العنوان غير ذات الشوكة
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 07-سبتمبر-1976
مشاهدات 16
نشر في 316
نشر في الصفحة 3
الثلاثاء 07-سبتمبر-1976
قبس من نور
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾ (الأحزاب: 23). صدق الله العظيم
يوم السبت القادم - ۱۷ رمضان - تجيء ذكرى بدر تجيء وواقع المسلمين مليء بالمآسي والهزائم. وبغير تطويل في المقدمات نقول: إن السبب الرئيسي في هذا الواقع العاجز الباهت هو: ترك الجهاد. إن عدد المسلمين اليوم غير قليل فبين كل خمسة أشخاص من سكان كوكبنا هذا تجد واحدًا ينتسب إلى الإسلام.
ويزخر العالم الإسلامي بثروات تجعله في طليعة العوالم الغنية إن لم يكن أغناها على الإطلاق.
ومواقعه الاستراتيجية أكثر من ممتازة. ورغم كل هذه الإمكانات يعاني هذا العالم الاضطهاد والهزائم ما لا يطيقه حر ذو إيمان ومروءة. والسبب مرة أخرى هو: ترك الجهاد.
ولكي يظل المسلمون أعزاء دومًا، وحتى لا يزلهم أعداؤهم شر ذل رفض القرآن الكريم ميل المسلمين إلى إيثار السلامة، وحب غير ذات الشوكة.
ففي القرآن الذي نزل في غزوة بدر يقول الله تعالى: - ﴿وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَن يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ * لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ﴾ (الأنفال: 7-8).
واستجاب المسلمون لأمر ربهم وأقبلوا يقاتلون أعداء الله فنصرهم الله.
أما المغتصبون للإسلام اليوم فقد أثروا غير ذات الشوكة فأتاهم الذل من كل مكان. إن الصراع بين الحق والباطل ما انتفى من الأرض يومًا، وسيظل دائرًا.
وعلى المسلم أن يأخذ مكانه في هذا الصراع وأن يلتزم في نفس الوقت بشروط الجهاد.
● النية الصادقة.
● التجرد والإخلاص.
● وأن يكون الهدف إعلاء كلمة الله.
إن حال المسلمين في لبنان وفلسطين والفلبين. و. و. و. تؤكد أن الصراع هو هو وأن جبهة أعداء السلام لن تكف عن عدوانها حتى ينقرض المسلمون أو يرتدوا عن دينهم.
ومن الممكن، بل من المتاح تغيير الحال. فليس على المسلمين سوى الإخلاص لله والأخذ بالأسباب المتوفرة. والله تعالى يتولى الباقي.
● يتدخل - بحوله وقوته - ويرمي جبهة الأعداء بما يصرعها: - ﴿فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ ۚ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ ۚ وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ (الأنفال: 17). وهذه الآية نزلت في بدر. ويضعف كيد الأعداء، بل يجعل الوهن خاصية ملازمة لتخطيطهم وكيدهم وتدبيرهم: ﴿ذَٰلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ﴾ (الأنفال: 18). وهذه نزلت في بدر أيضًا.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل