لا تذرفوا دمعًا على الشهداء إن الدموع لأمة تخشى الردى للساكتين من الرجال على الأذى للشاجبين، وفي الدروب حجارة للخاذلين، وفي القلوب حمية للقائمين على الحدود، سلاحهم يرتد نحو صدورنا متغطرسًا صارت بنادقهم عصيًا تقتني تعطى لكل مخنث يزهو بها ماذا أقول ودمع قلبي حائر فالطوق صار لنا، وليس عدونا قالوا: قسوت، وعهدنا بك راحمًا ناديت كم نادى سواي؟ فلم يجب فعلام يخشون الجهاد؟ وأمتي نحن ارتدينا قبل ذا أكفاننا وعلى روابي القدس كبر مصطفى(1) ولقد غرسنا في القناة شبابنا وبها أذل الإنكليز، وهدمت ومضى شباب محمد في زحفهم فلنا جذور لا تموت بموتنا هذي حماس والجهاد وراية غرس زكا وزها بأشبال الهدى
وذروا الدموع لميت الأحياء وتعيش في ذل وفي استخزاء للحافظين مودة الغرباء أقوى من البارود حين لقاء تزري بضعف الحكمة البلهاء يوم الوغى برد على الأعداء فلنا لظاه، وليس للدخلاء يوم اختيار القادة العظماء وتذاد في صلف عن الشرفاء ما لي بهم –والله– أي رجاء يلقى من التطويق أي بلاء فلعلهم يصحون بعد نداء أحد، ولم يأرق لسيل دمائي ترمى بجمر مذلة وشقاء ومضت كتائبنا إلى سيناء معه بيارق عزة وإباء فغدت قناة بطولة وفداء فيها الحصون، وآذنوا بجلاء بهدى الكتاب وسنة وضاء لكنها تحيا مع الأحياء للنصر في الأقصى وعهد وفاء من فتية القسام والبناء