العنوان لا.. للصّلح المنفرد!! لا.. للصّلح الجماعي!!
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 18-فبراير-1975
مشاهدات 18
نشر في العدد 237
نشر في الصفحة 7
الثلاثاء 18-فبراير-1975
الإسلام عن أن يكون أساسًا للترابط وقوامًا للتقارب والوحدة.
• والصلح المنفرد إبقاء على سياسة التخلف في المنطقة.. فالعالم العربي يملك إمكانات متنوعة بشرية ومادية.. زراعية ونفطية وصناعية.
هذه الإمكانات بالتكامل والتنسيق تشكل نهضة حضارية حقيقة وناضجة.
والخصوم لا يريدون هذه النهضة.. ومن هنا فإن الصلح المنفرد يخدم إرادة الخصوم في دفع الإمكانات العربية إلى طريق التقوقع.. والانزواء.. والتمزق.. والأنانية.. فلا وحدة صناعية.. ولا تنسيف زراعي.. ولا تبادل للمنافع في مجال النفط والخبرة الفنية.. والأسواق.. إلخ.
إن ليبيا- مثلًا- جلبت مئات الألوف من العمال الأتراك تلبية لحاجتها في التنمية.
ونحن لسنا ضد الاستعانة بأي عمال مسلمين من أي بلد ومن أي جنس كانوا.
كما أننا لا ننصب أنفسنا قضاة.. يحكمون لصالح هذا الطرف ويدينون ذاك.. الذين تتوفر في بلادهم الأيدي العاملة.. أو الذين جلبوا هذه الأيدي حسب تقديراتهـم الخاصة.
إن الشيء الذي نركز عليه هو ظاهرة التفتيت.. ووضع العراقيل في طريق سياسـة التنسيق والتكامل.
هذه بعض نتائج الصلح المنفرد.
«لا للصلح الجماعي»
ومن سياسة الإرباك والتعقيد والبلبلة والتدويخ التي يريد أصحابها بها شل القوى العقلية والنفسية في الأمة.
من هذه السياسة: التلويح بالصلح الجماعي بدل الصلح المنفرد.. وطرح هذا البديل ينطوي على خطرين مدمرین.
• الأول: أن الذين يرفضون الصلح المنفرد هم أنفسهم الذين يطالبون بالصلـح الجماعي.. ومعنى ذلك أن هؤلاء موافقون على «أساس» الصلح مع العدو.. وإن مبعث نقدهم للصلح المنفرد هو: إبعادهم عن مائدة الصلح. وأن هذا النقد سيزول إذا اشتركوا في الصفقة.
• الثاني: إيهام الأمة بأن الصلح الجماعي أفضل من الصلح المنفرد، وهذا التفضيل والتمييز مماثل لتمييز إنسان يقال له: أيهما أفضل لموتك؟ القتل بالرصاص؟ أم القتل بالشنق؟ قطع الرأس من خلف؟ أم قطعه من أمام؟
إن الصلح الجماعي مرفوض بنفس الحماس والقوة التي رفضنا بها الصلح المنفرد.
ولا ندري.. لماذا يتفجر ذكاء عرب وتتقد عبقريتهم في خداع شعوبهم واستدراجها إلى المذبح، بينما يخمد هذا الذكاء في التعامل مع کیسنجر أو في إحباط كيد اليهود؟
وإذا كان الصلح المنفرد قد انطوى على تلك النتائج العقيمة فإن الصلح الجماعي يجر الكوارث جرًّا على حاضر أمتنا ومستقبلها.
• فالصلح الجماعي إجماع على الضلال، وتواطؤ شامل على إهدار مصلحة الأمة.
• والصلح الجماعي بصم جماعي على وثائق الذل وصكوك الاستسلام للعدو.
• والصلح الجماعي مظاهرة جماعية تهتف بتأييد وعد بلفور وبحياة دولة اليهود في فلسطين المحتلة.
• والصلح الجماعي موافقة جماعية على قبول الوصاية اليهودية على مقاليد المنطقة وأوضاعها.
ومن هنا نقول:
لا للصلح المنفرد
لا للصلح الجماعي
الرابط المختصر :
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل