العنوان حديث الروح إلى أختي المسلمة
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 19-سبتمبر-1972
مشاهدات 20
نشر في العدد 118
نشر في الصفحة 6
الثلاثاء 19-سبتمبر-1972
لك الله يا أختي الكريمة، لقد عن لي أن اكتب عما يدور في قلبي وتكنه روحي من تقدير لك واعتزاز بك ابتهاجًا بانتصارك على الشيطان والدنيا وكل شيء.
كم فرحت عندما انضممت إلى صف المؤمنين من الرجال والنساء الذين أعلنوا أنه لا نجاة ولا سعادة إلا تحت شعار لا إله إلا الله محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومضوا في هذا الطريق يحطمون جميع السدود حتى يصلوا للغاية والهدف، ولا بد من الوصول يومًا من الأيام إن شاء اللـه كم أنا عزيز بك - بعد عزة إيماني بالله - عندمـا أراك تسيرين وقد خالفت كل الناس والأهواء، فأنت متحجبة لا حجاب رجعية وتخلف، ولكن حجاب إیمان وهمة عالية وطاعة للرحمن ومعصية للشيطان وحزبه ألا إن حزب الغالبون.
كم أنا عزيز بك عندما أراك تسيرين وقد غضضت من بصرك لا لشيء إلا لأن اللــه قد أمرت بذلك، فما أعلاك، وأجلك من أخت.
وأنا أشعر بشعورك، أحس بإحساسك، وأشاركك الأذى في سبيل الله، أنا أعلم يا أختي إنك عندما خرجت من التيه إلى صف الإيمان والنور انقلبت عليك الدنيا بأسرها ووقفت في وجهك، وهذا هو شأن المؤمنين في كل مكان وزمان واقرأي إن شئت سورة البروج ومن شأنهم أيضا الانتصار على كل هذه الآلام حتى أهلك الذين يصلون ويصومون، قد وقفوا ضدك، لا تتعجبي يا أختي وإن كانوا مسلمين، إنهم يعجبون منك هذا التجرد لله وهذا الإخلاص للإسلام العظيم إنهم يريدونك ـكما تعلموا من أعداء الإسلام - مسلمة مجردة من المشاعر والأحاسيس لا تثورين، لا تغضبين إذا ما أوذي الإسلام، لا تفرحين إذا ما انتصر الإسلام إنهم يريدونك مثلهم مسلمة معطلة، مسلمة تضع الأغلال في أيديها وفي عنقها وتسير وهي مكبلة بالأغلال.
ولكن همتك العالية، وصلابتك القوية، قد حطمت آمالهم، وخيبت أحلامهم فأعلنوها حربًا عليك شعواء ولكنهم ظنوا ظنا أنهم يردعونك ويردونك ولكن هيهات هيهات ، إذا كانت الصخور تتكسر والجبال تتحطم فإن صلابة الإيمان واستعلاء العقيدة أصلب وأشد من معاولهم.
وهكذا تجدينهم - يا أختي - في كل شيء يخطئون، لأن الطريق الذي سلكوه أولًا خطأ وستكون النهاية مساوية للبداية حتمًا.
وفي نهاية حديثي إليك - يا أختي الكريمة - أهديك هدية ثمينة غالية عزيزة، فلا تفرطي فيها واحرصي عليها كما تحرصين على أغلى شي عندك، هديتي إليك، آية جليلة عظيمة من كتابنا الكريم حيث يقول الله تبارك وتعالى:
﴿اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ۗ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ (سورة البقرة : 257) فافرحي يا أختي بولاية الله لك وهي نتاجر مع الله تبارك وتعالى تجارة لن تبور وأنها لتجارة رابحة بلا شك أن نبيع الدنيا وتربح الأخرة وسلام الله عليك.
أخوك
مساعد سالم عبد القادر
جامعة الكويت
الرابط المختصر :
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل