الخطر باتت تنذر بتفكك اجتماعي خطير وأزمة عقائدية لا يوجد لها تعريف في القواميس.

إن دخول أبناء المسلمين في صفوف النصارى بسبب التبشير لَيُلقي التبعات على أصحاب المراكز الإدارية والتوجيهية في البلاد، وإن الإسلام ليستصرخ أهله أن هبوا يا مسلمون للعمل لدينكم فالحق أحق أن ينشر ويدعى إليه. 

وإن مهمتكم يا أبناء الإسلام بين الأمم ذات طبيعة مختلفة عن بقية الأمم فأنتم أمة رسالة وأهل دعوة، وقد أكمل الله لكم دينه العزيز مصداقًا لقوله تعالى:

﴿الْيَوْمَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِيْنَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيْتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيْنًا﴾. (المائدة: 3). 

فعلى هذا سنحاسب ولمثل يوم الحساب فلنستعد.

نسأل الله أن يوفق المسؤولين للتبصر بشؤون دينهم ودعوتهم، وأن يلهمهم الوعي والإدراك لأخطار التبشير. 

فأوقفوا المظاهرات وارفعوا راية التوحيد وعَلَم لا إله إلا الله والله الموفق.

 

الرابط المختصر :