العنوان أهمية الفطرة وأثرها: تابع: مسئولية التربية الإيمانية
الكاتب المحرر المحلي
تاريخ النشر الثلاثاء 10-أكتوبر-1978
مشاهدات 20
نشر في العدد 415
نشر في الصفحة 41
الثلاثاء 10-أكتوبر-1978
من الأمور المسلم بها لدى علماء التربية والأخلاق أن الطفل يولد على فطرة التوحيد، فإذا تهيأت له تربية سليمة وبيئة مؤمنة وخُلطة اجتماعية صالحة نشأ على الإيمان الراسخ والأخلاق الفاضلة، وقد قرر القرآن الكريم هذه الحقيقة في قوله تعالى: ﴿فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ﴾ (الروم: 30)، وأكدها رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري: «كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه»، وبذلك تتضح لنا أهمية الفطرة وأثرها، ونعلم أن الولد إذا نشأ في بيت منحرف وبيئة ضالة وخالط جماعة فاسدة فإنه يتربى على أسوأ الأخلاق، ويخرج من الإيمان إلى الإلحاد ويصعب رده إلى جادة الحق وسبيل الهدى؛ لذلك يجب ألّا يُتساهل في تربية الأبناء ومراقبتهم؛ حتى لا يؤدي بهم ذلك إلى الزيغ والانحراف، ومن نماذج هذا التساهل:
1- الأب الذي يدفع بولده إلى المدارس الأجنبية والتبشيرية مما يؤدي به إلى كره الإسلام والحقد على أهله.
2- الأب الذي يسمح لولده بأن يقرأ ما شاء من كتب إلحادية وعلمانية مما يجعله يتشكك في عقيدته ويهزأ بتاريخه.
3- الأب الذي يترك لولده الحرية في مخالطة من يشاء من رفقاء السوء والضلال ويعتنق ما شاء من المبادئ الفاسدة؛ فبذلك سيسخر الولد بكل القيم الدينية والمبادئ الخلقية.
4- الأب الذي يسمح لولده بالانتماء لأحزاب إلحادية كافرة أو منظمات علمانية لا ترتبط بالإسلام؛ فإنه سينشأ على عقيدة ضالة ومبادئ فاسدة ويكون حربًا على الأديان والقيم.
- من ذلك كله يتبين أهمية الدور وأبعاد الواجب الملقى على عاتق الأبوين والمربين بشكل عام، وأن تنشئة الولد مسئولية كبرى وواجب عظيم أمام الله سبحانه وتعالى، وتتلخص هذه المسئولية فيما يلي:
1- الإرشاد إلى الإيمان بالله وقدرته المعجزة، عن طريق التفكر في خلق السموات والأرض، والتدرج معهم من البسيط إلى المركب ومن المحسوس إلى المعقول، حتى نصل بهم إلى قضية الإيمان بالله عن اقتناع وحجة فلا تستطيع معاول الهدم أن تنال من هذا الإيمان الراسخ والعقيدة الثابتة، وهذه هي طريقة القرآن الكريم في التربية قال تعالى: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ (البقرة: 164).
2- غرس روح الخشوع والتقوى والعبودية لله: وذلك بتفتيح بصائرهم على قدرة الله المعجزة وآياته في الكون، من شجرة نامية وزهرة فواحة وملايين من الخلائق الدقيقة العجيبة الصنع، والتي لا يملك المؤمن إزاءها إلا أن يخشع ويهتز لعظمة الله ومراقبته وطاعته، ومن وسائل تقوية الخشوع في النفس أن يروض الولد في سن التمييز على التخشع في الصلاة، والسكون والحزن عند تلاوة القرآن، وهذه صفة المؤمنين الصادقين قال تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾ (المؤمنون: 1-2).
وقد كان الخشوع والحزن هو حال الصحابة رضوان الله عليهم، ولقد أفاضت الكتب في شرح خشوعهم وبكائهم عند الصلاة وقراءة القرآن، وقد يجد المربي صعوبة في ترويض الولد على الخشوع في البداية، ولكن مع كثرة التنبيه والمثابرة والقدوة الحسنة يصبح الخشوع خلقًا أصيلًا وطبعًا كريمًا في نفسه.
أمور على الحامل تجنبها
1- الأدوية:
لا يجوز أن تتناول الحامل أي دواء إلا بأمر الطبيب؛ لأن الدواء قد يحتوي على مواد تضر بالجنين وتؤثر على نموه، وتحدث عاهات في تكوينه، خصوصًا في الأشهر الثلاثة الأولى.
2- التصوير بالأشعة:
قد يحدث أن تمرض الحامل مرضًا يرتئي معه الطبيب إجراء تصوير بالأشعة. فعليها في هذه الحالة أن تذكر له أنها حامل؛ لأنه يعلم أن الأشعة- أشعة إكس- تضر بالجنين وربما تؤدي إلى تشويه خلقته.
3- الأمراض المعدية:
على الحامل أن تحمي نفسها من الأمراض المعدية، فلا تزور رفيقة مريضة أو بيتًا تعلم أن فيه مريضًا، وعليها أن تعلم أن إصابتها ببعض الأمراض المعدية- وخاصة في الأشهر الأولى من الحمل- قد تؤدي إلى تشويه جنينها إن لم تؤدِّ إلى إسقاطه، ومن أهم هذه الأمراض الحصبة الألمانية التي قد ينشأ عنها أن يولد الطفل مثلًا أعمى أو مصابًا بعاهة.