العنوان إلى الأمهات المسلمات
الكاتب الأستاذ محمد صيام
تاريخ النشر الثلاثاء 24-مارس-1970
مشاهدات 13
نشر في العدد 2
نشر في الصفحة 25

الثلاثاء 24-مارس-1970
ربي وليدك وفق الدين ربيه فالدين من سفه الإلحاد يحميه
یا أخت أنت رعاك الله عدتنا لخلق جيل قوي غير مشبوه
فلقني طفلك الإسلام فهوله كالمنهل العذب ما ينفك يرويه
وابعديه عن الشيطان يفتنه بجنده الكثر في الدنيا ويغويه
وجنبيه ألاعيب الأولى انحرفوا إن انحراف الفتى لا شك يرديه
وسلحيه بما في الدين من أدب ومن محجته البيضاء فاسقيه
وعلميه التقى إن التقى سند يقيه من كل أمر سوف يؤذيه
ونشئيه على هدي الكتاب ومن آياته الغر يا أختاه غذيه
وزوديه بأخلاق محصنة من الضلالة والإفساد تنجيه
أخلاق أجداده الغر الذين مضوا كالأنجم الزهر في ليل من التيه
من كل ضرغامة ذكراه عاطرة ما كان غير رضا الرحمن يرضيه
ولى وغاب عن الدنيا بطلعته لكن أعماله الغراء تحييه
كمثل سعد وکسرى يستهين به وجيش رستم طوفان يلاقيه
فيزار البطل المغوار وهو على اقوى اليقين بأن النصر آتية
وعدا من الله خص المؤمنين به وكل وعد على الرحمن يوفيه
فما لكسرى غداة القادسية لا يلقي من القوم أنسانا يواسيه
وما لحظ مليك الفرس فارقه وكان قبل بلا جهد يواتيه
وما لأجناده خارت عزائمهم وما لإيوانه ما عاد يؤديه
ومن لرستم والفرسان تخذله والطعن كالغيث يأتيهم ويأتيه
أكل ذلك من سعد ومن معه؟ يا رحمة الله غشيهم وغشيه
وابن الوليد وما في الأرض من نغم كمثل قعقعة الأرماح يشجيه
يمضي ونشر الهدى دين يدين به ونصرة الحق من أغلى أمانيه
يطوي الصحارى بفتيان ذوي جلد من غير هاد بذاك القفر يهديه
فمن يجير هرقل الروم من محن ستدلهم عليه ثم تطويه
وأين منه عصابات قضت زمنا بالنفس والمال حين البأس تفديه
لقد طوتها رماح الصيد مشرعة لنصرة الحق ما تنفك تعليه
نفسي فدا بطل اليرموك ما ذكر الجهاد في الله في أبهى معانيه
وألف مرحى لمن كانوا برفقته والله يجزيهمو عنا ويجزيه
ولست انس صلاح الدين وهو على مشارف المسجد الأقصى يناجيه
جئنا إليك فصبرا أن أمتنا رأت لعمرك رأيا سوف تمضيه
جئنا إليك نرد الغاصبين وما قد هدموا منك بالأرواح نبنيه
وشعبنا في سبيل الله قد غضبت منه الحواضر واهتزت بواديه
والشرق ثار فلا عرب ولا عجم بل مسلم واضح من غير تمويه
فازينت أرضنا من بعد غمتها وهلل المسجد الأقصى ومن فيه
هذي نماذج قد جاد الزمان بها فلألأت كالثريا في دياجيه
واليوم ينتهز الأعداء غيبتها عن شرقنا ليعيشوا في نواحيه
وصوب الغرب نحو الشرق أسهمه وراقه منظر الأرماح تغريه
كاللص يقتحم الأسوار ثم ترى إن النجاة بالاستمرار تغريه
وفاته إن للأيام دورتها وقد تفاجئه من غير تنبيه
أيحسب الغرب أن الشرق يتركه يمتص خيراته والفقر يشقيه
أم أن حسن جوار الغرب يجعله من حبه الشرق بالآفات يرميه
والمسلمون أليس المغرب يذكرهم أم أن أحقاده العمياء تنسيه
هم الذين على أيديهمو كثرت فيه الجراحات وازدادت مآسيه
وذكرهم طبق الآفاق مذ وجدوا والدهر لا زال بالإعجاب يرويه
والغرب يعرف من حطين صولتهم وإن تبجح فالتاريخ يخزيه
فما لهذا الزمان اختص أمتنا بالحادثات وغطتها بلاويه
وما لها ما رأت من قبله زمنا نكراء أيامه سودا لياليه
أمن قليل عتاد، أم ترى سببا غير العتاد نعاني من تفشيه
ماذا يفيد عتاد الأرض بين يدي شعب تنكر مختارا لماضيه
وكل فرد من الأفراد واأسفا عليه دور ولكن لا يؤديه
والناس أخلاقهم أمست مزعزعة والعالم اليوم في خطب سيفنيه
أما الفساد الذي قد بات منتشرا في هذه الأرض والشيطان ينميه
فسوف يلتهم الدنيا بأجمعها وسوف يغرقها في قعر واديه
يا أيها الناس فلتنجوا بأنفسكم ولا تكونوا كمن ضلت مساعيه
عودوا إلى الله ينقذكم برحمته من الشقاء الذي بتنا نعانيه
ولتستقوا من كتاب الله منهجكم فليس في الأرض منهاج يدانيه
ولتدركوا هذه الدنيا بدعوتكم حتى تطبوا لها جرحا تقاسيه
فقد تردت وهدى الله ينقذها وجرحها غائر والدين يشفيه.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل

