; صحافة - العدد 12 | مجلة المجتمع

العنوان صحافة - العدد 12

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 02-يونيو-1970

مشاهدات 11

نشر في العدد 12

نشر في الصفحة 18

الثلاثاء 02-يونيو-1970

رسالة البحرين

المؤامرة الثقافية في الخليج

هل تقابل بتخطيط الجهود الإسلامية؟

حمّى بناء الفنادق والمراقص والمجلات العارية «ونادي الروتاري»

     بقَـلم: مصعَب الأميري

حتى لا تموت الغضبة

في إحدى الصحف البحرانية نشر أحد محرريها مقالا تحت عنوان «سنة الحياة وفلسفة الأنبياء» سخر فيه من قانون الحياة والموت وجدف على الذات الإلهية في أكثر من موضع، ورغم أنها لم تكن المرة الأولى التي يكتب هذا المحرر نفسه مثل هذا الكلام ولم تكن المرة الأولى التي ينشر في البحرين مثل هذا الكلام، إلا أن الضجة التي ثارت في البلد كانت الأولى من نوعها وكان بيان «الشباب المسلم في البحرين» الذي وزع على نطاق واسع شمل حاكم البحرين ورئيس مجلس الدولة ورؤساء الدوائر والقضاة والمؤسسات الثقافية التعبير الحي عن الغضبة والاستنكار. والحق أنه ما كان لهذا المقال من أثر أو صدى وما كان له- لو ترك- إلا أن يجف من تلقاء نفسه ويسقط ولكن أما وقد حدث فلنقف أمام دلالات الغضبة التي ثارت وقفة متملية متفحصة.

الأسس النفسية لشعب البحرين

·       لقد دلت هذه الغضبة أولا على الأسس النفسية التي تبني شعب البحرين -وسائر شعوب الخليج- فمهما علا الزبد ومهما غطى على أصالة المنطقة فهذه الأسس النفسية تظل ثابتة كامنة في الأعماق، ولقد دلت ثانيًا على أن في البحرين روحًا إسلاميًا لا يزال في تيقظ وحيوية برغم النجاسات الفكرية والأخلاقية التي تلوثت بها الجزيرة الطيبة على أيدي المتغربين العملاء.

تخطيط النشاط المعادي للإسلام

·       يقول بيان الشباب المسلم: «رغبة منا في وضع حد لمثل هذا الاستهتار الشنيع المخطط له من قبل جهات لها أهدافها ولها مقاصدها».. ومن المفرح فعلًا أن يدرك الشباب المسلم في البحرين أن هذه الفقاعات التي تطفو على السطح بين حين وآخر لا تطفو هكذا عفوًا -خاطرة كاتب أو فكرة محرر- فهناك جهات في الظلام لها أهدافها ومقاصدها تخطط لمثل هذه التي نحسبها عفوية جزئية ولكن هذا الإدراك لشمول المخطط وترابط أجزائه يجب ألا يبعثره جهد جزئي أو غضب طارئ. هذا الإدراك يجب أن يتمثل في شكل عملي دائم لملاحقة أطراف المخطط في كل زاوية وكل ثنية من المجتمع البحراني والمجتمع الخليجي وبغير أن يتمثل هذا الإدراك في هذا الشكل فلن تتجاوز الجهود كونها هدرًا للطاقة والوقت.

·       إن نظرة واحدة اليوم إلى الخليج: من دبي إلى البحرين إلى الكويت تثبت بما لا يدع مجالاً للجدل أن هناك مؤامرة مترابطة الحلقات يجرى تنفيذها في الخليج. إنها ليست مؤامرة سياسية أو عسكرية -فمثل هذه المؤامرات يسهل كشفها وتعريتها والإجهاز عليها بين يوم وليلة ثم لا تبقى بعدها باقية- ولكنها مؤامرة التهديم الفكري والإفساد الخلقي. مؤامرة تحويل شعب المنطقة إلى قطيع من الكافرين بإسلامهم والمتنكرين لتراثهم والمتتلمذين على الأسياد في واشنطن ولندن وموسكو وبكين. قطيع من صرعى الخمر وصرعى الجنس وصرعى الموضات وصرعى التفنن في الملابس وصرعى إسدال الشعور إلى الخلف وإطالتها على الصدغين!

·       إنه ليس من العبث أن تزداد في الخليج عشرات فنادق الدرجة الأولى والنوادي الليلية والملاهي والخمارات وعشرات المؤسسات الثقافية والصحف والمجلات المخالفة والمعادية لديانة المنطقة وتراثها وتاريخها وليس من العبث أن ينوجد نادي الروتاري في هذه المنطقة، وليس من العبث أن تعطى رخص بناء الكنائس في هذه المنطقة التي ليس من أبنائها واحد نصراني بمعنى الكلمة.

 

إن كل هذه المظاهر مترابطة مشدودة إلى خط المؤامرة الشاملة الجذرية لتهديم الإسلام وإشاعة الإلحاد والانحلال.

إن الأمر- إذن- ليس أمر مقال ينشره أحد التافهين ولكنه أمر التآمر الشامل ضد عقيدة المنطقة وأخلاقها، ومن ثم فالمواجهة لهذا التآمر لا تتم إلا عن طريق الإدراك الواعي لترابط أجزاء المؤامرة وملاحقتها في شتى أشكالها  ومظاهرها.. هذه الحقيقة يجب أن تكون واضحة في ذهن الشباب المؤمن في البحرين وفي الخليج.

·       وحقيقة أخرى يجب أن تكون واضحة كذلك: إن الجهود والطاقات يجب ألا تهدر هكذا في فورة عاجلة سريعة ولكن يجب تنظيمها وتأطيرها حتى تتخذ طابع الديمومة والتحدي المستمر للغزو الفكري والأخلاقي. إن أعداء الإسلام -من الغربيين والشرقيين وتلامذتهم- لم يحاربوا الإسلام في شكل تحرکات سريعة وغضبات عاجلة ولكنهم حاربوه بحكمة وبطء عن طريق إرساء المؤسسات الثقافية الثابتة وإصدار النشرات والكتب المستمرة وتسريب أفكارهم بين طيات الكتب وذبذبات الإذاعة والتلفاز وصنع جيل من التلاميذ الأوفياء المخلصين لأفكارهم ومبادئهم.. وكأنهم في هذا يستهدون بالمثل الإنجليزي الصادق: SLOWLY BUT SURELY أي ببطء ولكن بفعالية! ومن هنا فالبلورة والتأطير للغضب لله الذي انبعث من الصدور المؤمنة أمر ضروري وأساسي، وإلا فإن مستقبل الفساد والانحلال والإلحاد مزدهر في البحرين والخليج بلا ريب.

·       أذكر قبل شهور قليلة عندما صدر في بيروت كتاب العميل العظم «نقد الفكر الديني» أنه اهتزت عمائم ما اهتزت قط لمؤامرة إقصاء الإسلام عن القيادة ولا اهتزت لمؤامرات ضرب الإسلام هنا وهناك، وتداعى ألوف من الناس لم يألف المسجد وجوههم لاستنكار هذا الكتاب.. فماذا كانت النهاية؟ هل انغلقت المؤسسات التي تصنع كل يوم المئات من أشباه العظم؟ هل تعطلت الأجهزة التي تحارب الإسلام في عقر داره؟ هل انتهت المؤامرة على الإسلام؟ كلا والله بل لقد ضاعت الجهود هدرًا لأنها لم تقم على أساس عملي ثابت مستمر.

·       وحقيقة ثالثة يجب أن تكون واضحة كذلك: إن الإسلام ليس تعويذة سحرية تتلى على مقال ملحد ثم يتلاشى دخانها ويضيع ولكنه منهج الله في أرضه الذي لا يقبل التجزيء والتفريق، والإيمان بالله -سبحانه وتعالى- ليس هو الإيمان الذهني البارد هكذا.. ولكنه الإيمان الحي المتحرك المتجسد في كل حياة الإنسان وجميع لحظات حياته، وحديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «ليس الإيمان بالتمني، ولكن الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل» حديث واضح صريح، وبالمقابل فالكفر لا يتم فقط عن طريق قولة باللسان أو كتابة بالقلم، ولكنه يتم عن طريق تحكيم غير ما أنزل الله وعن طريق تسيير الحياة اليومية في طريق لم يرده الله سواء في الفكر أو التربية أو السياسة أو الاقتصاد. ومن ثم فليس مجديًا أن يغضب الشاب الذي يشرب الخمر لهذا المقال، وأن يغضب الأب الذي يرسل ابنته سافرة للدراسة في الخارج لهذا المقال! لأن جدية الإسلام لا تقبل أن يغضب إنسان لله وهو يحارب الله في معاملاته وسلوكه ووضعه الأسري .

·       إن الشعب البحراني الذي هب مستنكرًا المقال الملحد حري به أن تتوضح لديه الرؤية وأن يعرف أن الأمر أمر الحرب الشاملة ضد الإسلام وليس شيئًا آخر وأن مواجهة هذه الحرب لا تتم إلا عن طريق اللجوء إلى الإسلام والتحصن الدائم به، وحري به أن يهب بشكل دائم مستمر ضد مظاهر الكفر التي تسود حياتنا الفكرية والتربوية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وحري به أن يعرف الإسلام الذي يقول كتابه مستنكرًا: ﴿أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾ (البقرة: 85).

       وحري به أن لا يؤمنوا ببعض «الكتاب» ويكفرون ببعض.

·       إن الغضبة يجب ألا تنحصر ضد هذا المقال لأن المقال علامة المؤامرة وليس المؤامرة الشاملة ذاتها، ويجب ألا تنطفئ بمجرد إنذار يصدره رئيس دائرة الإعلام إلى الصحيفة الناشرة أو اعتذار ينشره صاحب المقال.. إن الأمر أخطر من هذا وأشمل وأعمق.. من هنا يجب أن نتحرك ومن هنـا يجب أن نؤجج الغضبة المتضرمة الدائمة ضد الكفر في مظاهره العملية الحياتية .

·       وصدق الله العظيم ﴿قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ ۚ قُل لَّا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ ۙ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ * قُلْ إِنِّي عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَكَذَّبْتُم بِهِ ۚ مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ ۚ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ۖ يَقُصُّ الْحَقَّ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ﴾ (الأنعام: 56-57).

·                                                                  مصعب الزييري

 

حدث هـذا الأسبوع

يكتبه: أبو أنس

دردشة مع داعية إسلامي كبير لقيته للمرة الرابعة في الكويت.. شيخًا ويبلغ الثانية والسبعين من عمره، ذا لحية بيضاء ناصعة البياض كالثلج في طهارتها، يرتدي لباسه الباكستاني الكامل، ووجهه يضيء بالبشر، تعلوه ابتسامة مشرقة حبيبة.. ذلك هو الشيخ سيد محمد جميل رئيس جمعية القرآن الكريم في باكستان والذي يشرف على أربعين مدرسة قرآنية..

وبادرته بالسؤال التالي: وماذا عن نشاطك في حقل الدعوة الإسلامية في كوريا الجنوبية واليابان؟ فقال:

- ستسر يا أخي إذا علمت أن الناس في كوريا واليابان يقبلون إقبالًا عجيبًا علی الإسلام. فقد حدث أن ألقيت محاضرة في جامعة في اليابان- بالعاصمة طوكيو التي يبلغ تعداد سكانها أحد عشر مليون نسمة، وكان من بين الحاضرين نساء يابانيات يرتدين الميني جيب ويعملن خارج البيت. ولما فرغت من محاضرتي أكثرن من أسئلتهن فأجبتهن برحابة صدر، ثم قلت: هل تسمحن لي بسؤالين؟

فرحبن بذلك، فقلت:  

لقد كانت المرأة اليابانية في الجيل الماضي محافظة على تقاليد بلادها في كل شيء، وخاصة في اللباس، ولكنها أقبلت الآن على الأخذ ببريق الحضارة الغربية؛ فهل هي سعيدة الآن؟ فجاءني الرد المذهل: كلا.. إنها قلقة.. فقلت: وما يقلقها؟
- إنها تفكر في البحث عن زوج يحنو عليها ويسكن إليها وتسكن إليه..
فقلت لهن مبتسمًا: إنكن خدعتن بالحضارة الغربية ولا سبيل لكن إلى السلام والرضى إلا بالإسلام قال تعالى: ﴿یَـٰۤأَهۡلَ ٱلۡكِتَـٰبِ قَدۡ جَاۤءَكُمۡ رَسُولُنَا یُبَیِّنُ لَكُمۡ كَثِیرࣰا مِّمَّا كُنتُمۡ تُخۡفُونَ مِنَ ٱلۡكِتَـٰبِ وَیَعۡفُوا۟ عَن كَثِیرࣲۚ قَدۡ جَاۤءَكُم مِّنَ ٱللَّهِ نُورࣱ وَكِتَـٰبࣱ مُّبِینࣱ ۝١٥ یَهۡدِی بِهِ ٱللَّهُ مَنِ ٱتَّبَعَ رِضۡوَ ٰ⁠نَهُۥ سُبُلَ ٱلسَّلَـٰمِ وَیُخۡرِجُهُم مِّنَ ٱلظُّلُمَـٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ بِإِذۡنِهِۦ وَیَهۡدِیهِمۡ إِلَىٰ صِرَ ٰ⁠طࣲ مُّسۡتَقِیمࣲ ۝١٦﴾ (المائدة ١٥-١٦)

وحدثتهن عن مكانة المرأة في الإسلام، وانتهت المحاضرة بالتصفيق  والإعجاب..

وعرجت بأستاذنا سيد محمد جميل فسألته عن مهمته الحالية فقال: جئت لأحصل على مزيد من العون المادي والأدبي من إخواني المسلمين في الكويت لإكمال بناء المركز والمسجد الإسلامي في كوريا. وقد لمست استجابة طيبة..    

قلت له: هل من خاطرة تحب أن تضيفها قبل أن نختتم لقاءنا بك، فقال: إنني أحمل معي إحصائيات عن نسبة الطلاب في الغرب ونسبة ارتكاب الجرائم والانتحار هناك، وهي تثبت أن الغرب في حالة انهيار كامل، والسبب الرئيسي في ذلك هو تحطيم بناء الأسرة، الناجم عن عمل المرأة الغربية خارج البيت. فلا نجاح لبلد له رئيسان للوزراء، ولا نجاح لبيت له سيدان، ومنذ أن عملت المرأة أصبحت خارجة على قوامة زوجها وأصبحت تنافسه فهي بخروجها إلى محيط فيه حرية اختلاط بالرجال قد خطت نحو تحطيم البناء الأسري.. ولذلك لا سلام ولا سعادة إلا بالعودة إلى شريعة الله..

الرابط المختصر :