; تفسير زئبقي للقرآن | مجلة المجتمع

العنوان تفسير زئبقي للقرآن

الكاتب جمال النهري

تاريخ النشر الثلاثاء 26-مايو-1970

مشاهدات 40

نشر في العدد 11

نشر في الصفحة 13

الثلاثاء 26-مايو-1970

حول تفسير عصري.

 نحن ندرك أن الإسلام لا يفتقر إلى التفاسير حتى يتقدم شخص کمصطفى محمود المعروف بميوله واتجاهاته الماركسية فيقدم للمسلمين تفسيرًا أسماه عصريًّا.

فهو عصري بقدر ما هو ملائم لمعتقداته ومعتقدات أسياده الحمر. «والمجتمع» تود أن تلفت أنظار المسلمين في جميع أرکان المعمورة إلى هذا العبث الشيوعي في معتقداتنا، وتطالب المسئولين في كل قطر إسلامي تأدية واجبهم أمام الله، وتضرب بيد من حديد على هذه الأعمال المشبوهة والمقصودة والتي يحركها ويخطط لها أعداء الإسلام من الشيوعيين والصليبيين واليهود.

وصف الشيخ محمد الفحام شيخ الجامع الأزهر «تفسير عصري» لمؤلفه «مصطفى محمود» بأنه تفسير زئبقي يثير الشكوك.

●     وصف بيان الأزهر التفسير بأنه يتجه إلى مخالفة مدلول المنصوص عليه في الكتاب، مثل ما جاء في موضوع «النظر المحرم».

●     استعمل في جانب «ذات الله» سبحانه لم يقفنا الشرع عليها ولا تليق كوصف الله «بالمهندس» «والحر» وأنه يئس... من كذا... إلخ

●     إنه أصدر أحكامًا تعارض صریح نصوص القرآن؛ مثل إن الذين عبدوا الشمس على أنها آية من آيات الله كانوا على هدى.

وقد ظل التفسير العصري يصدر ما يقرب من شهرين أو أكثر بمجلة «صباح الخير» القاهرية، ويصدر بهذه المجلة وشقيقتها «روز اليوسف» نكت أسبوعية عن «الجنة والنار».

 

الأزهر حول الحلال والحرام

أرسل الأزهر ردًا باسم «دكتور أحمد مهنا» مدير إدارة البحوث والنشر في

٥ـ٢ـ١٩٧٠حول موضوع الحلال والحرام، وكان الرد رقيقًا احتوى هذه الكلمات: «أرجو أن تعاود النظر» ولن يخالجني شك في أنك لن تتردد -إذا اقتنعت بوجهة نظري– في أن تعاود النظر، ونحن جميعًا نخطئ ونصيب.. وهكذا.

 

القرآن بين الفهم والتفسير

●      قامت الدكتورة بنت الشاطئ بالرد في ١٣-٣-١٩٧٠ في جريدة الأهرام تحت عنوان: «القرآن بين الفهم والتفسير» قالت فيه إننا بحاجة أن نضع حدودًا فاصلة بين ما يُباح وما لا يُباح من تأويل كلمات الله في كتاب الإسلام.

●     بين حق الإنسان أن «يفهم» القرآن من وجهة نظره.

●     وبين حرية للتفسير لا تبيحه لغير ذوي الدراية به.

 

لكيلا تضل المقاييس:

وكذلك قامت الدكتورة بنت الشاطئ في ٢٣-٣-٧٠ برد آخر تحت عنوان: «لكيلا تضل المقاييس» قالت فيه: «إنني أتوقع سلفًا ما قد أتعرض له من اتهام بالرجعية (والجمود)، ولكن توقعت من ناحية أخرى، أن تمس كلماتي ضمائر من يؤمنون بكرامة العلـم وحرمة القرآن، وأشهد أنني تلقيت من رسائل التأييد ما لا أذكر أنني تلقيت مثله على طول عهدي بالكتابة، ومع ذلك (فإنني لو بقيت وحدي) في مواجهة هذا التيار الجائح، الذي يهدر ما للتخصص من قيمة وحرمة، ويستبيح الخوض في كلمات الله بغير علم ولا هدى، أقول لو بقيت وحدي، لما تخاذلت أو تراجعت».

 

دفاع عن منطق عصرنا وكرامة عقولنا:

وفي ١٧ـ٤ـ١٩٧٠ کتبت «بنت الشاطئ» مقالًا تحت عنوان: «دفاعًا من منطق عصرنا وكرامة عقولنا» تقول: «إن الدعوة إلى فهم القرآن بتفسير

عصري يحررنا من فهم الأولين، يسوق إلى الإقناع "بالفكرة السامة" التي تنأى بأبناء العصر عن معجزة نبي أمي، بعث في قوم أميين، في عصر كان يركب الناقة والجمل لا المرسيدس والبوينج وأبولو ولونا، وفي بيئة لا عهد لها بمفاعل الذرة ومراكز الكمبيوتر.

●     وهذا "مطلب" يتسلل إلى عقول أبناء هذا الزمان وضمائرهم؛ فيرسخ فيهـا أن القرآن إذا لم يقدم لهم علوم الطب والتشريح، والرياضيات، والإلكترونيات فليس صالحًا لزماننا ولا جديرًا أن تسيغه عقليتنا العلمية.

وهكذا باسم "العصرية"، نغريهم من حيث ندري ولا ندري، بأن يرفضوا فهم القرآن كما فهمه الصحابة في عصر المبعث ومدرسة النبوة، ليفهموه  في تفسير عصري من بدع هذا الزمان!».

بيت العنكبوت:

وفي ٢٤-٤-١٩٧٠ تحت عنوان: «بيت العنكبوت» كتبت تشير إلى الترابط بين ما يحدث الآن من محاولة تشويه تفسير القرآن، والمحاولة السابقة التي حدثت عقب «فشل ثورة عرابي» من دعاة أجانب «لم يجرؤوا على التصدي للقرآن مبـاشرة فاتجهوا إلى «لغة القرآن»، وخرجوا على الناس في أقنعة العصرية والعلم والتقدم ينادون بأن هذه «اللغة البدوية» هي المسؤولة عن تخلفنا العلمي والحضاري؛ لأنها التي قتلت فينا موهبة الاختراع، واشتدت عقب ذلك «حملة سلامة موسى» على الأحافير اللغوية التي ورثناها من مجتمع ديني زراعي إقطاعي.

ولو تصدى «ضمير الأمة» لمواجهة هذه الدعوة الأجنبية بالتحدي والرفض فكادت تذهب مع الشرع لولا أن حمل لواءها دعاة من مثقفينا العصريين.

إن المعركة التي تدور حول القرآن في القاهرة لتخفي جذورًا أعمق مما يبدو على السطح، وكان المأمول أن يكون تصدي «الأزهر» لهذه المعركة أقوى وأعمق من قلم السيدة الفاضلة بنت الشاطئ.

نسأل الله أن يلهم علماءنا الدفاع عن كتابه ولو بعد تطوير الأزهر.

الرابط المختصر :