العنوان دعاة وسياسيون لـ»المجتمع»: «الأزهر» احترق في نار الأزمات السياسية
الكاتب براء ماجد
تاريخ النشر الخميس 01-مارس-2018
مشاهدات 17
نشر في العدد 2117
نشر في الصفحة 34
الخميس 01-مارس-2018
رضا: بدلاً من تصديه لموجات الهجوم على الإسلام وقيمه وأحكامه صار صامتاً رامي: أصبح ظهور شيخ الأزهر مدعاة للاحتفال لما استشعره المتابعون من استهداف أطراف سياسية له
المنير: الدور الحقيقي للأزهر سيبدأ حين يؤسس للعدل وليس الاكتفاء بالشجب والإدانة
«للأسف التلاعب السياسي بالأزهر وإجبار مشيخته ومؤسساته على اتباع المنهج السياسي لا الديني انحرف بالأزهر عن دوره، فبدلاً من أن يكون الأزهر حائط صد في وجه الظلم، وبدلاً من تصديه لموجات الهجوم على الإسلام وقيمه وأحكامه، صار صامتاً، حتى فقد الناس الثقة في أشخاصه ومؤسساته، حالمين باليوم الذي يعود فيه الأزهر لسابق عهده»..
بهذه الكلمات يعبر داعية مصري شاب يحب الأزهر الشريف وحريص على صورته التي تواجه هجوماً بين حين وآخر، وهو الداعية حسين محمد رضا، باحث ماجستير في المعهد العالمي للفكر الإسلامي المعاصر بجامعة بيروت الإسلامية، ويحلم بأن يواصل طريق الأزهر الذي بات يحترق في الأزمات المتصاعدة بمصر، حين تحين فرصة العودة لأرض الوطن في ظروف أفضل.
فحالة الأزهر ووضعه مثار نقاش دائم بين رضا وآخرين في الفترة الأخيرة، خاصة مع ظهور الأزهر بشكل مشرف في قضية فلسطين والقدس في مواجهة الصلف الأمريكي وقرار إعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني، لكن ما زالت مشكلة الأزهر مع الوضع الحالي في مصر، بحسب ما يرى البعض الآخر، أزمة أخرى في ظل الانتهاكات الحقوقية المتصاعدة بمصر في الآونة الأخيرة.
لكن الباحث الشاب بالمعهد العالمي للفكر الإسلامي المعاصر يرى أهمية استمرار دور الأزهر بأي شكل، قائلاً: لأن يبقى دور الأزهر ضعيفاً خير من ألا يبقى، فهو يسد ثغرة في الدفاع عن مصر وهويتها الوسطية المعتدلة ولو في ميدان الأخلاق إذا ما عجز في غيره من الميادين، لا سيما أن عوام المصريين يتلقون تعاليم دينهم عن الأزهر والمنفتحين على منهجه من التيارات الإسلامية في مصر.
ويتابع القول: أنا أحد الذين يعتقدون أن الأزهر هو الصورة الحقيقية لمصر الإسلامية في اتزان مناهجه ووسطية فكره، وقوته في التصدي لكل حركات الانحراف الفكري والأخلاقي التي كانت تضرب المجتمع، وهو ما يجب أن يظهر في كل المؤسسة الأزهرية من المشيخة إلى طلبة المعاهد، الذي كان بدوره يمتد لأئمة الأوقاف فيحدث صحوة وسطية منضبطة في المجتمع، ترفض ما يخالف الدين والأخلاق والعرف، مثلما كان من الشيخ الذهبي في فترة الرئيس «السادات»، وما كان حديثاً في موجات الهجوم على الإسلام قبل وبعد ثورة يناير التي دعمت دور الأزهر، وكانت تود له الحرية ليعود لسابق عهده في القوة.
حملة شرسة
ويتابع قائلاً: ورغم الكبوة التي تعرض لها الأزهر، فإن من الواجب التصدي للحملة الإعلامية الابتعاثية الشرسة عليه، التي تنوعت بين المقروء والمشاهَد والمسموع، التي تريد أن تزيف هوية مصر الإسلامية، فتبدلها من إسلام الله السمح المعتدل المنزل على نبيه صلى الله عليه وسلم، إلى إسلام الغرب والأنظمة السياسية العلمانية، وهو إسلام تم تقفيله وتجميعه في ورش ومصانع الغرب وتلك الأنظمة!
في الناحية الأخرى، يقف د. أحمد رامي، أحد قيادات المجتمع المدني في مصر، والعضو السابق بلجنة التنسيق بين النقابات المهنية، الذي يحاول دائماً متابعة أخبار الأزهر، حيث يرى أن الأزهر حاول صياغة موقف في 3 يوليو 2013م، يعبُر بالوطن وفق رؤيته من «دفع ضرر أكبر بضرر أصغر»، بحسب ما نقل عن شيخ الأزهر د. أحمد الطيب، وهو موقف أقل حدة من موقف الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل الذي اعتبر ما حدث «ضرورة»، أو موقف بابا الكنيسة تواضروس الذي اعتبر ما حدث «جالباً للنعم»، وهو موقف يجب أن يوضع في إطار الوقت، وأن تعاد قراءته حالياً في ضوء المواقف المختلفة لمؤسسة الأزهر بالمشهد العام التي وضعت مسافة بين المؤسسة الدينية الإسلامية ممثلة في الأزهر، والنظام الحاكم، بحسب رامي.
هذه المسافة أدت إلى الهجوم الشخصي على شيخ الأزهر ومناهجه والهوية الإسلامية، خاصة بعد ما أدى تدخل عقلاء الأزهر في صياغة رؤية واضحة له بشأن ما يحدث في مصر، منهم الشيخ د. حسن الشافعي الذي لا ينسى أحد بيانه الأشهر بعد أحداث 3 يوليو، يضيف د. رامي، الذي أكد أن هؤلاء العقلاء أدركوا خطورة الوضع الذي ترزح فيه مصر؛ فكان للأزهر عدة مواقف سواء في القدس أم في الدفاع عن القيم والهوية، حتى أصبح ظهور شيخ الأزهر مدعاة للاحتفال، لما استشعره المتابعون من استهداف بعض الأطراف السياسية للأزهر الشريف بتاريخه وقيمه ودوره في صيانة الهوية الإسلامية، يضاف إلى ذلك غياب الأزهر عن التعاطي مع الشأن الداخلي المصري بكل ما فيه، وهو ما يمكن قراءته في إطار موقف جديد يسحب موقفه الأول الذي ظهر فيه بصورة واحدة نتيجة سوء تقدير الموقف، حتى وصل الأمر إلى مطالبة إعلاميين بإقالة شيخ الأزهر نفسه.
المحلل الديني للسلطة
من جانبه، يشير د. عمرو عادل، رئيس المكتب السياسي بالمجلس الثوري المصري، إلى أن الأزهر مر بعدة مراحل غيرت كثيراً من طبيعته، ويمكن إيجاز المراحل التي مر بها في محورين رئيسين؛ أولهما: فترة استقلاله المادي والفكري، وثانيهماً: بعد تأميمه من الدولة.
ففي الفترة الأولى كان يعبر عن المجتمع وجزء منه، وكانت قياداته وشيوخه في أغلبها جزءاً من النسيج المجتمعي تتأثر به وتؤثر فيه، ولا يمكن إنكار الدور البطولي للأزهر في كل النقاط المهمة للنضال والكفاح عبر تاريخ مصر، خاصة في أثناء الغزو الفرنسي، وهي قمة الهرم في اندماجه الكامل بالمجتمع والتعبير عنه، وهذه كانت ظاهرة عامة في معظم المؤسسات قبل نموذج الحداثة، وتم تأميم الأزهر بعد ذلك لصالح السلطة عبر مسار طويل من السيطرة وعزله عن المجتمع، وهذه إحدى سمات النموذج الحداثي، وتفضيله حصر الدين في نموذج كنسي، وقيادة يمكن التفاهم معها، وشعب تحت سيطرة الكنيسة، وهذا يستلزم عزل المؤسسة أو «كنسنتها».
ويوضح عادل أن الصورة الذهنية القديمة بقيت ولكن مع نمط مختلف عن الماضي، فقد أصبح الأزهر مؤسسة تعبر عن السلطة وليس المجتمع؛ ولذلك ففي الماضي كان يقود النضال ضد الظلم مع المجتمع ضد النظام، أما الآن فأصبح يمارس دور المحلل الديني للسلطة.
إلا أنه يرى أن الأزهر يمكنه أن يعود لسابق عهده، ولكن في ظل نظام سياسي يقبل بتوسيع مجال السلطة للمجتمع وتقليل مجال السلطة لنفسه، أما في ظل النظام الاستبدادي أو المعادي للدين فسيبقى الأزهر فاقداً لدوره، ذلك أن حل أزمة الأزهر جزء من حل أزمة مصر، في هذه اللحظة ربما يعود الأزهر الذي عرفناه على مدى تاريخه قبل تأميمه.
دور متراجع
د. ممدوح المنير، مدير الأكاديمية الدولية للدراسات والتنمية، يرى أن الأزهر عملياً ومنذ ظهور شيخ الأزهر الحالي بالمشهد السياسي في الثالث من يوليو 2013م، ودوره في خدمة الوطن والأمة متراجع، بل أصبح التراجع في بعض الأحيان نعمة مطلوبة بعد تحول التراجع إلى العكس تماماً من تأييد وتبرير لما يفعله النظام، والتصديق على أحكام الإعدام بحق الأبرياء كما يفعل المفتي، مؤكداً أن الدور الحقيقي للأزهر سيبدأ حين ينادي بالعدل وليس الاكتفاء ببيانات الشجب والإدانة فقط لا غير، بحسب تعبيره.
محمد علي الصوفي، الكاتب المتخصص في الشؤون الدينية، يضيف لـ«المجتمع» أن المرحلة الأخيرة للأزهر باتت من أصعب مراحله؛ لأنه ظهر بصورة لا تليق بنضال المؤسسة ولا حكمتها ولا حيثياتها الدينية، وكان المفترض أن يكون في مثل الأزمات الحالية رمانة ميزان، وجزءاً من إدارة حوار وطني لحل أزمات الوطن انطلاقاً من دوره الديني، القائم على مفاهيم دينية لا غنى عنها لأحد؛ كالإصلاح بين الناس، وإعلاء قيمة الحوار.>
«للأسف التلاعب السياسي بالأزهر وإجبار مشيخته ومؤسساته على اتباع المنهج السياسي لا الديني انحرف بالأزهر عن دوره، فبدلاً من أن يكون الأزهر حائطاً في وجه الجور السياسي، صار يشرعن للظلم، وبدلاً من تصديه لموجات الهجوم على الإسلام وقيمه وأحكامه، صار صامتاً كأنه جثة ميتة، حتى فقد الناس الثقة في أشخاصه ومؤسساته، حالمين باليوم الذي يعود فيه الأزهر لسابق عهده»..
بهذه الكلمات يعبر داعية مصري شاب يحب الأزهر الشريف وحريص على صورته التي تواجه هجوماً بين حين وآخر، وهو الداعية حسين محمد رضا، الذي تعرض لملاحقة أمنية أجبرته على مغادرة مصر، وحالياً هو باحث بالماجستير في المعهد العالمي للفكر الإسلامي المعاصر بجامعة بيروت الإسلامية، ويحلم بأن يواصل طريق الأزهر الذي بات يحترق في الأزمات المتصاعدة بمصر، حين تحين فرصة العودة لأرض الوطن في ظروف أفضل.
فحالة الأزهر ووضعه مثار نقاش دائم بين رضا وآخرين في الفترة الأخيرة، خاصة مع ظهور الأزهر بشكل مشرف في قضية فلسطين والقدس في مواجهة الصلف الأمريكي وقرار إعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني، لكن ما زالت مشكلة تماهي الأزهر مع النظام المصري الحالي، بحسب ما يرى البعض الآخر، أزمة أخرى في ظل الانتهاكات الحقوقية المتصاعدة بمصر في الآونة الأخيرة.
لكن الباحث الشاب بالمعهد العالمي للفكر الإسلامي المعاصر يرى أهمية استمرار دور الأزهر بأي شكل، قائلاً: لأن يبقى دور الأزهر ضعيفاً خير من ألا يبقى، فهو يسد ثغرة في الدفاع عن مصر وهويتها الوسطية المعتدلة ولو في ميدان الأخلاق إذا ما عجز في غيره من الميادين، لا سيما أن عوام المصريين يتلقون تعاليم دينهم عن الأزهر والمنفتحين على منهجه من التيارات الإسلامية في مصر.
ويتابع القول: أنا أحد الذين يعتقدون أن الأزهر هو الصورة الحقيقية لمصر الإسلامية في اتزان مناهجه ووسطية فكره، وقوته في التصدي لكل حركات الانحراف الفكري والأخلاقي التي كانت تضرب المجتمع، وهو ما يجب أن يظهر في كل المؤسسة الأزهرية من المشيخة إلى طلبة المعاهد، الذي كان بدوره يمتد لأئمة الأوقاف فيحدث صحوة وسطية منضبطة في المجتمع، ترفض ما يخالف الدين والأخلاق والعرف، مثلما كان من الشيخ الذهبي في فترة الرئيس «السادات»، وما كان حديثاً في موجات الهجوم على الإسلام قبل وبعد ثورة يناير التي دعمت دور الأزهر، وكانت تود له الحرية ليعود لسابق عهده في القوة.
ويتابع قائلاً: ورغم الكبوة التي تعرض لها الأزهر، فإن من الواجب التصدي للحملة الإعلامية الابتعاثية الشرسة عليه، التي تنوعت بين المقروء والمشاهَد والمسموع، التي تريد أن تزيف هوية مصر الإسلامية، فتبدلها من إسلام الله السمح المعتدل المنزل على نبيه صلى الله عليه وسلم، إلى إسلام الغرب والأنظمة السياسية العلمانية، وهو إسلام تم تقفيله وتجميعه في ورش ومصانع الغرب وتلك الأنظمة!
أخف الضررين
في الناحية الأخرى، يقف د. أحمد رامي، أحد قيادات المجتمع المدني في مصر، والعضو السابق بلجنة التنسيق بين النقابات المهنية، الذي يحاول دائماً متابعة أخبار الأزهر، حيث يرى أن الأزهر حاول صياغة موقف في 3 يوليو 2013م، يعبُر بالوطن وفق رؤيته من «دفع ضرر أكبر بضرر أصغر»، بحسب ما نقل عن شيخ الأزهر د. أحمد الطيب، وهو موقف أقل حدة من موقف الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل الذي اعتبر الانقلاب «ضرورة»، أو موقف بابا الكنيسة تواضروس الذي اعتبر الانقلاب «جالباً للنعم»، وهو موقف يجب أن يوضع في إطار الوقت، وأن تعاد قراءته حالياً في ضوء المواقف المختلفة لمؤسسة الأزهر بالمشهد العام التي وضعت مسافة بين المؤسسة الدينية الإسلامية ممثلة في الأزهر، والنظام الحاكم الممثل حالياً في الانقلاب، بحسب رامي.
هذه المسافة أدت إلى الهجوم الشخصي على شيخ الأزهر ومناهجه والهوية الإسلامية، خاصة بعد ما أدى تدخل عقلاء الأزهر في صياغة رؤية واضحة له بشأن ما يحدث في مصر، منهم الشيخ د. حسن الشافعي الذي لا ينسى أحد بيانه الأشهر بعد الانقلاب، يضيف د. رامي، الذي أكد أن هؤلاء العقلاء أدركوا خطورة الوضع الذي ترزح فيه مصر؛ فكان للأزهر عدة مواقف سواء في القدس أم في الدفاع عن القيم والهوية، حتى أصبح ظهور شيخ الأزهر مدعاة للاحتفال، لما استشعره المتابعون من استهداف النظام للأزهر الشريف بتاريخه وقيمه ودوره في صيانة الهوية الإسلامية، يضاف إلى ذلك غياب الأزهر عن التعاطي مع الشأن الداخلي المصري بكل ما فيه، وهو ما يمكن قراءته في إطار موقف جديد يسحب موقفه الأول الذي ظهر فيه بصورة واحدة مع النظام الحالي نتيجة سوء تقدير الموقف، حتى وصل الأمر إلى مطالبة إعلاميين مقربين من النظام بإقالة شيخ الأزهر نفسه.
المحلل الديني للسلطة
من جانبه، يشير د. عمرو عادل، رئيس المكتب السياسي بالمجلس الثوري المصري، إلى أن الأزهر مر بعدة مراحل غيرت كثيراً من طبيعته، ويمكن إيجاز المراحل التي مر بها في محورين رئيسين؛ أولهما: فترة استقلاله المادي والفكري، وثانيهماً: بعد تأميمه من الدولة.
ففي الفترة الأولى كان يعبر عن المجتمع وجزء منه، وكانت قياداته وشيوخه في أغلبها جزءاً من النسيج المجتمعي تتأثر به وتؤثر فيه، ولا يمكن إنكار الدور البطولي للأزهر في كل النقاط المهمة للنضال والكفاح عبر تاريخ مصر، خاصة في أثناء الغزو الفرنسي، وهي قمة الهرم في اندماجه الكامل بالمجتمع والتعبير عنه، وهذه كانت ظاهرة عامة في معظم المؤسسات قبل نموذج الحداثة، وتم تأميم الأزهر بعد ذلك لصالح السلطة عبر مسار طويل من السيطرة وعزله عن المجتمع، وهذا إحدى سمات النموذج الحداثي، وتفضيله حصر الدين في نموذج كنسي، وقيادة يمكن التفاهم معها، وشعب تحت سيطرة الكنيسة، وهذا يستلزم عزل المؤسسة أو “كنسنتها”.
ويوضح د. عمرو عادل أن الصورة الذهنية القديمة بقيت ولكن مع نمط مختلف عن الماضي، فقد أصبح الأزهر مؤسسة تعبر عن السلطة وليس المجتمع؛ ولذلك ففي الماضي كان يقود النضال ضد الظلم مع المجتمع ضد النظام، أما الآن فأصبح جزءاً من الاستبداد، فرأيناه يحاول حماية النظام في عام 2011م، ورأيناه يؤيد قتل الشعب في الشوارع في عام 2013م، وما زال يمارس دور المحلل الديني للسلطة.
إلا أن عادل يرى أن الأزهر يمكنه أن يعود لسابق عهده، ولكن في ظل نظام سياسي يقبل بتوسيع مجال السلطة للمجتمع وتقليل مجال السلطة لنفسه، أما في ظل النظام الاستبدادي أو المعادي للدين فسيبقى الأزهر جزءاً من النظام الاستبدادي، ذلك أن حل أزمة الأزهر جزء من حل أزمة مصر بتفكيك النظام تماماً وإعادة توزيع السلطة والثروة، في هذه اللحظة ربما يعود الأزهر الذي عرفناه على مدى تاريخه قبل تأميمه.
دور متراجع
د. ممدوح المنير، مدير الأكاديمية الدولية للدراسات والتنمية، يرى أن الأزهر عملياً ومنذ ظهور شيخ الأزهر الحالي بمشهد الانقلاب في الثالث من يوليو 2013م، ودوره في خدمة الوطن والأمة متراجع، بل أصبح التراجع في بعض الأحيان نعمة مطلوبة بعد تحول التراجع إلى العكس تماماً من نخر في عظام الوطن وتأييد للمجازر، وتبرير لما يفعله النظام، والتصديق على أحكام الإعدام بحق الأبرياء كما يفعل المفتي، مؤكداً أن الدور الحقيقي للأزهر سيبدأ حين يقاوم الظلم والطغيان في مهده وليس الاكتفاء ببيانات الشجب والإدانة فقط لا غير، بحسب تعبيره.
محمد علي الصوفي، الكاتب المتخصص في الشؤون الدينية، يضيف لـ”المجتمع” أن المرحلة الأخيرة للأزهر باتت من أصعب مراحله؛ لأنه تماهى مع السلطة الحاكمة بصورة لا تليق بنضال المؤسسة ولا حكمتها ولا حيثياتها الدينية، وكان المفترض أن يكون في مثل الأزمات الحالية رمانة ميزان، وجزءاً من إدارة حوار وطني لحل أزمات الوطن انطلاقاً من دوره الديني، القائم على مفاهيم دينية لا غنى عنها لأحد؛ كالإصلاح بين الناس، وإعلاء قيمة الحوار.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل