العنوان حوار المجتمع: مع فضيلة الشيخ/ عبد السميع الأندلسي.. الإسلام يعود إلى الأندلس من جديد
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 21-ديسمبر-1982
مشاهدات 42
نشر في العدد 600
نشر في الصفحة 19
الثلاثاء 21-ديسمبر-1982
زار الكويت أحد أشقائنا المسلمين من الأندلس «إسبانيا»، وقد انتهزت المجتمع، هذه الفرصة لتقديمه للقراء، للتعرف من خلاله، على هموم الإسلام في تلك البلاد التي بعد مجرد ذكرها إثارة لشجون متجددة.
وفيما يلي حوار المجتمع مع هذا الشقيق.
المجتمع: أهلًا بأخينا الفاضل في ربعه ودياره. هل لنا أن نتعرف على شخصكم؟
الشيخ عبد السميع: نعم: أخوكم عبد السميع محي الدين الأندلسي من منطقة ملقا بتلك الديار.
المجتمع: بودنا تعريف قرائنا بأحوال المسلمين هناك وأيضًا الجمعية التي تمثلونها؟
الشيخ عبد السميع: نحن جمعية ولدت حديثًا لا يتجاوز عمرها السبعة أشهر! وأود أن أنبه إلى أنني لا أتحدث عن إسلام قائم موطد الأركان، وإنما أحدثكم عن إسلام في أطواره الأولى هناك! يحاول شق طريقه، مع المصاعب الجمة.
وجمعيتنا بـ «ملقا» نواة لهذا المجتمع الإسلامي الوليد، والحق أننا جماعة صغيرة، لا نملك شيئًا، غير إيماننا، ولهذا السبب قدمت لدياركم!!
المجتمع: أخانا: كيف تمارسون شعائركم في ظلال المجتمع الإسباني؟
الشيخ عبد السميع: بحمد الله، لم تعد هناك صعوبة تواجهنا في هذا الجانب، فحرية العبادة مكفولة بنص الدستور الإسباني فنحن أحرار في ممارسة شعائرنا الآن.
المجتمع: هل هناك أي صعوبات تواجهكم؟
الشيخ عبد السميع: في البداية، نحن لا نملك نقطة تجمع حتى الآن، فلا مسجد ولا مركز ولا نادي وهذه أكبر صعوبة تواجهنا الآن.
المجتمع: لعل هذه الزيارة مرتبطة بهذا الامر؟
الشيخ عبد السميع: نعم، فالحق أنني قدمت من أجل إطلاع إخواني المسلمين على أحوال إخوتهم هناك، وكما سلف القول، نحن نؤسس مجتمعًا إسلاميًا من جديد، وتعوزنا الإمكانيات، وقد وفقت في مقابلة عدد من المسلمين الصالحين في هذه البلاد، وساهموا معنا من أجل نصرتنا، ولعل الله يجري الخير على أيدي إخوة الإسلام جميعًا من أجل تعضيد الإسلام الناشئ هناك في بلاد كانت ديارًا للإسلام!
المجتمع: حبذا لو عرفتنا بعدد المسلمين هناك؟
الشيخ عبد السميع: في «ملقا» على وجه الخصوص، لا يتجاوز عدد المسلمين خمس من المئات، أما في إسبانيا عمومًا فلا يحضرني العدد تمامًا.
المجتمع: وماذا عن جمعيتكم هذه، وكم عدد أعضائها؟
الشيخ عبد السميع: حسنًا: لا أظن أن المسألة مسألة عدد! وأحسب أن مجرد عودة الإسلام للأندلس، شيء يستحق الاحتفاء والتشجيع، ونحن الآن في طور تأسيس كما سبق القول وبالطبع لسنا في قطر إسلامي كبلادكم، كما وليس من العملي إطلاقًا أن نتحدث عن العدد والكم في هذا الوقت المبكر جدًا، ونحن إنما يتصل همنا برعاية الموجود الآن من المسلمين، فالقضية بالنسبة إلينا قضية نوع بغض النظر عن العدد، ولعلي عكست السؤال عن عدد المسلمين ها هنا ونسبة الملتزمين منهم بالإسلام حقيقة...!!؟ قصدت القول العدد المتوفر لدينا على قلته حريص على تطبيق إسلامه كما يعتقده. وأظن أن هذا الأمر يستحق الاهتمام.
المجتمع: ولكنك ذكرت قبل قليل، أن الدستور يتيح لكم حرية العبادة؟
الشيخ عبد السميع: لا تلازم بين الأمرين، الدستور يتيح لنا الحرية في العبادة، ولكنه لا يعيننا عليها، وأنتم أدرى بطبيعة الكفر والكفار.
المجتمع: إذن فهل تتلقون مساهمة من المسلمين الإسبان؟
الشيخ عبد السميع: من المسلمين الإسبان؟! نحن المسلمين الإسبان!!
المجتمع: والآن ما هي أكبر الصعوبات التي تواجهكم في «ملقا»؟
الشيخ عبد السميع: عديد من الصعوبات، ويمكن تصنيفها إلى نوعين: صعوبات مادية تحول بيننا وبين إنجاز ما نريد من إيجاد مسجد ومركز وما إليه. والنوع الثاني يمكن أن نسميه صعوبات روحية أو معنوية، وهي متصلة بالأولى. فالمسلمون هناك، وسط رياح هوجاء، وقد يتساقط البعض من خلالها، ونتد ارس ديننا، ونسأل الله أن ييسر لنا ذلك!
المجتمع: هل من كلمة أخيرة؟
الشيخ عند السميع: أمر الإسلام مهم في كل مكان ولكن في الأندلس لا بد من اعتبار خاص لأمر عودة الإسلام، بحكم الملابسات والظروف التاريخية، المعلومة لأمة الإسلام عمومًا، ويكفي أن نقول أنه كانت هناك دولة إسلامية، استؤصلت من الوجود استئصالًا.
فلا بد من رعاية عودته هذه الآن، وإن كانت صغيرة في حجمها إلا أنها مؤذنه بخير كثير إن شاء الله، ونسأل الله السداد.