العنوان جريمة القتل الأخيرة.. والقصاص الإسلامي
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 11-يوليو-1972
مشاهدات 11
نشر في العدد 108
نشر في الصفحة 13
الثلاثاء 11-يوليو-1972
جريمة القتل الأخيرة.. والقصاص الإسلامي
كانت آخر جريمة في مسلسل القتل الذي عم البلاد أخيرًا هي حادثة الشاب العراقي الذي قتل راعي الأغنام في الصحراء بدوافع ثأرية. وكان الجاني قد زعم أن شقيق القتيل قتل ابن عمه قبل ثلاث سنوات بالعراق، وأنه قدم من هناك ليثأر لابن عمه..
هذه قضية جديدة بالنسبة لما سبقها من جرائم قتل.. فإذا كان حكم الإعدام قد لقى تأييدًا عامًا من كل الدوائر القانونية والشعبية، فان نظرية الإسلام في مشرع عقوبة القصاص كانت من الحكمة؛ بحيث استطاعت أن تقدم علاجًا جذريًّا لتقنين الأخذ بالثأر في مجتمع كانت فيه هذه العادة دينًا مقدسًا.
كان الشيخ محمد أبو زهرة يحاضر في كلية الحقوق في جامعة القاهرة، وتعرض لتفسير قول الله تبارك وتعالى في سورة الإسراء: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ ۖ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا﴾. (الإسراء: ٣٣).
وقال إن جعل هذا السلطان لولي المقتول «وهو الحق في إمضاء عقوبة القصاص أو العفو أو طلب الدية» يمتص الأحقاد التي يمكن أن تترسب في نفوس أهل المقتول وتدفعهم للانتقام خارج إطار القانون والقضاء. وكان الشيخ أبو زهرة يستعرض هذه النظرية على ضوء الواقع في مجتمع «الصعيد المصري»، الذي تنتشر فيه عادة الأخذ بالثأر؛ والترفع عن الشكوى للقضاء وطلب القصاص من طرف ثالث، قال الشيخ أبو زهرة هذا الكلام لطلابه وفي المحاضرة التالية دخل أستاذ قانون إيطالي يحاضر في القانون الجنائي، وقال إن هناك نظرية حديثة تجعل لذوي المقتول حقًّا في العقوبة حتى تقضي على أي نزعة للأخذ بالثأر!!
فرد عليه أحد الطلاب نظرية حديثة؟؟ لقد كان الشيخ أبو زهرة يقول نفس هذا الكلام في المحاضرة السابقة!!
لقد حمل ذلك الأستاذ الإيطالي النظرية الإسلامية كاملة وذهب بها لإيطاليا ليعرضها على أكبر المعاهد القانونية هناك.. ليحقق نصرًا علميًا هائلًا..
ونحن هنا في الكويت نعود بعد زمن طويل لنكتشف ضرورة عقوبة القصاص التي نص عليها قرآننا؛ ثم نبدأ الحوار حول كيفية تنفيذها لأن وسيلة الشنق تبدو غير إنسانية، ولعل هذا التطور يسوقنا لأخذ النظرية كاملة من القرآن وسوف نوفر بلا شك الكثير من العنت على أنفسنا لو وثقنا بكلام الله وآمنا وأسلمنا واخترناه من البداية بلا تردد.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
مطالِبة بتجريم ازدراء الأديان.. مؤسسات إعلامية عربية وإسلامية تنظم مؤتمراً افتراضياً بعنوان «قرآننا عزنا»
نشر في العدد 2182
15
الثلاثاء 01-أغسطس-2023