العنوان الأصفهاني وكتابه
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 07-أكتوبر-1980
مشاهدات 12
نشر في العدد 500
نشر في الصفحة 39
الثلاثاء 07-أكتوبر-1980
في القضية الأدبية المطروحة للمناقشة في المنتدى الثقافي بالعدد رقم ٤٩٨ تاريخ ۲۳ سبتمبر ۱۹۸۰م: أقول إن كتاب الأغاني قد صنفه أبو الفرج الأصفهاني لإرضاء نديمه الأمير الماجن الوزير المهلبي. وكان الأصفهاني من محبي المجون والمزاح المتهتك. ولذا. فليس غريبًا أن «يصطنع» الأخبار ويلفقها دون تمحيص في سبيل إرضاء أميره المذكور.. وتلمس ذلك في التلفيقات والافتراءات الكثيرة التي أوردها على الخليفة العظيم هارون الرشيد.
صحيح، كان هنالك بعض ملوك المسلمين اللاهين عن شعوبهم وأعدائهم، والذين ارتكبوا مخالفات شرعية كبيرة، بل كانوا «مجرمين» بحق شعوبهم وأنفسهم.. ولكن.. إلى جانب هؤلاء فقد كان هنالك خلفاء وملوك التزموا الطريق السوي، ونهج الله القويم كالخليفة العادل العابد المجاهد هارون الرشيد..
وإليكم إجابتي «شعرًا» فيما يخص هذا الخليفة الذي ظلمه الأصفهاني بكتابه الأغاني:
بتتابع الأحقاب والعصور
ظلموك يا هارون في الكثير
فتقولوا: هارون ذو طرب
وخليل كل معاقر سكير(1)
ونديمه النواس أقرب من
متفقه في الدين.. نحرير(2)
لكنما التاريخ كذبهم:
أرشدته للحق والنور
ناشدته بالكف عن عبث
في شعره المحشو بالفجور
وتقولوا: أيامه فتن
وحياته للغيد والخمور(3)
إن ضاق فالقيان صحبته
يمنحنه ما شاء من سرور
أحقادهم قد صاغها- بطرًا-
«بكتابه» ذي الإثم والزور(4)
.. متهتك أهداه مفتخرًا
لنديمه الشيطان: للأمير
من يعشق الفجور أو يغني
أنى له إعاثة «الثغور» (5)
إن ضقت فالزهاد قد نصحوا
ورحت في بكائك المرير(6)
وخاشعًا لله إذ تصلي
وقائمًا في الحالك الديجور(7)
وغازيًا لله طول عام
لا تعبا المخبوء من «مصير» (۸)
وماشيًا تحج بعد عام
ما ضر لو «عثرت» في المسير( ٩)
تخاطب السحاب وهي تعلو
تغذ دون غيثها المطيري(10)
أن تمطري في أرضي أو تسيري
«لدولتي» الخراج لا «لغيري»
وردك المشحون سخرية
للأحمق المملوء بالغرور(11)
من حامل الإسلام خادمه
للكلب.. للمسعور «نقفور»
قرأت ذا الكتاب يابن كفر
جوابه تلقاه في مسيري!
معاني بعض الأبيات
(۱) و (۲) النواس: هو أبو نواس الشاعر الماجن، عاش زمن الرشيد. وقد أجمعت كتب التاريخ المعتمدة أن الرشيد لم يقابل هذا الشاعر سوى مرة أو مرتين أنذره فيها بالكف عن شعر المجون ولم يكن أبو نواس مقربًا من الخليفة بله «نديمًا» له، وما كان باب الرشيد مفتوحًا أمام الماجنين كما صوره كتاب الأغاني..
(۳) تقولوا على الرشيد بأنه كان مثالًا للرجل الذي لا يعنيه سوى النساء والخمرة، وإنه إذا أحس بضيق كان يأمر بالجواري والقيان لمجلسه.
(4) كتابه: كتاب الأغاني.
(5) أني للرجل الغارق في الإثم أن يحافظ على كيان دولة كبيرة قاهرة روما؟!
(6) والحقيقة، أنك كنت إذا أحسست بضيق أمرت أن يأتوك بواعظ زاهد فيعظك ويبكيك بكاء مرًا
(۷) كنت تقوم الليل وتصلي من مائة إلى أربعمائة ركعة.. كما ورد في الروايات.
(۸) و (۹) كنت تغزو عامًا وتحج عامًا، وأنت الذي حججت ماشيًا حافيًا..
(۱۰) أو ما خاطبت السحابة العابرة في سماء دولتك أينما تمطري فسيأتيني خراجك؟!
(۱۱) أو ما استعرت مراجل الغضب في نفسك وكتبت إلى «نقفور» إمبراطور الروم جوابك المشهور: «من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم، قد قرأت كتابك يابن الكافرة، والجواب ما تراه دون أن تسمعه». وكان نقفور قد نقض المعاهدة مع الدولة الإسلامية؟
للأستاذ: أحمد حسن القضاة/ الرياض
- كتاب الأغاني
- أبو الفرج الأصفهاني
- هارون الرشيد
- المجون
- التاريخ الإسلامي
- الشعر
- الخلفاء المسلمين
- النقد الأدبي
- الأدب العربي
- الإسلام
- الدولة الإسلامية
- نقفور
- الخلفاء والملوك
- الفجور
- التاريخ
- الشعراء العرب
الشعر الحديث- قبس
إن الشعر يصبح بضاعة جد رخيصة إذا كان وسيلة للهو، إن وظيفة الشاعر- في رأيي- هي تربية الجمهور. وكل شاعرلا يثير في الجمهور معنى يدفعهم إلى النهوض والتقدم ولا يحرك فيهم غير مشاعر الإعجاب والسطحية العابثة لهو شاعر سلبي ذو شعر سطحي لا يتجاوز الآذان!!
على شواخ إسحق.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل