العنوان نقوش على جدار الدعوة الإنصاف
الكاتب د. جاسم المهلهل آل ياسين
تاريخ النشر الثلاثاء 24-سبتمبر-1996
مشاهدات 26
نشر في العدد 1218
نشر في الصفحة 66
الثلاثاء 24-سبتمبر-1996
الإنصاف هو العدل وإعطاء كل ذي حق حقه.. وليس من الإنصاف أن ينسى المؤمن نفسه وأسرته وواجبات الاجتماعية من أجل التفرغ لطلب العلم مثلًا أو من أجل التفرغ لتجارة أو ولاية أو غير ذلك.. والحياة المتوازنة هي الحياة التي لا يطغى فيها جانب على آخر، ومثل هذه الحياة التي تمثل الإنصاف خير تمثيل للحديث النبوي الشريف: «إن لبدنك عليك حقًّا ولأهلك عليك حقًّا، ولزورك «لزوّارك» عليك حقًّا، فأعط كل ذي حق حقه».
هذا التوازن في الحياة القائم على الإنصاف فيها هو ما عانى منه ابن الجوزي حيث لم يستطع أن يطبقه خير تطبيق فقال: «وا أسفي على ما يفوتني من المناجاة بالخلوة مع ملاقاة من الناس وتعليمهم.. غير أني قد استسلمت لتعذيبي، ولعل تهذيبي في تعذيبي» "صيد الخاطر ٢١٦ – ٢١٧".
وها هو الامام الشافعي يوجه تلميذه يونس فيقول له: «الانقباض عن الناس مكسبة للعداوة، والانبساط إليهم مجلبة لقرناء السوء، فكن بين المنقبض والمنبسط» "نزهة الفضلاء١٢/٧٤١".
أما الذين أرادوا أن يبالغوا ويشتدوا بالعبادة بعد أن سألوا عن عبادة الرسول- صل الله عليه وسلم-، فقد ردهم الرسول- صلى الله عليه وسلم- إلى الصواب بقوله: «إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، ولكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني».
إن تحقيق الإنصاف إنما يكون بالتزام منهج الرسول- صلى الله عليه وسلم- الذي أخبرنا به في قول: «سددوا وقاربوا» فإن لم يكن الإنصاف تامًّا فلا بأس أن يكون هناك شيء منه لتستقيم حياة الفرد مع أسرته وأبناء مجتمعه والإنسانية كلها ..
