العنوان الفقه والمجتمع (العدد 1106)
الكاتب أ.د. عجيل جاسم النشمي
تاريخ النشر الثلاثاء 05-يوليو-1994
مشاهدات 13
نشر في العدد 1106
نشر في الصفحة 60
الثلاثاء 05-يوليو-1994
أصناف صيام التطوع
السؤال: ما هي أنواع صوم التطوع على مدار السنة؟
الجواب: أنواع صوم التطوع عديدة نذكرها فيما يلي:
١- صوم ستة أيام من شوال: لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من صام رمضان ثم أتبعه ستًا من شوال فكأنما صام الدهر».
٢ - الصوم في الأشهر الحرم وهي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب.
3- صوم يوم عرفة: وهو اليوم التاسع من ذي الحج، وصوم لغير الواقفين بعرفة من الحجاج، لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: «صوم عرفة يكفر سنتين ماضية ومستقبلة»، «أخرجه أحمد والنسائي وغيرهما»، وفي حديث آخر قال صلى الله عليه وسلم: «من صام يوم عرفه غفر له سنتين متتابعتين»، أخرجه الطبراني في الكبير.
4- صوم عشرة أيام من ذي الحجة: لغير الحاج لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله عز وجل من هذه الأيام يعني أيام العشر قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء» أخرجه البخاري وأحمد والترمذي.
5- صوم شهر المحرم: لقول النبي صلى الله عليه وسلم: أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم أخرجه مسلم وأحمد وغيرهما.
٦- صوم تاسوعاء وعاشوراء: لما ورد من قول النبي صلى الله عليه وسلم: «صوم عاشوراء يكفر سنة ماضية»، وقوله عليه الصلاة والسلام: «صوموا يوم عاشوراء وخالفوا اليهود وصوموا قبله يومًا أو بعده يومًا»، أخرجه أحمد والبيهقي، وقال: «لئن بقيت إلى قابل لأصومن اليوم التاسع».
7- صوم يومي الاثنين والخميس لحديث عائشة رضى الله عنها قالت: «كان النبي يتحرى صيام الاثنين والخميس»، أخرجه أحمد والترمذي وغيرهما.
8- صوم ثلاثة أيام من كل شهر: لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر وإفطاره»، أخرجه أحمد والبزار وغيرهما والأفضل أن يصوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر لفعل النبي ذلك.
9- صوم شعبان: فيستحب صومه كله أو أغلبه لما روت أم سلمة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يصوم من السنة شهرًا تامًا إلا شعبان يصله برمضان»، أخرجه أبو داود والنسائي.
۱۰- صوم يوم وإفطار آخر: وهو صيام داوود عليه السلام، لما ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أفضل الصيام صيام داود عليه السلام كان يصوم يومًا ويفطر يومًا»، أخرجه البخاري والنسائي.
أما صوم رجب والنصف من شعبان فلم يرد فيه حديث صحيح.
التداوي بالكي
السؤال: هل يجوز التداوي بالكي كما كان مستعملًا بشكل واسع في القدم، بما فيه من تعذيب للمريض؟
الجواب: إن الكي إذا كان علاجًا ودعت الحاجة أو الضرورة إليه برأي خبير فلا بأس به، وهو مستعمل حتى اليوم في المستشفيات بواسطة الآلات الحديثة في حالات مخصوصة، لكن إذا لم تدع الحاجة إليه أو كان الشخص غير عالم بالطب ويتخذ ذلك مهنة، فهذا حرام لأنه تعذيب بالنار ولا يعذب بالنار إلا خالق النار، وهو الله تبارك وتعالى.
وقد اتفق الفقهاء على قضية في هذا الخصوص وهو كي أو وسم وجه الآدمي فهذا حرام بالإجماع لأنه إهانة وتعذيب وهذا للأسف كان موجودًا بين بعض القبائل في غير بلادنا وربما الآن انقطع والحمد لله، بل إن الفقهاء حرموا والبعض كره وسم الحيوان، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أما بلغكم أني لعنت من وسم البهيمة في وجهها» «رواه مسلم والترمذي- عون المعبود ۲۳۲/۷» وننبه التجار أصحاب الأغنام من الوقوع في هذا المحذور.
زكاة العسل
السؤال: شخص يقول إن لديه مناحل عسل تنتج حوالي ٤٠٠ كيلو جرام في السنة، فهل عليه زكاة هذا العسل؟
الجواب: اختلف العلماء في العسل هل عليه زكاة أم لا؟ فمنهم من قال إنه لا زكاة عليه ومنهم من قال إن عليه زكاة.
والراجح الذي نميل إليه هو وجوب الزكاة في العسل والسبب أن العسل مال وقد يكون موردًا تجاريًا كبيرًا فحكمه حكم المال في هذه الحال.
كما أن أدلة وجوب الزكاة جاءت عامة لم تستثن العسل من الزكاة، كقوله تعالى: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً﴾ (سوة التوبة: 103)، أي خذ من كل أموالهم زكاة، كما أنه وردت بعض الآثار والأحاديث التي تؤيد أن في العسل زكاة، وهذه الأحاديث وإن لم تكن قوية في أسانيدها إلا أن كثرتها يؤيد بعضها بعضًا ويقوي بعضها البعض الآخر.
وأما مقدار الواجب، فقد اتفق من قال بوجوب الزكاة في العسل بأن الواجب هو العشر وهذا العشر إنما يكون من صافي إيراد العسل يعني بعد خصم كل النفقات والتكاليف وأما مقدار النصاب فيقدر بستمائة وثلاثة وخمسون كيلو جرامًا «٦٥٣ كجم».
وعلى هذا من ملك هذا المقدار يُخرج الزكاة وهي العشر ومن ملك أقل ليس عليه زكاة، فالسائل بناء على ذلك، لا زكاة عليه في العسل عنده لأنه لم يبلغ نصابًا.
ألفاظ التعزية
السؤال: اعتاد الناس حينما يعزون شخصًا في قريب له يقولون: «أحسن الله عزاكم» أو «عظم الله أجركم»، فهل هذه الصيغ مشروعة أو هناك صيغًا أخرى وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ وهل تجوز تعزية المسلم في قريبه الكافر؟ وما هي الصيغة التي يقولها إذا كانت التعزية جائزة؟
الجواب: لا يشترط في التعزية صيغة معينة، بل يجوز بكل صيغة تؤدي إلى المعنى وهو مواساة أهل المتوفى والصيغة الواردة في السؤال مشروعة ولها أصل فقد روى أن الإمام أحمد- رحمه الله- قال: يروى أن النبي صلى الله عليه وسلم عزى رجلاً فقال: رحمك الله وأجرك، وكان الإمام أحمد إذا عزى شخصًا قال: «أعظم الله أجركم وأحسن عزاءكم».
وأما تعزية المسلم بالكافر فجائزة عند جمهور الفقهاء عدا المالكية، وعند التعزية يقول: «أعظم الله أجركم وأحسن عزالك» فيوجه الكلام إلى المعزى.
مسح الأذنين في الوضوء
السؤال: أحد الإخوة يسأل عن مسح الأذنين في الوضوء، هل تمسح الأذنين بماء جديد أم بالماء الذي يمسح به الرأس؟
الجواب: الأذنان هما جزء من الرأس هذا ما قال به جمهور الفقهاء، ولو مسح أذنه بما تبقى من ماء بعد مسح رأسه فهذا يكفي، لكن قال المالكية والشافعية أنه يسن مسح الأذنين بماء جديد غير ماء مسح الرأس، لما ورد عن عبد الله ابن زيد أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ فأخذ لأذنيه ماء خلاف الماء الذي أخذه لرأسه «إسناده صحيح، سنن البيهقي ٦٥/١ عن الدين الخالص ١/ ٢٦٥».
نسيان الحلق أو التقصير في الحج
السؤال: ما حكم من أدى مناسك الحج كلها بشكل صحيح، لكنه نسي أن يحلق رأسه أو يقصره، فقيل له لا بد أن تذبح شاة، وقال له آخرون إن حجك باطل، فما هو الحكم الشرعي في هذا الموضوع؟
الجواب: الحلق أو التقصير واجب من واجبات الحج فمن تركه يلزمه دم، وذهب الشافعية إلى أنه ركن، فيفسد الحج إن تركه الحاج ولا يجبر بدم، والذي تؤيده الأدلة هو قول جمهور الفقهاء إن الحلق والتقصير واجبًا وليس ركنًا.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل